صقور الإدارة الأمريكية واستراتيجية الخروج من الأزمة العراقية

05-08-2009

صقور الإدارة الأمريكية واستراتيجية الخروج من الأزمة العراقية

الجمل: يدور حالياً الخلاف بين الخبراء الأمريكيين حول ملف الأزمة العراقية وتشير المعلومات إلى أن الخلاف كان خلال الفترة الماضية يدور بين المؤيدين للوجود الأمريكي في العراق والمؤيدين للانسحاب الأمريكي من العراق وبسبب حسم إدارة أوباما الصريح لجهة إعلانها لقرار الانسحاب من العراق فقد تحولت أزمة الخلافات الأمريكية – الأمريكية لتأخذ طابعاً جديداً بحيث أصبح الخلاف يدور حول كيفية إجراء الانسحاب على ضرورة التباطؤ في الإجراءات لحين التأكد من ضمان أمن وسلامة العراق.
* صقور الإدارة الأمريكية: الرهانات الجديدة على العراق:
تحدث بعض الخبراء الداعمين لتوجهات صقور الإدارة الأمريكية حول ضرورة عدم قيام إدارة أوباما بتطبيق استراتيجية الانسحاب من العراق إلا بعد تطبيق ما أطلقوا عليه تسمية استراتيجية المخرج من الأزمة العراقية ويقول هؤلاء الخبراء بأن على الإدارة الأمريكية أن تعتمد استراتيجية المخرج من الأزمة العراقية كمرحلة أولى يتم تنفيذها بما يمهد المسرح العراقي للانسحاب الأمريكي وأكد هؤلاء الخبراء أن المسرح العراقي يتضمن معطيات ومؤشرات تفيد لجهة أنه غير قابل لأي انسحاب أمريكي على الأقل في الوقت الحالي.
* حملة بناء الذرائع ضد الانسحاب الأمريكي:
تضمنت حملة بناء الذرائع لإجهاض  قرار الإدارة الأمريكية العديد من الخطوط والمحاور الرئيسية ومن بينها:
• أن واشنطن لم تستطع حتى الآن إكمال سيطرتها على المسرح العراقي وهذا يعني أن المهمة التي جاءت القوات الأمريكية لتنفيذها في العراق ما زالت مستمرة وبالتالي لا يمكن القول أنها اكتملت.
• المخاطر الداخلية ما تزال مرتفعة بدليل تراكم واستمرار الاحتقانات العراقية التي يتوجب على واشنطن القضاء عليها طالما أن خروج واشنطن المبكر سوف لن يعقبه سوى انفجار نيران هذه الاحتقانات بما يؤدي إلى إشعال الحرب الأهلية الدامية وعندها ستضطر مرة أخرى إلى التدخل ودفع الثمن الذي سيكون باهظاً وأكبر.
• المخاطر الخارجية ما تزال ماثلة لأن العراق محاصر بدول ذات توجهات إقليمية معروفة فإيران تريد فرض النفوذ عليه مدعومة بشيعة الجنوب العراقي الذين يشكلون 68% من السكان، والسعودية ما زالت تسعى لفرض نفوذها عليه مدعومة بالقوى السنية التي تسيطر على وسط العراق إضافة إلى استعداد السعودية تزويد هذه القوى بالقدرات الاقتصادية والعسكرية.
• تحدي أمن إقليم كردستان: يمثل الإقليم الحليف الرئيس لواشنطن في العراق وحالياً من الصعب على واشنطن مغادرة الساحة العراقية دون القيام بإبطال مفاعيل الصراع المتبادل بين الإقليم وبقية العراق وتركيا وإيران وعلى واشنطن السعي لإنفاذ الترتيبات التي تؤدي إلى إبطال مفاعيل هذه الصراعات عن طريق الإشراف الأمريكي المباشر على ترسيم حدود إقليم كردستان وإلزام كل الأطراف الاعتراف بها وأيضاً إلى وضع الترتيبات الوقائية التي تحمي إقليم كردستان من الاستهدافات العسكرية التركية والإيرانية.
• تأمين العملية السياسية العراقية الجارية حالياً هو شرط لابد منه لواشنطن لضمان استمرار بقاء النظام الديمقراطي القائم في العراق إضافة إلى تأمين حلفاء واشنطن العراقيين وبالتالي فعلى واشنطن السعي للإشراف على المصالحة الوطنية العراقية ضمن صيغة تحفظ توازن القوى القائم على جدول أعمال سياسي داخلي عراقي يحفظ توازن المصالح ويحقق انفتاح النظام السياسي للمزيد من المشاركة الفاعلة.
هذا، ونلاحظ أن حملة بناء الذرائع لم تتضمن مجرد الإشارة إلى نقاط الضعف الميدانية الموجودة في المسرح العراقي وإنما كذلك تطرقت إلى نقاط ضعف الإدارة الأمريكية إزاء تعاملها مع العراق وفي هذا الخصوص أشارت الحملة إلى ما يلي:
• عدم قيام واشنطن بتقديم المعونات والمساعدات الميدانية للعراق.
• عدم قيام خبراء الإدارة الأمريكية بوضع خطة تسعى لإحداث التطوير المتدرج في العراق.
• عدم قيام خبراء البنتاغون بإكمال تنفيذ خطة بناء القدرات العسكرية العراقية.
• عدم نجاح الإدارة الأمريكية في توضيح مستقبل هوية الدولة العراقية لأن العملية السياسية الجارية لا تكفي لجعل العراق بلداً يسير على النموذج الديمقراطي الغربي على غرار النموذج الكوري الجنوبي وغيرها.
• عدم نجاح الإدارة الأمريكية في تعزيز قدرات القطاع الخاص العراقي للقيام بالدور المركزي في توجيه الاقتصاد العراقي على النمط الرأسمالي الغربي.
• عدم نجاح الإدارة الأمريكية في ربط البنيات المدنية العراقية بالبنيات المدنية الغربية.
إضافة لذلك، سعت حملة بناء الذرائع للتأكيد على أن العراق يحتاج للمزيد من الاتفاقات الاستراتيجية مع أمريكا وليس مجرد الاكتفاء بالاتفاقية الأمنية العراقية وحدها فقط.
ما يمكن ملاحظته أن بعض الأطراف الأمريكية النافذة داخل الكونغرس الأمريكي بدأت السعي باتجاه تعزيز مشروع ربط العراق بالنفوذ التركي باعتباره الوسيلة الوحيدة لردع النفوذ الإيراني والنفوذ السعودي ويرى بعض الخبراء أن على الأمريكيين أن يفكروا جدياً في أمر عدم إخراج القوات الأمريكية من كردستان إضافة إلى تسوية وضع الإقليم بالتفاهم مع أنقرة وبغداد بما يتيح لإقليم كردستان أن يلعب دور الممر الحاكم في العلاقات التركية – العراقية بما يعزز قوة أربيل المستقبلية بشكل يجعل بغداد وأنقرة تدركان بوضوح أن استهداف أربيل سيترتب عليه تهديد العلاقات التركية – العراقية وهي العلاقات التي ستسعى أنقرة إلى التمسك بها إذا نجحت واشنطن في تقليد أنقرة زمام السيطرة والنفوذ في العراق.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...