مشاريع الحكومات الالكترونية العربية تعاني غياب استراتيجية موحدة

05-09-2006

مشاريع الحكومات الالكترونية العربية تعاني غياب استراتيجية موحدة

أكد مسؤولون وخبراء دوليون وعرب متخصصون في تقنية المعلومات والاتصالات من دبي، أن عدم التعاون الكامل بين الدول العربية، أدى إلى فشل تجارب الحكومات الالكترونية المحلية.

وقال مدير الخدمات الالكترونية في حكومة دبي الالكترونية سالم الشاعر للـ «الحياة»، ان عقدة «الأنا»، والرغبة في تحقيق إنجاز ذاتي فقط، أعاق إنجاز الكثير من تجارب الحكومات الالكترونية، والتجارة الالكترونية في العالم العربي».

وأشار إلى «أن عدم التعاون العربـــي، زاد كلفة هذه المشاريع، وتسبب في الاســـتعانة بتجارب أجنبـــية لا تمت إلى المنـــطقة بصلة، بدلاً من الاستعانة بتجارب ناجحة من المنطقة».

وأكد المشاركون في «قمة التكنولوجيا الحكومية» المنعقدة في دبي بالتعاون مع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، إلى جانب وفود رسمية من كل الدول العربية، حاجة المنطقة العربية إلى تطوير المحتوى العربي على الإنترنت، باعتباره جسراً ضروريا للتواصل مع العالم، والاندماج في الاقتصاد العالمي».

كما أكدت «قمة التكنولوجيا الحكومية» الحاجة الماسة إلى تعريب المصطلحات الالكترونية، وتطوير الكوادر البشرية لمواكبة التحديات الالكترونية، وإدخال الثورة الرقمية في تطبيقات الحاسب الآلي.

ورأت المنسقة الإقليمية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي نجاة رشدي، «ان دولاً عربية قطعت شوطاً جيداً في تطبيق الحكومات الالكترونية، مثل الإمارات والسعودية والمغرب ولبنان والأردن ومصر، وغالبية دول مجلس التعاون الخليجي».

وأشــارت إلى ان الدول العربية تملك مبادرات للحكومة الالكترونية، غير انه لا يمكن وصف هذه المبادرات بتجارب للحكومات الالكترونية.

وأكدت أن المعيار الأساسي الذي تضعه الأمم المتحدة شــــرطاً لنجاح تجربتها الالكترونية، هو «أن تــــكون أداة للإصلاح الإداري، ومحاربة الفساد والرشــــوة، ودمقرطة الخدمة العامة».

وشدد الوزير المفوض مدير إدارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جامعة الدول العربية عبدالرحمن صبري، على انه «لا يمكن دمج المنطقة العربية في الاقتصاد العالمي، من دون تطوير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتطوير المحتوى العربي على الإنترنت»، واصفاً هذا المحتوى «بالضعف الشديد»، ما يعني أن العالم لا يعرف عنا شيئاً. وكشف النقاب عن 19 مشروعاً تكنولوجياً لجامعة الدول العربية، للمساهمة في سد هذه الفجوة، منها مشروع مكننة التراث، وتحويله إلى تراث رقمي، للمساهمة في التعرف الى الهوية العربية.

وكشفت تقارير القمة عن أن استراتيجية الاستثـــمار المطبقة من جانب الحكومة السعودية، التي عززتها أخيراً بثلاثة بلايين ريال، تعمل على إرساء الأســــس اللازمة لبـــدايات التنفيذ الشامل للحـــكومة الإلكترونية.

وعلى رغم أن الهوة الرقمية لا تزال متسعة بين منطقة الشـــرق الأوســـط والدول المتقدمة، تسعى المملكة جاهدة للحاق بركب التطور، إذ تعتزم إطلاق حملة توعية كبرى لتشجيع الجمهور على اعتماد الخدمات الحكومية الإلكترونية، وتعريفهم بالفوائد التي ستعود على المجتمع بأسره، جرّاء اللجوء إلى تلك الخدمات.

ودعا مستشار الوزير لشؤون تقنية المعلومات رئيـــس قـــسم البنية التحتية للحكومة الإلكــــترونية في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات الســــعودية، فهد الحـــويماني، «إلى وضع استراتيجية إقليمية، إذا أراد العالم العربي أن يستفيد افادة حقيقية».

وأضاف: «يمكن أن يكون الوصول إلى الإنترنت مشتركاً بين الدول العربية، ما يتيح بالتالي الافادة من «بوابة إقليمية مشتركة على الإنترنت»، بدلاً من استخدام البوابات العالمية الأكثر كلفة.

ويتناول برنامج القمة، القضايا الأكثر تحدياً التي تواجه الحكومات في المنطقة العربية، وتشمل المواضيع ذات الصلة بالمبادرة الاستراتيجية على المشاركة الإلكترونية، والحكومة الإلكترونية، والتوجيه التكنولوجي، وإدارة المخاطر، وإدارة عمليات الأعمال، وتخطيط الموارد. أما القضايا التكنولوجية، فتشمل المجالات الديناميكية، مثل البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وهيكلية المؤســـسات، وقنوات تقديم الخدمات المتكاملة، وربط المجتمعات من خلال المدن الرقمية، وأمن المعلومات والنفاذ إليها ومشاركتها وتكاملها.

عبد الفتاح فايد

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...