واشنطن تخفف من هول درعها الصاروخي على الروس والأوربيين

29-03-2007

واشنطن تخفف من هول درعها الصاروخي على الروس والأوربيين

تسعى الولايات المتحدة لتهدئة مخاوف روسيا وأوروبا تجاه مشروعها الخاص بنشر أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ (الدرع الصاروخي) في وسط أوروبا.

وفي هذا الصدد أجرى الرئيس الأميركي جورج بوش اتصالا هاتفيا أمس بنظيره الروسي فلاديمير بوتين وأبلغه استعداد واشنطن لمناقشة خططها بالتفصيل مع موسكو. وقال الكرملين في بيان رسمي إن عرض بوش قوبل بارتياح من الرئيس الروسي الذي عرض أسباب قلق بلاده من الخطط الأميركية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي غوردون غوندرو إن بوش أوضح خلال الاتصال أن "الدفاعات الصاروخية في أوروبا تهدف إلى الحماية من التهديد بالصواريخ من الشرق الأوسط وهو تهديد يخص الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا".

وأضاف في مؤتمر صحفي بواشنطن أمس أن الرئيسين ناقشا أيضا أهمية استمرار المشاورات في حلف شمال الأطلسي بخصوص التهديدات الصاروخية والدفاعات المضادة لها.

وقال رئيس وكالة الدفاع الصاروخي الجنرال هنري أوبرينغ في مؤتمر صحفي بواشنطن أمس إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) "منفتحة للغاية" للتعاون مع روسيا لتعزيز الدفاعات الصاروخية بما في ذلك إمكان نقل التكنولوجيا والبيانات.

يشار إلى أن واشنطن وضعت خططا لنشر نظام رادار في جمهورية التشيك، وصواريخ مضادة للصواريخ في بولندا بحلول عام 2011. واعترضت موسكو بشدة على هذه الخطط واعتبرتها تهديدا لأمنها القومي، خاصة أنها تتضمن إمكانية نشر جزء من النظام الصاروخي في واحدة من الدول الثلاث أرمينيا وأذربيجان وجورجيا.

واعترضت بعض الدول الأوروبية على النهج الأميركي قائلة إنها كانت تفضل مشروعا دفاعيا يشمل أوروبا بأسرها في إطار حلف الناتو.

لكن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية دان فريد رفض في مؤتمر صحفي بواشنطن الانتقادات الأوروبية ووصفها بأنها "لا أساس لها". وقال إن "هذا الجدل يجب أن يستند إلى حقيقة الخطر وليس حسب رأيي إلى مسائل تعود إلى عشرين عاما حول ما يسمى سباق التسلح".

وكان فريد زار مع الجنرال أوبرينغ مؤخرا دولا أوروبية عدة لتوضيح حقيقة المشروع الأميركي. وقال الجنرال الأميركي إنه سيتوجه خلال الأسابيع القليلة المقبلة إلى إسبانيا وتركيا واليونان والمجر، قبل أن يطرح هذا الموضوع للنقاش مجددا خلال لقاء بين الناتو وروسيا.

أما التشيك وبولندا وهما عضوان في الناتو فقد أصرتا على حقهما في اتخاذ ترتيبات دفاعية خاصة بهما. وقد وافقت الحكومة رسميا أمس على بدء مفاوضات رسمية مع الولايات المتحدة لإقامة محطة الرادار على الأراضي التشيكية.

وأعلن رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك في مؤتمر صحفي عقب اجتماع حكومته أن براغ تسلم بوجود تهديدات تتطلب إقامة نظام الدرع الصاروخي.

وأضاف أن بلاده تدرك أيضا ضرورة تطوير نظام الدفاع الصاروخي في حلف الناتو، وستبلغ الأميركيين خلال المفاوضات بأن التشيك ستسعى لأن تكون محطة الرادار في المستقبل جزءا من منظومة دفاعية للناتو.

لكن في حال نجاح المفاوضات ستواجه الحكومة التشيكية مهمة صعبة في تمرير الاتفاق المرتقب مع واشنطن في البرلمان حيث لا تتمتع بالأغلبية الكافية وتواجه معارضة شديدة له. ويطالب حزب الخضر الشريك في الائتلاف الحاكم بضمانات أميركية بأن يكون الدرع الصاروخي في أوروبا جزءا من نظام تابع للناتو.

وتتوقع الحكومة التشيكية انتهاء المفاوضات مع الولايات المتحدة بحلول الخريف المقبل على أن يصوت البرلمان عليها مطلع العام المقبل. ومن المتوقع بناء محطة الرادار في موقع جنوب شرق العاصمة براغ وسيعمل به نحو مائتي جندي أميركي.

وأشارت آخر استطلاعات الرأي إلى أن 62 % من التشيك يعارضون بناء المحطة مقابل تأييد 30% فقط.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...