هل تتحالف أنقرة مع واشنطن ضد طهران؟

27-02-2008

هل تتحالف أنقرة مع واشنطن ضد طهران؟

الجمل: برغم تحالف الولايات المتحدة الأمريكية مع الحركات الكردية فإنها اختارت الوقوف إلى جانب تركيا في حربها ضد الأكراد، متذرعة بأن تركيا هي الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، ولكن إذا اندلعت الحرب الأمريكية – الإيرانية فهل ستقف تركيا -برغم علاقاتها القوية مع إيران- إلى جانب أمريكا؟
* الموقف التركي "المفترض" في الصراع الأمريكي – الإيراني "المفترض":
نشر موقع غلوبال ريسيرتش الكندي الذي يشرف عليه البروفيسور المرموق ميشيل خودوفيسكي تحليلاً أعده الخبير سيم إيرتور حول احتمالات الموقف التركي المفترض إلى جانب أمريكا في حالة الحرب ضد إيران. حيث استند التحليل إلى 33 وثيقة ومرجعاً من أجل إضفاء المزيد من المصداقية على استنتاجاته التي تضمنها التحليل البالغ أحد عشر صفحة.
* أبرز التساؤلات:
يقول المحلل سيم إيرتور بأنه برغم التقرير الإيجابي الذي أصدرته وكالة الطاقة الذرية العالمية حول البرنامج النووي الإيراني فإن جهود شن الحرب ضد إيران ما تزال تجمع خطواتها وزخمها الذي يتزايد يوماً بعد يوم ويشير سيم إيرتور بأنه وبسبب عدم تأييد الرأي العام لهذه الحرب فإن الأساليب التعسفية والسيكولوجية المتطورة يتم استخدامها بشكل متزايد لجهة تعديل توجهات الرأي العام والقيام بعملية "توسيع نطاق ضمير الرأي العام الأمريكي" والعالمي لكي يقبل ويؤيد شن هذه الحروب. وحتى الآن، كل ما هو معروف حول تركيا في الإعلام العالمي يتمثل في وجود:
• صراع داخلي تركي – تركي بين الإسلاميين والعلمانيين.
• خلافات حول انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
• عمليات سرية تركية في شمال العراق.
ويتساءل المحلل إيرتور قائلاً: "هل توجد علاقة وصلة بين هذه الوقائع وبين الأساليب النفسية والسيكولوجية الجاري استخدامها بواسطة أمريكا لجهة التأكيد على الخطر الإيراني وضرورة مواجهته عسكرياً؟ وما هي الضغوط التي سيفرضها حلف الناتو على تركيا من أجل المشاركة في الحرب ضد إيران؟ وما هو أسلوب الترغيب الذي سيستخدمه الاتحاد الأوروبي لاستمالة تركيا إلى جانب قوى الحرب ضد إيران؟ وما هو الدور الذي ستقوم به تركيا -إذا اقتنعت- في الحرب؟".
* التحالف الثلاثي:
تقول المعلومات بأن تركيا ظلت طوال الفترات السابقة تمثل مرتكزاً أساسياً في التحالف الثلاثي الذي يجمع بين أطراف مثلث تل أبيب – واشنطن – أنقرة، وهناك مؤشرات تؤكد بأن تركيا قد شاركت في مخططات الحرب ضد إيران التي تم وضعها بواسطة خبراء التحالف الثلاثي في منتصف عام 2005م. ويشير إيرتور إلى أن الزيارات الأخيرة التي قام بها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك هي زيارات تؤكد بأن هناك ما يمكن القيام به إسرائيلياً ضد إيران بواسطة تركيا.
* نظام الدفاع الصاروخي:
يقول المحلل إيرتور بأن تركيا ما تزال تمثل ركناً أساسياً لقواعد شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكي وبالتأكيد ستلعب القواعد الموجودة في تركيا دوراً كبيراً في حالة المواجهة الأمريكية – الإيرانية، ونفس الشيء ينطبق على القواعد العسكرية الجوية والاستخبارية الأمريكية، فالطائرات الحربية الأمريكية الموجودة في تركيا سوف يتم استخدامها وأيضاً شبكات الرادار وأجهزة التصنت الموجودة في القواعد الأمريكية لن تكون بمعزل عن تقديم الجهود والإسهام في العمليات العسكرية الأمريكية ضد إيران.
* علاقة تركيا – الاتحاد الأوروبي الخاصة:
يشير المحلل إيرتور إلى أن علاقة الاتحاد الأوروبي الخاصة بأنقرة تقوم على أساس اعتبارات الإدراك الاستراتيجي الأوروبي والغربي لتركيا باعتبارها أحد أعمدة الأمن الأوروبي الرئيسية، وبرغم الخلافات الحالية بين أنقرة والاتحاد الأوروبي فإن قدرة أنقرة على الإفلات من النفوذ الأوروبي سوف تظل محدودة لفترة طويلة. خاصة وأن زعماء حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم حالياً، يدركون تماماً مدى الأهمية التي ينظر بها الرأي العام التركي إلى موضوع الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وهو أمر يترتب عليه القيام بإحداث القطيعة التامة مع الاتحاد الأوروبي، فإذا كان الخيار المطروح أمام الرأي العام التركي هو مشاركة تركيا في الحرب ضد إيران مقابل عضوية الاتحاد الأوروبي فإن الاحتمال الأكبر هو أن يقبل الرأي العام التركي بذلك خاصة وأن وحدة المشاعر الإسلامية التي تجمع بين إيران الشيعية وتركيا السنية هي بالأساس أكثر ضعفاً إذا نظرنا إليها على أساس اعتبارات الاختلاف الإضافي المتمثل بالتناقضات العميقة بين المشاعر القومية التركية والمشاعر القومية الإيرانية الفارسية.
* تركيا والخطوة الخطيرة القادمة ضد إيران:
تقول التسريبات والمعلومات الواردة مؤخراً بأن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني سيقوم خلال شهر آذار المقبل بزيارة هامة إلى أنقرة، وتقول التقارير بأن زيارة تشيني ستكون بمثابة رسالة الخطر الفائقة الأهمية بالنسبة للإيرانيين ولبقية المنطقة، هذا وتجدر الإشارة إلى أن آخر زيارة كانت لتشيني إلى تركيا في نهاية العام 2002م حيث وضع اللمسات النهائية لسيناريو التعاون الأمريكي – التركي في الحرب ضد العراق. وتشير التسريبات إلى أن تشيني سيطرح أمام أنقرة بكل وضوح قائلاً: "إن إيران تشكل خطراً حقيقياً لأمريكا وقد عقدت أمريكا العزم على التصدي له فما الذي ستقدمونه لحليفتكم أمريكا من مساعدة؟".
التحليلات الحالية تشير إلى أن القيادة التركية الحالية ليست حريصة على موضوع الحرب ضد إيران ولكن بمرور الوقت وتورط أمريكا في عملية الاقتحام العسكري لشمال العراق فإن التطورات والنتائج غير المتوقعة التي قد تبرز ميدانياً في شمال العراق قد تجبر تركيا على الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب ضد إيران.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...