نتنياهو يستبعد الاتفاق على الاستيطان والأسرى

31-08-2009

نتنياهو يستبعد الاتفاق على الاستيطان والأسرى

نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لتجميد الاستيطان في الأراضي المحتلة لفترة تسعة أشهر، واصفاً ما تردد من معلومات في هذا الشأن بـ«الشائعات»، مجدداً دعوته الفلسطينيين إلى الاعتراف بـ«الدولة اليهودية».
وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت كشفت حركتان إسرائيليتان مناهضتان للاستيطان عن أنّ وتيرة البناء في الضفة الغربية والقدس المحتلة ارتفعت خلال العام 2009، في موازاة إصرار حكومة نتنياهو على زيادة عدد المستوطنين في التجمعات القائمة، لاسيما في معاليه أدوميم والقدس الشرقية.
وقال نتنياهو للإذاعة الإسرائيلية، رداً على سؤال حول إمكان قبول إسرائيل بتجميد الاستيطان مدة تسعة أشهر باستثناء القدس الشرقية، «لم نتخذ أي قرار بهذا الشأن، ولم نصل إلى أي استنتاج». وأضاف «إنها مجرد شائعات. لم نقبل شيئا. ونواصل الحوار مع واشنطن».
وحدد نتنياهو هدفين من اتصالاته مع الولايات المتحدة، هما «استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والدول العربية بهدف التوصل إلى السلام من جهة، وضمان حياة طبيعية لسكان المستوطنات اليهودية من جهة أخرى».
ورأى نتنياهو أنّ ما يحول دون التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين يكمن في عدم رغبتهم في الاعتراف بـ«حق إسرائيل في الوجود». وأضاف «لقد أوضحت للمستشارة (الألمانية انجيلا) ميركل ولرئيس الوزراء (البريطاني غوردون) براون أنّ شرطنا هو الاعتراف بدولة إسرائيل». وتابع إنّ «الجانب الفلسطيني يريد منا الاعتراف بدولته، ونحن مستعدون للقيام بذلك، لكنهم (الفلسطينيون) ليسوا مستعدين للاعتراف بدولة يهودية».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان احتلال أراضي العام 1967 كان خطأ، قال نتنياهو إنّ «الخطيئة الأساسية كانت في أنّ الشعب اليهودي لم يستطع الدفاع عن نفسه في وجه الهجمات الكلامية والجسدية التي تستهدف القضاء عليه»، مشيراً إلى أنّه «في العام 1967 كان الشعب اليهودي على وشك الهلاك، وكان من الخطأ ألا نبادر إلى الدفاع عن أنفسنا».
من جهة ثانية، استبعد نتنياهو التوصل قريبا إلى اتفاق مع حركة حماس بشأن تبادل الأسرى. ونقل مسؤول حكومي عن نتنياهو قوله، خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية، «لسنا على وشك إحراز اختراق، لا اليوم ولا غدا، بشأن ملف (الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد) شاليت».
وأوضح نتنياهو أنّ «المعلومات التي أوردتها مؤخراً وسائل الإعلام غير دقيقة، وعلى أي حال فهي مبالغ فيها». وكان رئيس الوزراء يرد على معلومات أوردتها أسبوعية «دير شبيغل» الألمانية ومفادها أن وسطاء ألمان تلقوا الضوء الأخضر من إسرائيل ليقترحوا على حركة حماس الإفراج عن شاليت في مقابل إطلاق سراح 450 أسيرا فلسطينيا.
وكان عضو المكتب السياسي في حماس عزت الرشق نفى ما تردد من معلومات حول زيارة سيقوم بها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل إلى القاهرة للقاء الوسيط الألماني في صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، موضحا انه كان من المقرر أن يقوم وفد من حركة حماس برئاسة مشعل بزيارة إلى القاهرة للقاء مدير المخابرات المصرية عمر سليمان إلا أن الزيارة تأجلت بسبب ظروف وفاة والد الأخير.
في غضون ذلك، ذكرت منظمة «مدينة الشعوب» غير الحكومية الإسرائيلية إنّ وتيرة الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية ارتفعت خلال النصف الأول من العام 2009 رغم ضغوط الولايات المتحدة لوقف هذه الأنشطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما في الأحياء الفلسطينية لمدينة القدس المحتلة.
وأضافت إن «هذه المستوطنات تؤدي إلى إقامة سكان يهود في المناطق التي تشهد اكبر تنازع عليها في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني». وأوضحت انه خلال النصف الأول من العام 2009، أحرزت مشاريع لبناء 150 وحدة سكنية أضافية تقدما، ما سيتيح في النهاية لـ750 مستوطنا الإقامة في الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، وهي منطقة في المدينة المقدسة يقيم فيها أصلا نحو ألفي مستوطن.
بدورها، كشفت حركة «السلام الآن» اليسارية الإسرائيلية أن حكومة نتنياهو أصدرت قرارا بتكثيف البناء في مستوطنات القدس الشرقية المحتلة. وأوضحت أنّ البناء في مستوطنة «معاليه أدوميم» القريبة من القدس المحتلة يتواصل من أجل توسيع تلك المستوطنة.
إلى ذلك، ذكرت مصادر فلسطينية أنّ المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيصل إلى المنطقة في النصف الأول من الشهر المقبل في مهمة تستهدف بلورة منظومة التزامات سيتم الطلب من الأطراف تنفيذها بغية ايجاد المناخ الايجابي المطلوب لدفع عملية التسوية قدماً».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...