"جمعة الرحيل" السوري تؤكد على ثبات الاسد في الرئاسة

02-07-2011

"جمعة الرحيل" السوري تؤكد على ثبات الاسد في الرئاسة

انتهى يوم "جمعة الرحيل" السوري إلى مزيد من الانكشاف الذي يطاول المعارضة السورية، كما إلى التأكيد بأنّ الرئيس بشار الاسد تخطى مرحلة السقوط بأشواط، وبات في موقع المستعيد للمبادرة، وذلك من خلال عدة مشاهدات لا يمكن القفز فوقها، أكان لجهة هزالة عدد المشاركين في التظاهرات الداعية إلى إسقاط النظام، قياسا باعداد المشاركين في المسيرات المؤيدة للنظام وللاصلاحات، فضلا عن تطور التعاطي الاميركي والاوروبي والتركي المتدرج صعودا باتجاه التخفيف من لهجة الخطاب.
وفي هذا السياق، يمكن رصد عدة مؤشرات تؤكد على أنّ ما يجري في سوريا مختلف تماما عما جرى في سائر العواصم العربية التي شهدت ثورات لاسقاط النظام ليس أولها أنّ سقوط النظام السوري يعني سقوط محور الممانعة (إيران– سوريا– حماس) وهذا ما لا يمكن التسليم به لا إقليمياً ولا إيرانيا، ولا حتى محليا، ولا آخرها انعدام البدائل واستحالة تأمينها في الوقت الراهن بما يؤمن استمرار الهدوء على الحدود مع اسرائيل، مرورا بامتلاك النظام السوري لعدد كبير من الاوراق الرابحة في العراق وأفغانستان، ناهيك عن أوراق سياسية وامنية مماثلة يمكن أن تؤثر على الاستقرار التركي والحد من اندفاعته باتجاه تحريك المعارضة السورية انطلاقا من خارج الحدود السورية.
في المقابل، لا يمكن على الاطلاق تجاهل الجغرافيا السورية، بحيث يمكنها تحريك جبهة الجولان، كما التأثير على الوجود العسكري في العراق من خلال التحريض على القيام بعمليات عسكرية وانتحارية ضد الجيش الاميركي، وهذا ما هو حاصل بالفعل منذ اشتعال الجبهة السورية، بحيث يلاحظ المراقبون ازدياد عدد ضحايا الجيش الاميركي في العراق، وهذا لا يمكن أن يحدث من جراء الصدف.
في هذا السياق، يمكن تسجيل عدد من المفارقات أبرزها انحسار الهجوم الدبلوماسي الأميركي على سوريا، كذلك الأمر يمكن ملاحظة التبدل الجذري في الموقف الاوروبي من النظام السوري، مع الاشارة إلى أنّ المعلومات تؤكد أنّ الدبلوماسية الأميركية عادت لتنشط باتجاه سوريا ونظامها في محاولة لاعادة الامور إلى نصابها من خلال الحصول على بعض التنازلات على المستوى الاقليمي، بما يساعد على إطلاق خريطة طريق سلام جديدة تساعد الرئيس الأميركي باراك أوباما على خوض انتخابات ناجحة.
وفي هذا السياق، يؤكد المتابعون للوضع داخل سوريا ان الرئيس الاسد استقبل في الايام الاخيرة الماضية أكثر من مبعوث أوروبي وأميركي، كما استقبل قادة أحزاب تركية في محاولة للسيطرة على الحدود مع أنقرة التي تعيد حساباتها بشكل جذري بعد انتخاباتها الاخيرة التي لم تكن على قدر التطلعات التركية، خصوصا أنّ الخزان البشري العلوي ما زال يكمن في الداخل التركي، بحيث تشير الاحصاءات إلى أنّ عدد العلويين في تركيا يزيد عن عددهم في سوريا، ما يعني أنّ باستطاعة الاسد تحريك الداخل التركي في حال دعته الحاجة إلى ذلك.
وفي المحصلة يمكن التعويل على الايام والاسابيع القليلة المقبلة للقول بان سوريا بدأت فعلا بالخروج من ازمتها، وهي تاليا في طور استعادة عافيتها السياسية عبر الاستفادة من الاوراق الرابحة التي يجيد النظام السوري لعبها باتقان. 

أنطوان الحايك

المصدر: النشرة الإلكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...