لقاء فلسطيني ـ إسرائيلي اليوم في عمّان

03-01-2012

لقاء فلسطيني ـ إسرائيلي اليوم في عمّان

تخلت السلطة الفلسطينية عن شروطها المعلنة لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، وأهمها وقف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وقررت الذهاب الى عمان للمشاركة اليوم في أول اجتماع مباشر مع الجانب الإسرائيلي منذ توقف التفاوض بين الجانبين في أيلول العام 2010، وذلك في إطار اجتماعات تعقدها اللجنة الرباعية الدولية في الأردن للبحث في سبل استئناف المفاوضات، في وقت حذر فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن كل الخيارات مفتوحة أمام الفلسطينيين إذا أخفقت اللجنة الرباعية في استئناف المفاوضات قبل السادس والعشرين من كانون الثاني الحالي، لكنه شدد على أن لا مكان لانتفاضة ثالثة ضمن هذه الخيارات. هنية على سطح السفينة «مرمرة» في اسطنبول أمس (أ ب)
في هذا الوقت، واصل رئيس حكومة حماس المقالة اسماعيل هنية جولته الإقليمية الأولى منذ العام 2007، في تركيا، حيث التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، قبل أن يكرّم ضحايا سفينة «مافي مرمرة» ويلتقي عددا من الأسرى الفلسطينيين المحررين الذين أُبعدوا إلى تركيا. وأكد هنية خلال لقاءاته سعيه لتشكيل حكومة فلسطينية موحدة قبل انتخابات العام 2012، وأشاد بالانتصارات الانتخابية للاسلاميين العرب، معتبرا أن «الربيع العربي» أصبح «ربيعاً إسلامياً».
وشدد هنية في تصريحات لوكالة «ألاناضول» على «أننا نعمل من أجل إنهاء نظام الدولتين في فلسطين. وسوف يتم تشكيل حكومة موحدة تضم الإدارتين في غزة والضفة الغربية قبل انتخابات العام 2012». وتابع قائلا «لقد تناقشت مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في العديد من القضايا التي تهمّ الفلسطينيين». وذكرت وسائل الإعلام التركية أن أردوغان أكد لهنية دعمه له وأشاد بالمصالحة الفلسطينية. (تفاصيل ص 14)
وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير محمد الكايد أن «وزير الخارجية ناصر جودة سيستضيف اجتماعا مشتركا لمبعوثي اللجنة الرباعية الدولية في عمان (اليوم) مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واجتماعا آخر ما بين الجانبين نفسيهما».
وأوضح الكايد أن ذلك يأتي في «مسعى جاد ومتواصل يستهدف الوصول إلى أرضية مشتركة لاستئناف المفاوضات المباشرة الرامية إلى إنجاز اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي يجسد حل الدولتين ويعالج قضايا الحل النهائي».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في السلطة الفلسطينية قوله إن هذا الاجتماع «ليس استئنافا للمفاوضات بل الهدف منه بذل مزيد من الجهود لاستئناف جدي للمفاوضات بحيث تنفذ إسرائيل التزاماتها بوقف الاستيطان والاعتراف بمرجعية حدود عام 1967 أساسا للمفاوضات».
من جهته، دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الحكومة الإسرائيلية إلى «استغلال فرصة هذا الاجتماع لوقف النشاطات الاستيطانية والقبول بمبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967 وإطلاق سراح الأسرى، وذلك لإيجاد أرضية مناسبة لإطلاق عملية السلام كما نص على ذلك بيان الرباعية في الثالث والعشرين من أيلول الماضي».
في المقابل، انتقدت حركة حماس قبول السلطة الفلسطينية بعقد اجتماعات عمان. وقال القيادي في حماس إسماعيل رضوان إن «لقاءات اللجنة الرباعية المزمع عقدها ستكون مضيعة للوقت، وهدفها خدمة الاحتلال وإعطــاؤه المزيــد من الوقت لتهويد القــدس وزيادة عملــيات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة».
من جهته، قال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم إن «أي لقاءات بين السلطة واسرائيل تعتبر منزلقاً خطيراً تنزلق فيه السلطة مجدداً وسيعطي شرعية للاحتلال لاستكمال مشروعه التهويدي والاستيطاني وسيكون على حساب الشعب الفلسطيني».
وعلى الجانب الإسرائيلي، جدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مطالبته الفلسطينيين بإجراء مفاوضات مباشرة «من دون شروط مسبقة».
ورحب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان مريدور بالمبادرة الأردنية، واصفا ذلك بـ«التطور الإيجابي». وأعرب عن أمله في أن «يؤدي هذا اللقاء إلى استئناف المفاوضات بين الجانبين».
بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن «المفاوضات بحسن نية مع الجانب الفلسطيني من شأنها عرقلة المحاولات الرامية إلى فرض عزلة على إسرائيل».
وفي واشنطن، أشادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بهذا «التطور الايجابي»، معربة عن أملها في أن «يسهم هذا التواصل المباشر في التقدم على الطريق المقترحة من الرباعية».
وكان عباس قد أعرب عن استعداده للتجاوب مع «الجهود التي يبذلها الأردن الشقيق من أجل جمع اللجنة الرباعية مع الأطراف المعنية»، لكنه شدد على أن كل الخيارات الممكنة إذا أخفقت اللجنة الرباعية في استئناف مفاوضات السلام حتى 26 كانون الثاني الحالي.
وبرغم تلويحه بخيارات مفتوحة، إلا أن عباس شدد على أنه لن يقبل بأن يكون البديل انتفاضة ثالثة.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مسؤول فلسطيني مقرب من عباس ان من بين الخيارات المطروحة وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وربما، إذا تم الاتفاق مع حركة حماس، حل السلطة الفلسطينية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...