واشنطن تعرقل في مجلس الأمن إدانة المتمردين بعد هجوم دارفور

03-10-2007

واشنطن تعرقل في مجلس الأمن إدانة المتمردين بعد هجوم دارفور

أصدر مجلس الأمن بياناً رئاسياً أمس، أدان فيه ما وصفه بـ(الهجوم الإجرامي( الذي تعرضت له قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في إقليم دارفور، يوم السبت الماضي، وأسفر عن مقتل عشرة من جنودها، في أعنف هجوم تتعرض لها هذه القوة منذ دخولها السودان قبل ثلاث سنوات.
وكان صدور البيان قد تأخر لساعات عدة، في ضوء رفض الولايات المتحدة وبريطانيا لمطالب روسيا وجنوب أفريقيا والصين وقطر وصف الهجوم بـ»الإرهابي»، أو تحميل جماعات المتمردين بشكل صريح المسؤولية عنه. واكتفى البيان في النهاية بالإشارة إلى «تقارير حملت إحدى جماعات المتمردين مسؤولية الهجوم».
وأعرب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي شوركين عن عدم رضاه عن البيان، معتبراً أنه كان يجب أن يكون أكثر قوة في إدانة الهجوم. وأشار إلى أن «بعض الزملاء الأعضاء في المجلس كانوا يحاولون إضعاف تأثير البيان، فيما كنا نريد أن نبعث برسالة قوية للغاية من مجلس الأمن. وفي النهاية، توصلنا إلى اتفاق على النص، والذي كنا نأمل لو أتى أكثر قوة، لكننا في النهاية اضطررنا للتعامل مع ما هو ممكن من الناحية العملية».
من جهته، طالب المندوب السوداني عبد المحمود عبد الحليم محمد بفرض عقوبات على جماعات المتمردين المسؤولة عن الهجوم. وقال «لقد واجهت الأمم المتحدة مواقف مماثلة من قبل في ليبيريا وسيراليون، وذلك في مواجهة الجماعات الإجرامية هناك، والعقوبات في هذه الحالة تتراوح بين العزل لتجميد الأرصدة وفرض حظر على السفر. إذاً، القائمة طويلة، لكن ما يجب عمله هو عزل هذه المجموعات وتلقينهم درساً، فالمجتمع الدولي لا يستطيع تحمل تخريب عملية السلام بعد كل الجهود التي بذلت في عملية السلام في السودان».
وأسف البيان الرئاسي «لحقيقة أن الهجوم جاء عشية مباحثات السلام التي ستبدأ في 72 تشرين الاول (الحالي) في طرابلس، برئاسة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ويشدد المجلس على أن أي محاولة لتهديد عملية السلام هي غير مقبولة».
وقد أثار الهجوم مخاوف الأمم المتحدة، من انعكاسه المحتمل على عملية نشر أكبر قوة حفظ سلام في تاريخ الأمم المتحدة في اقليم دارفور، وكذلك على مؤتمر للسلام تستضيفه ليبيا في 72 تشرين الاول الحالي، ويجمع بين الحكومة وجماعات المتمردين التي لم توقع على اتفاق السلام الخاص بدارفور.
الى ذلك (وكالات)، بدأ عدد من الشخصيات العالمية العريقة «جولة سلام» في دارفور، ضمن وفد أطلق عليه اسم «الحكماء» ويترأسه الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر، والحائز على جائزة نوبل للسلام ديزموند توتو، ويضم أيضاً سفير الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي، والملياردير ريتشارد برانسون، وزوجة الزعيم نيلسون مانديلا، غراسا ميشيل، ورجالات دول أفارقة.
وبعيد وصول الوفد إلى عاصمة شمال دارفور، الفاشر، حيث التقوا الحاكم يوسف كبير الذي أكد «استقرار الاوضاع» في الاقليم، قال توتو «لسنا هنا في جولة سياحية، نحن نأمل أن نتمكن من فعل شيء يشكل فارقاً... ويجلب السلام».

خالد اسماعيل

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...