«داعش» يثبّت مواقعه قرب الحدود التركية

29-12-2015

«داعش» يثبّت مواقعه قرب الحدود التركية

لم تكد الفصائل المسلحة تعلن السيطرة على عدة قرى قرب الحدود مع تركيا في ريف حلب الشمالي، حتى عاد مسلحو تنظيم «داعش» واسترجعوا ما خسروه، محققين تقدماً في الريف المفتوح على تركيا والذي يوفر خط إمداد دائماً للفصائل المسلحة، في وقت ضربت فيه ثلاثة تفجيرات حي الزهراء وسط مدينة حمص خلّفت 32 قتيلاً وأكثر من 130 جريحاً.
وتمكن مسلحو «داعش» من السيطرة على قرى دوديان وقره كوبري وغزل في ريف حلب الشمالي، والمحاذية للحدود السورية - التركية، بعد معارك عنيفة مع مسلحي «الجبهة الشامية»، وذلك بعد ساعات من انسحاب التنظيم من هذه القرى. وقال مصدر معارض، إن عناصر «داعش» شنوا هجوماً مباغتاً على مواقع سيطرة «الشامية» من محوري قره كوبري وغزل، الأمر الذي أجبر مسلحي «الجبهة» على الانسحاب من هذه المواقع.
وتعتبر قرية دوديان مركز ثقل بالنسبة للفصائل المسلحة، كونها ذات غالبية تركمانية، إضافة إلى قربها من الحدود مع تركيا التي تؤمن خط إمداد دائماً لهذه الفصائل.
في غضون ذلك، تعرضت مدينة حمص لثلاثة تفجيرات عنيفة هزت حي الزهراء، تسببت بمقتل 32 مدنياً، وإصابة أكثر من 130، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، فيما أشارت «سانا» إلى مقتل 19 وإصابة 43، في هجوم هو الثاني من نوعه خلال كانون الأول الحالي. وقال مصدر مسؤول في محافظة حمص،  إنه تم تفجير سيارتين في الحي، تبعهما قيام انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً بتفجير نفسه بعد تجمهر المواطنين في موقع الانفجارين.
ويأتي الهجوم الجديد بعد نحو أسبوعين من تفجير مماثل ضرب الحي، تسبب بمقتل 40 مواطناً، تبعته تظاهرات غاضبة طالبت بإقالة محافظ حمص. وتبنى التفجير السابق «داعش» الذي يتعرض لضغط كبير جراء هجوم تشنه قوات الجيش السوري على مواقع التنظيم في قرية مهين وفي محيط مدينة تدمر الأثرية، الأمر الذي يرجح أن يكون التنظيم هو المسؤول عن التفجير الحالي أيضاً إلى حين تبنيه.
وفي ريف حلب الشمالي أيضا، بدأ مسلحو «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» بقصف مواقع سيطرة الأكراد في قرى عفرين، بالتزامن مع استهداف أحياء داخل مدينة حلب، ما تسبب بمقتل 10 مواطنين وإصابة نحو 50، في تصعيد جديد من قبل «النصرة» ضد الأكراد. وطالت القذائف التي سقطت على مدينة حلب حيي الأشرفية، حيث الغالبية الكردية، والسريان المحاذي له.
وفي أقصى شرق حلب، حققت «الوحدات الكردية» تقدماً جديداً على حساب «داعش» بعد سيطرتها على سد تشرين بالكامل والانتقال إلى الضفة الأخرى من نهر الفرات، والتقدم نحو معقل التنظيم في منبج.
وقال مصدر كردي، «أصبحت كامل المدينة السكنية التابعة لسد تشرين، إضافة إلى المنطقة الممتدة حتى دوار السد غربي نهر الفرات، تحت سيطرتنا التامة».
وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، من بلغراد، أن تركيا لن تنظر بإيجابية لأي قوات سورية معادية لأنقرة تتحرك غربي الفرات. وقال إن «المعلومات الحالية لدى الحكومة توضح أن الجماعات التي عبرت نهر الفرات كانت من العرب وليست قوات كردية».
وتسببت المعارك في سد تشرين على نهر الفرات بتوقف الضخ في السد، الأمر الذي تسبب بارتفاع منسوب المياه في النهر، حيث غمرت المياه عدة مناطق وقرى محيطة بالسد، الأمر الذي بدأ يشكل تهديداً حقيقياً لهذه القرى في حال عدم تشغيل العنفات، وفق مصادر أهلية.
وفي درعا جنوب سوريا، أعلن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش السوري تمكنت من تحقيق تقدم في عملياتها على محور الشيخ مسكين في الريف الشمالي للمحافظة، حيث سيطرت على عدد من المواقع داخل المدينة ومحيطها. وقال مصدر ميداني إن طائرات حربية، سورية وروسية، كثفت من غاراتها على محيط مواقع الاشتباكات، الأمر الذي أدى إلى تدمير عدة مواقع للمسلحين، ومهدت بذلك لتقدم قوات الجيش.


علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...