توقعات العاهل الأردني تدعم توجهات بوش والمحافظين الجدد

27-11-2006

توقعات العاهل الأردني تدعم توجهات بوش والمحافظين الجدد

الجمل: بثت شبكة آي.بي.سي (ABC) نيوز التلفزيونية الأمريكية، لقاء مع العاهل الأردني، الملك عبد الله، قدمه برنامج (هذا الأسبوع)، وقد تضمن حديث الملك عبد الله، النقاط الآتية:
- توقعات بسقوط المزيد من الدول العربية في دوامة العنف.
- مخاوف من نشوء ثلاثة حروب أهلية عربية كبيرة في العراق، لبنان، وفلسطين.
- مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لمنع اندلاع المزيد نم العنف.
- توقع بأن تؤدي قمة عمان المرتقبة التي تجمع بين نوري المالكي، وملك الأردن، والرئيس بوش، إلى تخفيف حدة العنف في العراق.
- مطالبة نوري المالكي بتكوين أفكار محددة عن كيفية الجمع بين المذاهب المختلفة في العراق.
- ضرورة وجود استراتيجية طويلة الأمد لجمع العراقيين.
إن عملية سقوط المزيد من الدول العربية في دوامة العنف، ليست استنتاجاً ملكياً خالصاً، فالشارع العربي من المحيط إلى الخليج يعرف تماماً أن المزيد من الدول العربية، قد سقطت بالفعل في دوامة العنف: فلسطين، العراق، لبنان، اليمن، السودان، السعودية، مصر، الجزائر... والأردن أيضاً، هذا إضافة إلى أحداث العنف المتفرقة التي حدثت في كل البلدان العربية تقريباً.
كذلك يعرف الجميع أن ظاهرة العنف المتصاعد في البلدان العربية، تزامن مع صعود جماعة المحافظين الجدد، إلى سدة الحكم في أمريكا، وقد أدى تغلغلهم إلى تبني الإدارة الأمريكية إلى المزيد من السياسات الخارجية التدخلية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تعتمد استخدام القوة العسكرية، وقد قدم جلالة الملك عبد الله العاهل الأردني الكثير من الخدمات والمساعدات لهذه السياسات الأمريكية.
وحالياً تقوم المملكة الهاشمية بالانخراط في اتفاقيات (شراكة) أمنية استخبارية مع إسرائيل والحكومة الأمريكية، وتعمل أجهزة الأمن الأردنية كفروع للموساد والمخابرات الأمريكية في منطقة شرق المتوسط.
حالة العنف والفوضى والحرب الأهلية في البلدان العربية، هي هدف إسرائيلي أمريكي، وقد نتجت عمليات العنف والفوضى والاغتيالات والصراعات الأهلية، بسبب تدخل الإدارة الأمريكية وحلفاءها في شؤون المنطقة، سواء في العراق أو لبنان... أو غيرها.. وهو تدخل ساعدت فيه المملكة الأردنية الهاشمية بقدر كبير.
والآن، فإن جلالة العاهل الأردني يفاجئ الجميع على شاشات تلفزيون أي.بي.سي الأمريكية، بالحديث عن (توقعاته)، والتي يعرفها الجميع، وما كان مثيراً للجدل في الحديث الملكي، تمثل في مطالبة العاهل الأردني للمجتمع الدولي بالتدخل، وتفسير ذلك معناه، مطالبة الأمريكيين وحلفاءهم الذين تدخلوا وخلقوا المشاكل بالمزيد من التدخل، ومن ثم فإن حديث العاهل الأردني، وتحديداً هذه العبارة لم تأت عفواً، بل لها الكثير من التداعيات والتأثيرات، منها:
• مطالبة العاهل الأردني بالتدخل الدولي لمنع العنف والحروب الأهلية تنسجم مع رؤية وموقف جماعة المحافظين الجدد والجمهوريين المؤيد لزيادة القوات الأمريكية في العراق وعدم إجراء أي انسحاب في الوقت الحالين لذلك فإن حديث ملك الأردن بدعم أطروحات الجمهوريين ويضعف من أطروحات الديمقراطيين المطالبين بالانسحاب من العراق.
• تحدث العاهل الأردني عن العراق، وطالب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بضرورة لمّ شمل العراقيين وتبنى رؤية واضحة حول الوحدة والاستقرار.. وبرأينا فإن هذا (المطلب الملكي) ليس جديداًن بل هو مطلب الرئيس بوش من المالكي في لقاءاتهما السابقة.. وقد أشار كل المحللين السياسيين إلى أن هذا المطلب طرحه بوش أمام المالكي، من أجل التذرع به مستقبلاً لإثبات فشل الحكومة العراقية الحالية، وإقامة حكومة بديلة، أي لتنفيذ (انقلاب قصر) يؤدي للإطاحة بحكومة المالكي الحالية، وتنصيب حكومة تكنوقراط بديلة برئاسة إياد علاوي، وبالتالي يمكن القول: إن العاهل الأردني قد تبنى نفس أطروحات بوش، بما يدعم أمام الرأي العام الأمريكي هذه التوجهات.
• خلفية تصريحات عاهل الأردن، وحديثه الملكي تأتي ضمن نسق يضم جملة من الوقائع والأحداث أبرزها:
- اجتماع بوش- العاهل الأردني- نوري المالكي,
- إلغاء اجتماع كوندوليزا رايس مع محمود عباس.
- زيارة رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي للأردن.
وأخيراً نقول: إن الهدف المعلن من الحديث الملكي للعاهل الأردني لقناة التلفزيون الامريكية، هو تقديم ونقل المشاعر والمخاوف الملكية الأردنية، على مستقبل الشرق الأوسط، أما الهدف غير المعلن، فهو دعم توجهات ديك تشيني والمحافظين الجدد الهادف إلى المزيد من التدخل في شؤون الشرق الأوسط، ومواصلة مسيرة (تجمع المعتدلين) بقيادة العاهل الأردني، والمضي قدماً في تنفيذ أجندة اجتماع العقبة الذي أشرف عليه العاهل الأردني وضم رئيس المخابرات الإسرائيلية والمصرية وبعض آخرين.. وذلك لأن أجندة اجتماع العقبة لن يكتب لها النجاح بسهولة إذا فقد الجمهوريون والمحافظون الجدد سيطرتهم على السياسة الخارجية الأمريكية الحالية، ومن ثم فقد استشعر العاهل الأردني المسؤولية، وبادرة بتقديم حديثه على شاشات التلفزيونات الأمريكية، بما يدعم النجاح والاستمرار لأجندة اجتماع العقبة.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...