تل براك: من يسيطر عليها؟

06-03-2014

تل براك: من يسيطر عليها؟

انسحبت وحدات «حماية الشعب» الكردية من بلدة تل براك ذات الموقع المهم على الطريق بين الحسكة والقامشلي، بعد أسبوعين فقط من سيطرتها عليها وطرد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) منها.
وجاء الانسحاب من تل براك «بناءً على تعهد أبناء البلدة ورؤساء العشائر والوجهاء، وإكراما لأواصر الأخوة التاريخية بين الأكراد والعرب» حسب البيان الذي أصدرته «القيادة العامة لوحدات حماية الشعب» أمس. وإذ أشار البيان إلى تسليم البلدة إلى أهلها المدنيين لإدارتها، إلا أنه توعد بالعودة إليها «لضرب أوكار الإرهابيين في حال عودتهم إليها»، وذلك في إشارة إلى التنظيمات الإسلامية «الجهادية»، من «داعش» و«أحرار الشام» و«جبهة النصرة»، والتي خاضت معها «وحدات حماية الشعب» معارك عديدة في مناطق مختلفة في شمال شرق سوريا.عائلة سورية مهجرة تعيش في موقف للسيارات في اسطنبول امس (ا ف ب)
وكانت «وحدات حماية الشعب» الكردية قد سيطرت على بلدة تل براك منذ حوالي أسبوعين فقط، مستغلة انشغال الفصائل «الجهادية» بالحرب بعضها ضد بعض، حيث لم يستغرق دخولها إلى البلدة سوى ساعات قليلة، بعد انسحاب عناصر «داعش» منها لتعزيز جبهة قتالهم مع «النصرة» و«الجبهة الإسلامية» في بلدة مركدة.
وبينما أعلن «داعش» انتصاره على «قوات حماية الشعب» واستعادته السيطرة على البلدة، أكد ناشطون محليون أن «جيش ثوار العشائر» هو من قاتل القوات الكردية وطردها من البلدة، بعد محاصرتها لعدة أيام. والجدير بالذكر أن «جيش ثوار العشائر» تشكل منذ أيام قليلة فقط، وهو عبارة عن تجمع لمقاتلين من عشائر عربية في محافظة الحسكة اتفقوا في ما بينهم على تأسيس تشكيل عسكري أطلقوا عليه هذا الاسم، وهذا ما دفع البعض إلى التشكيك بقدرة «جيش العشائر» الحديث التشكيل على تحقيق نصر عسكري بهذه السرعة، خصوصاً أن المعطيات الميدانية تشير إلى انتشار عناصر تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية» في أنحاء مختلفة من تل براك. يشار إلى أن مصادر إعلامية تحدثت عن مفاوضات للاتفاق على تسوية وفق شروط معينة، سبقت انسحاب «وحدات حماية الشعب» من البلدة. وذكرت هذه المصادر أن وفداً ضم قيادات حزبية من «حزب البعث» ونواباً عن محافظة الحسكة وبعض وجهاء العشائر المؤيدين للحكومة السورية، عرضوا إجراء تسوية في بلدة تل براك تتضمن بقاء عناصر «حماية الشعب» الكردية في البلدة، والعمل على تشكيل لجنة مشتركة بين الطرفين (الأكراد والعشائر العربية) من أجل إدارة المدينة، لكن العرض قوبل بالرفض بحسب هذه المصادر.
من جهة أخرى، تستمر الاشتباكات في بلدة مركدة في ريف الحسكة الجنوبي بين «جبهة النصرة» و«داعش» للأسبوع الثالث على التوالي. ورغم التعزيزات الكثيرة التي استقدمتها «النصرة»، وحصولها على مساعدة مهمة من «الجبهة الإسلامية» وعدد من «كتائب الجيش الحر»، إلا أنها لم تستطع اقتحام البلدة التي تعتبر ذات موقع استراتيجي بالنسبة لها، نظراً إلى قربها من دير الزور، معقلها الرئيسي في سوريا.
وكان عضو مجلس «شورى جبهة النصرة» أبو عبد الله الشامي قد أعلن، أمس الأول، في تسجيل صوتي صدر عن «مؤسسة البصيرة» التابعة للجبهة، عن قرار «النصرة» بوقف القتال مع «داعش» نزولاً عند رأي «علماء الأمة»، لكنه أشار إلى أن وقف القتال لا يشمل المناطق التي اعتدى فيها «داعش» على «جبهة النصرة»، وخصوصاً المنطقة الشرقية في سوريا.

عبد الله سليمان علي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...