الإرهاب يصيب بروكسل بالشلل

23-11-2015

الإرهاب يصيب بروكسل بالشلل

تشهد بروكسل، يوم الاثنين، ولليوم الثالث على التوالي حالة "انذار ارهابي" قصوى، في ظل استمرار عمليات الشرطة البلجيكية في البحث عن المسؤولين عن هجمات 13 تشرين الثاني الدامية في باريس، فألقت القبض على 16  شخصاً في مداهمات، مساء الأحد، لكنها لم تتمكن من اعتقال المشتبه فيه الرئيسي صلاح عبد السلام.
وبقيت بروكسل مصابة بشلل شبه كامل بسبب تهديد بهجوم "جدي ووشيك"، ما أوجد وضعاً غير مسبوق في المدينة التي تضم مقر الإتحاد الأوروبي، وقد بدت حركة السير ضعيفة جداً في شوارعها باستثناء بضع سيارات وسيارت اجرة وآليات للشرطة والجيش وقلة من المارة.جنود بلجيكيون خلال عمليات التفتيش في بروكسل (رويترز)
وكانت السلطات البلجيكية قررت الأحد الإبقاء وليوم اضافي على حالة الانذار الارهابي القصوى في العاصمة ومنطقتها، وتمديد اغلاق محطات قطارات الانفاق. وتبقى المدارس ودور الحضانة والجامعات مغلقة، على أن تجري السلطات تقييماً جديداً لمستوى الانذار والاجراءات الامنية بعد ظهر اليوم.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال، إن "ما نخشاه هو هجمات مماثلة لتلك التي وقعت في باريس، بمشاركة عدد كبير من الافراد وهجمات في أماكن عدة" اهدافها "اماكن مزدحمة".
وكانت النيابة العامة الإتحادية في بلجيكا أعلنت ان قوات الامن نفذت 19 عملية مداهمة في بروكسل مساء الاحد، أسفرت عن توقيف 16 شخصاً، مشيرة إلى أن المتهم الرئيسي في اعتداءات باريس والمتواري منذ تسعة ايام صلاح عبد السلام ليس من ضمن الموقوفين.
وأخفقت عملية ملاحقة على مستوى أوروبا في إلقاء القبض عليه. وقال شقيق آخر لعبد السلام، لا علاقة له بالهجمات، إن شقيقه ربما فكر في عدم مواصلة القتل. وتخشى الشرطة البلجيكية أن يكون عبد السلام عاد إلى بلجيكا لشن هجمات جديدة.
وقال المتحدث باسم النيابة العامة اريك فان سيربت، إن قاضي التحقيق يقرر الاثنين ما إذا كان سيفرج عن الموقوفين او يمدد فترة احتجازهم.
وأضاف انه لم يتم العثور على متفجرات او اسلحة خلال هذه المداهمات التي جرت "من دون حادث يذكر"، باستثناء مداهمة واحدة قرب مطعم صغير في حي مولنبيك سان جان، المعروف بانه معقل للإرهابيين. وقد أطلقت الشرطة النار على سيارة كانت تتقدم باتجاههم وتمكنت من الفرار، إلا أنه تم توقيفها لاحقا في بروكسل وكان على متنها جريح تم توقيفه.
وتابع ان المداهمات جرت ايضا في اندرلخت وسكاربيك وجيتي ووولوي-سان-لامبير وفوريست ومدينة شارلروا، الواقعة الى الجنوب من بروكسل.
ونشرت وسائل اعلام بلجيكية متعددة تقارير تفيد بأن عبد السلام شوهد في سيارة قرب بلدة لييج في طريقه إلى الحدود الألمانية.
ووردت تقارير متعددة عن رصد عبد السلام في مواقع عدة، لكن الشرطة أخفقت حتى الآن في إلقاء القبض عليه. وكان عبد السلام يدير حانة في حي مولنبيك للاجئين في بروكسل.
ووجهت اتهامات إلى ثلاثة أشخاص حتى الآن في بلجيكا، حيث تقول السلطات الفرنسية إنه تم التدبير لهجمات باريس في أوساط شبكة كبيرة في بروكسل، تضم أنصار تنظيم "داعش" الذين حارب بعضهم في سوريا. وأقر اثنان من المتهمين بأنهما اصطحبا عبد السلام في سيارة إلى بروكسل بعد الهجمات لكنهما ينفيان أي دور لهما في العنف.
ودفع الخوف مما يدبر له عبد السلام أو إرهابيين آخرين محتملين بلجيكا إلى إلغاء مباراة دولية في كرة القدم يوم الثلاثاء.
من جهتها، نشرت فرنسا دعوة الى التعرف على الانتحاري الثالث في الهجوم بالقرب من "استاد دو فرانس"، مرفقة بصورة له، وأضحت أن هذا الرجل مر بجزيرة ليروس اليونانية بالتزامن مع انتحاري آخر في الموقع نفسه، لم يتم التعرف على هويته.
وحتى الآن تم التعرف على واحد فقط من منفذي التفجيرات الانتحارية بالقرب من "استاد دو فرانس"، وهو الفرنسي بلال حدفي (20 عاما) الذي كان يقيم في بلجيكا.
كما أن التحقيق مستمر أيضاً في تركيا، حيث تم توقيف بلجيكي من اصل مغربي يدعى احمد دهماني (26 عاما) للإشتباه في مشاركته في تحديد اهداف اعتداءات باريس.
ديبلوماسيا، بدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اليوم، مشاورات ديبلوماسية من أجل تحالف واسع ضد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"-"داعش" الذي تبنى اعتداءات باريس.
واستقبل هولاند في الإليزيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين زارا صباحاً صالة "باتاكلان" للحفلات الموسيقية، التي استهدفتها الإعتداءات الإرهابية التي وقعت في 13 تشرين الثاني في باريس.
وقالت الرئاسة إن كلا من هولاند وكاميرون وضع وردة امام الصالة التي قتل فيها 89 شخصاً بينهم بريطاني. وكتب كاميرون في تغريدة ارفقها بصورة على حسابه على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، أن "الرئيس هولاند وانا جنبا الى جنب".
وجاءت زيارة كاميرون إلى باريس قبل ان يجري هولاند محادثات مع اوباما الثلاثاء في واشنطن، ثم مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الاربعاء في باريس، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس في موسكو.
وفي الوقت نفسه، أعلنت فرنسا ان حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" التي وصلت الى شرق البحر المتوسط جاهزة لإطلاق طائراتها الحربية لضرب مواقع تنظيم "داعش".
وبذلك يعزز الجيش الفرنسي قدراته على الضرب في العراق وسوريا بمقدار ثلاثة اضعاف، إذ أن حاملة الطائرات تنقل 26 مطاردة، تضاف الى 12 طائرة اخرى متمركزة في الامارات العربية المتحدة والاردن.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...