ما هي أسباب اعتذار الأسد غير المباشر عن اسقاط الطائرة التركية ؟

06-07-2012

ما هي أسباب اعتذار الأسد غير المباشر عن اسقاط الطائرة التركية ؟

طرح حديث الرئيس السوري بشار الأسد الاخير الى صحيفة "جمهوريت" التركية والذي أكّد خلاله أنه لن يسمح للتوتر مع تركيا أن يتحول الى صراع مفتوح معربا عن تمنيه لو لم تسقط القوات السورية الطائرة التركية الأسبوع الماضي، أكثر من علامة استفهام حول توقيته وسببه وحتى ظروفه خاصة ان الدولة التركية لم تكشّر عن أنيابها وظلت متمسكة بسياسة الصراخ والتهديد التي لا شك لم تخف السوريين.

"هو مسعى من قبل الرئيس السوري لملاقاة الجهود الدولية لايجاد حل سياسي للازمة في سوريا"، هكذا يفسّر بعض المراقبين الاعتذار غير المباشر الذي تقدم به الاسد فيما يؤكد البعض الآخر انّه موجّه للمعارضة التركية التي تدعم الأسد وترفض سياسة حكومتها تجاه سوريا.

 الأسد يتجنب التصعيد مع تركيا
ويضع الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد الحديث الأخير للرئيس السوري في اطار "الكلام الواقعي والموضوعي، فالنظام السوري يتجنب التصعيد مع تركيا ولا نية لديه لشن حرب أو توتير الأجواء، علما انّه وقبل اندلاع الأزمة كان يسعى جاهدا لتعزيز علاقة الاخوة بين البلدين من منطلق استراتجيته القائلة بحسن الجوار مع الاتراك، وهو ولهذه الاسباب وقّع مع الدولة التركية اتفاقيات اقتصادية انعكست حتى سلبا على بعض التجار في حلب وغيرها".
ولفت ابو زيد الى انّه "وبالرغم من ان تركيا وبعد الازمة ساهمت بتوتير الاجواء الا ان الاسد بقي ملتزما عدم التصعيد الى أن حاول الاتراك اختبار النوايا السورية والضغط المعنوي على النظام من خلال ارسال تلك الطائرة لتخرق الحدود"، واضاف: "لا نوايا سورية للتصعيد بل بالعكس هناك مسعى للرئيس الاسد لملاقاة الجهود الدولية لايجاد حل سياسي للازمة في سوريا، وهو ما تجلى مؤخرا في مؤتمر جنيف الذي أكّد مرة جديدة ألا جو دوليا يسمح بالتصعيد أو بالدخول في مغامرات عسكرية... ومن هنا كان التعامل السوري مع حادثة الطائرة محدودا رغبة بعدم اعطاء ذرائع مجانية لبعض الدول العربية والأوروبية التي تسعى لاقحام الطرف التركي بمواجهة عسكرية".

الاعتذار غير المباشر للمعارضة التركية التي تدعم الأسد
من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم بيرم أن الرئيس السوري "توجه وبحديثه الأخير الى المعارضة التركية التي تمثل شريحة كبيرة من الشعب التركي التي تدعم النظام في سوريا، فوجّه لها رسالة سياسية واضحة بأنّه لا يرغب بالتصعيد ومستمر بسياسته التهدوية تجاه تركيا بالرغم من اصطفاف النظام التركي وبكل وضوح الى جانب المعارضة السورية ومدّها بكل ما يلزمها لحد تأمين قواعد خلفية لها من خلال الأراضي التركية".
واشار بيرم الى ان الرئيس السوري "لم يكن يرغب أن تصل الأمور مع تركيا الى هذه الدرجة من القطيعة لكن سعي الأتراك لالزام النظام السوري بتسوية سياسية تعطي الاخوان المسلمين أكثر من نصف السلطة ورفضه لهذا الطرح فاقم الأمور". وقال: "أما الجانب التركي الذي مورست عليه ضغوطات غربية وعربية للعب دور "مخلب القط" فتراجع الى الوراء بعدما أيقن خطورة هذا الدور لذلك بتنا نلمس منه خطوات معقولة وتراجع في خطابه التصعيدي وهو ما تلقفه الرئيس الاسد لفتح آفاق جديدة مع النظانم التركي".

 ملامح حل سياسي دولي للأزمة السورية والضربة العسكرية غير ممكنة
وفيما يستبعد سركيس أبو زيد أن يلجأ الغرب للخيار العسكري في التعاطي مع الأزمة السورية، يؤكد أننا "نشهد ملامح حل سياسي دولي للأزمة السورية انطلاقا من نتائج مؤتمر جنيف"، مشددا على ان لا قدرة او حتى نية لدى اميركا لشن حروب مباشرة كالتي أقدمت عليها في العراق وأفغانستان بعدما أصبحت تشن الحروب بالواسطة وعبر قوات خاصة تدمر المجتمعات وتزرع الفوضى التي تسعى اليها الولايات المتحدة الأميركية في بعض البلدان"، وقال:"احتمال الضربة العسكرية على المدى المنظور غير وارد تماما كما بعد الانتخابات الأميركية."

الكلمة اليوم للميدان السوري
"الأكيد انّه لو استطاع الغرب والدول العربية اسقاط النظام في سوريا لما تأخروا الا أنّهم تركوا اليوم الكلمة للارض والميدان"، هكذا يختصر ابراهيم بيرم المشهد العام لافتا الى ان الرهان اليوم هو اما على صمود النظام وقدرته على سحق معارضيه أو على قدرة المعارضة في تصعيد عملياتها ما قد يؤدي لشرخ داخل النظام وداخل المؤسسة العسكرية، وقال: "هناك فرصة من الوقت أعطيت لطرفي الصراع في سوريا ليقضي الواحدمنهما على الآخر".

بولا أسطيح

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...