من يقف خلف تفجيرات مومباي الغامضة

27-11-2008

من يقف خلف تفجيرات مومباي الغامضة

الجمل: شكلت الانفجارات التي ضربت مدينة مومباي (بومباي سابقاً) تطوراً دراماتيكياً سيلقي بالمزيد من التداعيات على أوضاع شبه القارة الهندية المضطربة أصلاً وتقول المعلومات الأولية بأن عدد القتلى الإجمالي بلغ 101 قتيلاً، إضافة إلى عشرات الجرحى وما كان لافتاً للنظر وجود العديد من الإسرائيليين من بين الذين استهدفتهم الانفجارات.
* سردية انفجارات مومبي الهندية:
تقول المعلومات والتسريبات بأن سلسلة الانفجارات التي استهدفت ليلة أمس مدينة مومبي الهندية قد تضمنت تفاصيلها الآتي:
سقوط 101 قتيلاً.
سقوط 314 جريحاً.
احتجاز رهائن قدرت أعدادهم الأولية ما بين 100 و200 رهينة.
دارت معركة حول الكنيس اليهودي في مومباي.
وجود عدد من الإسرائيليين يقدر ما بين ستة وعشرة بين الرهائن ومن بينهم الرابي غابرييل هولتزبيرج.
الأطراف المشتبه في قيامها بتنفيذ التفجيرات: جماعة مجاهدي الدكن وجماعة عسكر طيبة.
هذا، وتقول التقارير بأن ثلاثة تفجيرات إضافية جديدة حدثت صباح اليوم إضافة إلى عملية استهداف مسلح ضد أحد المراكز اليهودية في مومباي وتقول التقارير بأن أحد المعتقلين باكستاني وبأن السلطات الهندية قد رصدت وصول سفينة على مقربة من المياه الإقليمية الهندية المواجهة لمدينة مومباي وتم إنزال قارب حمل مجموعة من العناصر التي استطاعت الإفلات من المتابعة والتسلل إلى داخل مومباي وتضيف التقارير بأن سفن البحرية الهندية تقوم حالياً بمحاولة ملاحقة ومطاردة السفينة التي تحركت بعيداً عن المياه الهندية الإقليمية. تبذل قوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة الهندية حالياً جهداً كبيراً يهدف إلى إطلاق سراح الرهائن وإلقاء القبض على المسلحين والمشتبهين.
* مومبي ومعطيات خبرة التفجيرات الهندية:
شهدت الهند تاريخاً حافلاً بالصراعات وخلال الفترة من عام 1993م وحتى الآن يمكن الإشارة إلى التفجيرات الآتية موزعة في سائر أنحاء ومحافظات الهند:
شمال وشمال غرب الهند: تفجيرات بيهار – مومباي – النيجاب – العاصمة نيودلهي – أوتار براديش.
شمال شرق الهند: تفجيرات ناغالاند – أسام – تريبوار – مانيبور – ميزورام.
جنوب الهند: تفجيرات كارناتاكا – أندرابراديش – تاميل نادو.
هذا وتشير الإحصائيات والأرقام إلى أن مدينة مومباي الهندية التي تمثل الميناء والعاصمة المالية في الهند، هي الأوفر حظاً لجهة حدوث الانفجارات ولجهة ضخامة عدد الضحايا وعلى هذه الخلفية يمكن الإشارة إلى المعلومات الآتية:
انفجار 12 آذار 1993م أسفر عن وقوع 257 قتيلاً.
انفجار 13 آذار 2003م أسفر عن وقوع 11 قتيلاً.
انفجار 25 آب 2003م أسفر عن وقوع 52 قتيلاً.
انفجار 11 تموز 2006م أسفر عن وقوع 209 قتيلاً.
انفجار 16-17 تشرين الثاني 2008م أسفر عن وقوع 101 قتيلاً.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن انفجارات مومباي إضافة إلى ضخامة عدد القتلى والجرحى، فإنها تتميز بطبيعتها الغامضة، والتي يفسرها المراقبون والمحللون لجهة دقة التخطيط والتنظيم والتنفيذ الذي تقوم الجماعات المنفذة بتطبيقه وفقاً لمستوى تقنية عالية الحرفية والمهنية، مع ملاحظة أن أجهزة الأمن الهندية تملك الكثير من التقنيات المتطورة بما في ذلك استخدام الأقمار الصناعية الهندية إضافة إلى روابط التعاون الوثيق مع أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.
* ديناميكيات العنف الهندي: تداعيات الأداء الوظيفي للعنف الهيكلي:
يتميز المجتمع الهندي بوجود الانقسامات الحادة على أساس الخطوط الإثنو-ثقافية والإثنو-دينية، والإثنو-طائفية وحالياً يتضمن القوام المجتمعي الهندي خطوط الانقسام الآتية:
خط الانقسام الهندوسي – الإسلامي، الذي أدت تداعياته إلى الحرب الهندية – الباكستانية الأولى والثانية، والصراع الكشميري، إضافة إلى الصراع الإسلامي – الهندوسي الداخلي.
خط الانقسام الهندوسي – البوذي الذي أدت تداعياته إلى اندلاع الحرب الهندية – الصينية وإلى صراعات سيرلانكا وميانمار وبوتان ونيبال إضافة إلى أزمة إقليم التيبت الصيني التي قادها الزعيم الروحي البوذي الدالاي لاما بالانطلاق من إقليم التيبت الهندي.
اضطرابات إقليم البنجاب بين الهندوس والمتطرفين السيخ التي أدت إلى عدم استقرار منطقة البنجاب إضافة إلى نقل الصراع إلى داخل المناطق الهندية بما أدى إلى قيام السيخ باغتيال الزعيمة أنديرا غاندي الذي ترتب عليه قيام المتطرفين الهندوس بتنفيذ واحدة من أكبر المجازر المشهورة ضد الجماعات السيخية.
الصراعات الهندية – الهندية لا يمكن النظر إليها بمعزل عن بقية الصراعات العابرة للحدود في مناطق إقليم شبه القارة الهندية وعلى سبيل المثال لا الحصر:
• ارتباط الصراعات الهندية بالصراعات الباكستانية.
• ارتباط الصراعات الهندية بالصراعات الصينية.
• ارتباط الصراعات الهندية بالصراعات السيرلانكية.
• ارتباط الصراعات الهندية بالصراعات الأفغانية.
وتشير التحليلات إلى أن الترابط والتداخل المشار إليه قد أدى إلى ما يمكن تسميته بـ"أقلمة الصراع في شبه القارة الهندية"، وبكلمات أخرى فقد نشأت التحالفات الآتية:
• تحالف الحركات والفصائل الإسلامية الموجودة في الهند وباكستان وأفغانستان ومناطق غرب الصين إضافة إلى مناطق آسيا الوسطى وأصبحت تقدم لبعضها البعض المساندة والدعم الإمدادي واللوجستي والتغطية فالكثير من عناصر الجماعات الإسلامية الهندية يتمركز في باكستان وأفغانستان والكثير من عناصر الجماعات الأفغانية يتمركز في باكستان والهند وأيضاً الكثير من عناصر الجماعات الباكستانية يتمركز في الهند وأفغانستان.
• تحالفت الحركات الشيوعية الماوية ضمن شريط يمتد على طول المناطق الهندية الشرقية ويتجاوز حدود الهند إلى نيبال وبوتال وصولاً إلى أعماق مناطق جنوب غرب الصين، وتعتمد هذه الحركات الشيوعية الماوية مبدأ الثورة الفلاحية المسلحة وتقول التحليلات بأن هذه الحركات أصبحت تجد الكثير من دعم السكان المحليين في مناطق شرق الهند وذلك بسبب وجود الأعداد الكثيفة من الفلاحين الفقراء الذين يعيشون ضمن ظروف تتماثل مع ظروف الفلاحين الصينيين خلال فترة ما قبل الثورة الشيوعية الماوية الصينية إضافة لذلك فإن هذه الحركات الفلاحية المسلحة تجد الكثير من الدعم الصيني الذي تقوم به بكين رداً على قيام نيودلهي بالتعاون مع أمريكا في دعم حركات العصيان والاحتجاجات البوذية الناشطة حالياً في إقليم التيبت الصيني.
* صناديق الشر الهندي:
تقول المعلومات الاستخبارية المؤكدة والموثقة بواسطة بعض مراكز الدراسات بأن عدد الحركات الأصولية المسلحة المتطرفة الموجودة في الهند قد بلغ حتى العام الماضي 177 حركة مسلحة بالتمام والكمال، وتوزيعها على النحو الآتي بحسب المناطق الهندية:
• منطقة أسام: 36 حركة مسلحة.
• منطقة جامو-كشمير: 36 حركة مسلحة.
• منطقة ماينبور: 39 حركة مسلحة.
• منطقة البنجاب: 12 حركة مسلحة.
• منطقة تريبيورا: 30 حركة مسلحة.
• منطقة أريونخال براديش: 15 حركة مسلحة.
• منطقة ميقالايا: 4 حركات مسلحة.
• منطقة ناقالاند: 3 حركات مسلحة.
• منطقة ميزورام: 2 حركة مسلحة.
ويشير تصنيف هذه الحركات إلى الآتي:
• معظم الحركات الموجودة في مناطق شرق الهند تعتمد المذهبية الشيوعية – الماوية.
• معظم الحركات الموجودة في مناطق شمال وشمال غرب الهند تعتمد المذهبية الأصولية الإسلامية.
• معظم الحركات الموجودة في مناطق وسط وغرب الهند تعتمد المذهبية الهندوسية السيخية.
ونلاحظ بأن الصدام يحدث بشكل أساسي ضمن محورين:
• محور الصراعات البينية، أي بين الجماعات المسلحة والطوائف التي تقوم بإسنادها.
• محور الصراعات مع الدولة، أي بين الجماعات المسلحة وأجهزة البوليس والأمن والجيش الهندي.
وعلى خلفية الوضع المجتمعي الهندي المعقد بسبب حدة خطوط الانقسامات فإن هذه الحركات – المتعددة ستظل تلعب دور "صناديق الشر" التي تلعب الدور الرئيسي في تحفيز ديناميكيات الصراع الهندي – الهندي. وتقول المعلومات والتسريبات بأن الأطراف الخارجية وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دوراً كبيراً في إشعال الصراعات وذلك لعرقلة نمو الهند كقوة كبرى وقد رصدت التقارير والتسريبات الكثير من الاتصالات والروابط التي جمعت بين عناصر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والعناصر المتطرفة الهندية وعلى وجه الخصوص الجماعات الهندوسية وإضافةً لذلك أمام جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) محطة للإشراف على عملياته في مناطق شبه القارة الهندية وتقول بعض التسريبات بأن المركز اليهودي الذي استهدفته تفجيرات مومباي التي جرت مساء الأمس وصباح اليوم، توجد احتمالات كبيرة بأنه يضم بالإضافة إلى الكنيس اليهودي مقر محطة الموساد التي تقول المعلومات أنها توجد في مومباي لأنها تمثل المركز المالي الرئيسي للهند إضافة إلى أنها تمثل الميناء الرئيسي الذي يربط الهند بالعالم.. وتقول المعلومات والتسريبات بأن محطة الموساد بمومباي ظلت تشرف على إدارة الكثير من العمليات السرية داخل مناطق شبه القارة الهندية، بما في ذلك إنشاء الشركات الوهمية واستقبال الشحنات البحرية السرية لجهة نقل الأسلحة والعتاد العسكري للحركات المسلحة الهندوسية الساعية لإشعال الصراع الهندوسي – الإسلامي باعتباره الوسيلة الوحيدة لإعاقة نمو قوة الهند.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...