آفاق مؤتمر «أربيل» القادم وانقسامات الساحة الكردية

21-03-2009

آفاق مؤتمر «أربيل» القادم وانقسامات الساحة الكردية

الجمل: تقول التقارير الواردة من أنقرة أن أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي ستشهد في شهر نيسان 2009 القادم انعقاد مؤتمر كردي جامع وينظر المراقبون إلى هذا المؤتمر بأنه ستترتب عليه المزيد من التحولات الجديدة في ملفات الأزمة الكردية.
* خلفيات المؤتمر الكردي:
تشهد الساحة الكردية الداخلية خلافات واسعة بين القوى والحركات الكردية وعلى وجه الخصوص:
• التنافس الكردي – الكردي حول الزعامة والقيادة.
• الخلافات الكردية – الكردية بشأن الموقف من حزب العمال الكردستاني التركي.
• الخلافات حول مستقبل إقليم كردستان العراقي.
• الخلافات حول قسمة السلطة والثروة.
• الخلافات حول ملفات الفساد.
• الخلافات حول مستقبل العلاقات مع أنقرة.
• تداعيات الانسحاب الأمريكي من العراق على إقليم كردستان وملفات الأزمة الكردية.
هذا، وتقول المعلومات والتسريبات التي أوردتها صحيفة زمان اليوم التركية الصادرة اليوم بأن مستقبل ملف الأزمة الكردية أصبح يتضمن قدراً كبيراً من الشكوك واللايقين وذلك على النحو الذي أدى إلى ردود الفعل المتضاربة في أوساط المجتمعات الكردية التي يعيش بعضها داخل تركيا وأصبح أكثر تفضيلاً لخيار الاندماج ضمن الواقع التركي وعلى وجه الخصوص بسبب إدراك هذه المجموعة إلى أن صعود حزب العدالة والتنمية قد أتاح لأكراد تركيا المزيد من الفرص غير المسبوقة في تاريخ تركيا الحافل بالعداء والصراع مع الحركات الكردية.
* أزمة حزب العمال الكردستاني ومخاطر الانقسام الكردي:
أشارت التقارير التي أوردها موقع جيمس تاون الاستخباري الأمريكي بأن البرزاني وحكومة أربيل الكردية أصبحوا يعدون العدة لجهة مطالبة حزب العمال الكردستاني بإلقاء السلاح والكف عن تنفيذ العمليات العسكرية ضد تركيا.
هذا، وتقول المعلومات بأن خطة نزع سلاح حزب العمال الكردستاني قد اتفق عليها البرزاني مع أنقرة وواشنطن وتل أبيب وسيتوقع الخبراء أن سيناريو المواجهة بين البرزاني وحزب العمال سيكون مشابهاً لسيناريو المواجهة بين قوى 14 آذار وحزب الله وما تضمنه من نزاع وصراع حول نزع سلاح حزب الله.
تشير المقارنة بين سيناريو أزمة نزع سلاح حزب العمال الكردستاني وسيناريو نزع سلاح حزب الله إلى جملة من العناصر أبرزها:
• إن حزب العمال الكردستاني يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط أكراد العراق في الوقت نفسه الذي بدأت فيه شعبيته تنخفض في أوساط أكراد تركيا.
• إن محور واشنطن – تل أبيب يدعم أربيل في العلن، وفي الوقت نفسه يدعم حزب العمال الكردستاني في السر لمحاولة توظيف قدراته في الضغط على إيران وعلى حكومة حزب العدالة والتنمية.
• إن صفقة البرزاني لا تسعى لحل مشاكل إقليم كردستان أو ملف الأزمة الكردية وإنما تسعى لحسم القيادة على كامل الملف الكردي.
* مؤتمر أربيل بين الخيارات الواقعية والخيارات المثالية:
يقول المحلل السياسي التركي ممتازير توركوني بأن تركيا ستمثل القوة الإقليمية القادرة على التقدم وملء الفراغ الذي سينشأ في كردستان العراق بعد انسحاب الجيش الأمريكي. والتدقيق في مقولة المحلل التركي سيمكن أن تقودنا إلى طرح التساؤلات الآتية:
• ما هي طبيعة الفراغ الذي سينشأ في كردستان؟.
• هل هناك تفاهم تركي – أمريكي على قيام أنقرة بهذا الدور؟
• كيف ستعمل أنقرة على ملء الفراغ؟ وما هي الآليات التي ستستخدمها؟
• هل سيقبل الأكراد بنفوذ أنقرة على شمال العراق؟
• كيف سيكون موقف بغداد من قيام أنقرة بملء الفراغ في شمال العراق؟
تقول المعلومات والتسريبات أن أنقرة قد أعدت خطة شاملة للتعامل مع شمال العراق وقد أشارت بعض مراكز الدراسات الاستراتيجية التركية إلى المعالم الأساسية لهذه الخطة التي تضمنت على سبيل المثال لا الحصر المحاور الآتية:
• تعزيز التجارة بين شمال العراق وجنوب تركيا.
• التعاون الأمني مع أربيل لحماية أنابيب نقل النفط العراقي التي تمر عبر كردستان.
• التعاون الأمني مع أربيل لمكافحة أنشطة حزب العمال الكردستاني.
• نشر آليات الرقابة التركية في كردستان للقيام بأعمال المكافحة الوقائية المبكرة لأنشطة حزب العمال الكردستاني.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن بعض محاور الخطة التركية المتعلقة بشمال العراق سيتم التطرق إليها في مؤتمر أربيل القادم، وتقول المعلومات والتسريبات أن هذه المحاور ستمثل جزءاً من خطوط التفاهمات المعلنة وغير المعلنة التي تمت خلال الفترة الماضية على خط أربيل – أنقرة.
وتأسيساً على ذلك فعلى الأغلب أن تتضمن أجندة مؤتمر أربيل نقاشاً حول النقاط الآتية:
• تفاهم أربيل – أنقرة المتعلقة بنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني.
• تفاهم أربيل – أنقرة المتعلق بالحوار المشترك مع الأحزاب والقوى السياسية الكردية.
• تفاهم أربيل – أنقرة المتعلقة بالدور الوظيفي المرتقب للمنظمات غير الحكومية في كردستان.
على خلفية مؤتمر أربيل القادم تجدر الإشارة إلى أن توازن القوى الكردي التقليدي الذي كان سائداً على خط أربيل – السليمانية بين البرزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني وجلال الطالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني سيتعرض للاختلال وتحديداً لمصلحة البرزاني والسبب يكمن في الخلافات الداخلية التي نشبت مؤخراً داخل الاتحاد الوطني الكردستاني والتي تصاعدت وأصبحت على وشك أن تطيح بزعامة جلال الطالباني وتقول المعلومات أن ظهور زعيم جديد موازن للبرزاني داخل الساحة السياسية الكردية سيكون صعباً إن لم يكن مستحيلاً وبالتالي فمن المتوقع أن ينجح البرزاني في تمرير أجندته داخل مؤتمر "أربيل" المنعقد في "أبريل"!!

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...