أصابع المحافظين الجدد تعيق عمل مجموعة بيكر- هاملتون

28-11-2006

أصابع المحافظين الجدد تعيق عمل مجموعة بيكر- هاملتون

الجمل:   أشار تقرير واينماديسون الصادر في العاصمة الأمريكية واشنطن، إلى أنه في الوقت الذي يتم فيه إعطاء الكثير من الاهتمام لمجموعة دراسة العراق (لجنة بيكر- هاميلتون) وتوصياتها التي أصبحت على وشك الصدور، فقد بدأت تبرز ثمة ملاحظة صغيرة، حول بعض أحصنة طروادة، التابعة لجماعة المحافظين الجدد، والتي ظلت تعمل من أجل إعاقة وعرقلة عمل المجموعة. ولا ينحصر الأمر فقط  في عضوية إيد ميزي المدعي العام الأمريكي السابق (الذي تصله روابط وثيقة مع العديد من زعماء وشخصيات اليمين المسيحي الصهيوني النافذة عن طريق عضويته المتميزة في المنظمات والمؤسسات الدينية الخيرية لليمين المسيحي الصهيوني) وبمجموعة دراسة العراق، بل، واستناداً لإصدار عدد ديسمبر من مجلة (أميريكان بروسبيكت)، فإن كليف ماي، رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، التابعة للمحافظين الجدد، يعمل أيضاً خبيراً مستشار لمجموعة دراسة العراق، ويُقال: إن إلحاقه كخبير تم بواسطة دعم ريويل مارك فيريخت عضو جماعة المحافظين الجدد والمحلل السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. كذلك أشارت صحيفة الواشنطن بوست الصادرة في يوم 26 تشرين الثاني 2006م، إلى أن ميشيل روبين مدير معهد المسعى الأمريكي التابع للمحافظين الجدد ظل يعمل خبيراً ضمن مجموعة دراسة العراق، حتى لحظة استقالته، والتي قدمها بسبب سخطه واحتجاجه الشديد زاعماً أن مجموعة المحافظين الجدد لم يتم إعطاؤها نصيبها من التمثيل كاملاً بواسطة مجموعة دراسة العراق، إضافة الى اتهامه لمجموعة دراسة العراق بأنها ظلت تعمل متجاهلة بالكامل القيام باستشارة عناصر وخبراء جماعة المحافظين الجدد.
بما أن بعض أعضاء لجنة مجموعة دراسة العراق يعملون في القنوات الخلفية الداعمة لإجراء المحادثات مع سوريا وإيران ومتمردي العراق، فإن هناك خطراً أصبح يتمثل في إمكانية قيام بعض عناصر جماعة المحافظين الجدد (الذين مازالوا يقومون بدور حصان طروادة الذي يعمل لخدمة أجندة ومصالح جماعة المحافظين الجدد داخل اللجنة) بعرقلة وإعاقة عمل اللجنة وتضليلها.
كتب كليف ماي مقالاً على صفحات سكريبس- هاوارد بتاريخ 23 تشرين الثاني 2006م، كشف عن مدى ولائه وتحيزه لصالح جماعة المحافظين الجدد وقال فيه:
(العراق فوضى متراكمة، وقد توصلنا إلى ذلك الاستنتاج لأنه بوضوح في كل يوم نرى ونشاهد عراقيين أبرياء يُقتلون ويُذبحون بواسطة التفجيرات الانتحارية. ومن بين كل الاستجابات الممكنة، ما هو أكثر سوءاً، يمكن أن يتمثل في القول بخروج الأمريكيين من العراق، بحيث يهجرون ويتركون العراقيين الأبرياء لتلقي رحمة أولئك الذين يقومون بتوزيع ونشر الإرهابيين.. واغتيال الجميل يطلع العالم بأن حزب الله وسوريا وإيران سوف لن يكونوا ملتزمين حتى بمجرد القوانين الدولية الأساسية).
يعلّق تقرير واينماديسون قائلاً: يبدو هنا بوضوح أن (الخبير المستشار) للجنة مجموعة دراسة العراق، وهو يتحدث ضد الخروج الأمريكي من العراق، ويلوم بلا أي دليل، سوريا، وإيران وحزب الله عن المسؤولية في عملية اغتيال بيير الجميل التي حدثت في لبنان، ويضيف كاتب التقرير وجهة نظر اعتراضية، يقول فيها: يتوجب على أعضاء اللجنة أن يدققوا مع كليف ماي في وجهة نظره هذه، الرامية إلى اتهام حزب الله وسوريا وإيران بلا أدنى دليل مقنع.
وفي مقالته الأخيرة بمجلة الويكلي ستاندارد، قام  قريشت بالإساءة والحط من قيمة الحوار مع كل من سوريا وإيران. ومضي أبعد من ذلك عندما قلّل من قدر مستشاري اللجنة الذين يدافعون عن الحوار والمباحثات والمحادثات مع دمشق وطهران، ومن بينهم جيمس دوبينز السفير الأمريكي السابق، والمبعوث الخاص للبوسنة وكوسوفو وهاييتي والصومال، ومدير معهد الراند، وأيضاً ادوارد دجيرجيان السفير الأمريكي السابق في سوريا، وصديق جيمس بيكر، ومدير معهد بيكر في هيوستن.
يقول تقرير واينماديسون: إن الكتل اللحمية الفاسدة والأجنة الكاذبة من أمثال ميز، وماي، وقيريخت المتورطة والمنخرطة في أنشطة اللجنة، -سوف تعمل- بتعمد وتقصد من أجل أن يكون تقرير اللجنة –النهائي- مخالفاً للمسودات الأصلية، والتي يجب أن تتم عملية إعداده وطباعته على أساسها، وذلك لأن الشيء الوحيد الذي يجيده المحافظون الجدد هو تقويض وتدمير عملية السلام، أينما كانت، في العراق، أو لبنان أو فلسطين.
إن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، تماماً مثلها مثل معهد المسعى الأمريكي، هي مجرد شبكة وعش للمحافظين الجدد، فمجلس مدراء هذه المؤسسة يضم: جين كيركباتريك، تسيف فوربيس، وجاك كيمب. و(مستشاريها المتميزين) هم: لويس فريه، جوزيف ليبرمان، نيويت غنغريش، وجيمس وولزي. ومجلسها الاستشاري يضم: فرانك غافني، وريتشارد بيرل (أمير الظلام)، هاي وورث، وإليوت انجيل (مهندس قانون محاسبة سوريا). كذلك فالعديد من العاملين في هذه المؤسسة يتميزون بخصومتهم وعدائهم اللئيم للعالم العربي وروسيا. وتؤكد وتظهر كل هذا العداء والخصومة اللئيمة في مقالاتهم الرنانة بالعداء على صفحات الـ(ويكلي ستاندارد، وول ستريت جورنال، واشنطن تايمز، وناشونال ريفيو).
إن عدداً من المحافظين الجدد، ومن بينهم كين اديلمان، وليام كريستول، هنري كيسنجر، وريتشارد بيرل، بدأوا حالياً يبعدون أنفسهم عن تحمل مسؤولية حرب العراق التي أصبحت كارثية.
ويرى كاتب التقرير انه يجب على الأمريكيين عدم السماح لهم بالهروب من مسرح الجريمة التي قاموا بتخطيطها وهندستها وتنفيذها، وذلك حتى يتم تحمليهم كامل المسؤولية عن دوامة كارثة المذبحة العراقية التي اقترفوها.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...