المهجرون اللبنانيون في سوريا يستقبلون الأميرة هيا بالغضب والشتائم

06-08-2006

المهجرون اللبنانيون في سوريا يستقبلون الأميرة هيا بالغضب والشتائم

الجمل ـ الزبداني ـ خاص: بعبارة الموت لإسرائيل والموت للخونة وبمزيد من الغضب والاحتجاج استقبل المهجرون اللبنانيون في سوريا الأميرة هيا بنت الحسين  شقيقة الملك عبد الله الثاني ملك الاردن، وقد اضطرت الأميرة إزاء غضب اللبنانيين الى مغادرة المكان، تلاحقها هتافات تدعو لنصرة المقاومة وسيدها ونصرة سوريا ، ومحاسبة الخونة وكشف عمالتهم وتواطؤهم.
 وكان ذلك خلال زيارة قامت بها صباح يوم أمس الجمعة 4/8/2006 إلى مركز إقامة اللاجئين في معسكر الطلائع في منطقة الزبداني بريف دمشق، يرافقها  مدير برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة السيد جيمس موريس، والدكتورة ديالا الحج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وبداية كانت الأمور تسر خاطر الدعاية والإعلام، حيث تجول الموكب الأنيق بين غرف العائلات، واستمعت الأميرة لمعاناتهم من القصف الهمجي، وما لاقوه من مشقة خلال رحلتهم من قراهم الصامدة  الى الحدود السورية، وفي الغرفة الأولى توقفت الأميرة عند سيدة مسنة روت لها بالتفصيل ما جرى معها في قريتها التي دمرها القصف الإسرائيلي المتوحش، وكيف وصلت الى الحدود السورية، واستقبال المواطنين السوريين بلهفة وحب كبيرين، إذ قدموا لهم كل ما يحتاجونه من مأكل ومشرب وملبس ودواء ..إلخ، وختمت السيدة المسنة كلامها بالدعاء لسوريا وقائدها بالنصر والحماية، راجية من الله أن يثبت خطى السيد الرئيس بشار الأسد ويحميه.
وفيما كانت الأميرة تهم بالخروج من الغرفة الأولى نحو الغرفة الثانية، كان عند الباب طفل لبناني سأله احد الموجودين هل تعرف من هذه؟ ويقصد الأميرة هيا فأجاب الطفل بالنفي، وتابعت الأميرة تجولها في الغرف الأخرى واطمأنت على صحة السيدات ، وكان بينهن أم ولدت حديثاً طفلين توأم، كل من تحدث مع الأميرة هيا كان يختم حديثه بالدعاء لله أن يحفظ للعرب الرئيس بشار الأسد وأن ينصره وسيد المقاومة على الأعداء ، مؤكدين أن سوريا كانت ولا تزال الملجأ الحقيقي لكل لبناني في الأزمات والملمات، ( أحدهم سأله همساً زوجة أي من المسؤولين السوريين تكون هذه الزائرة!!)
 لدى خروج  الأميرة من إحدى الغرف ، سمع صراخ وجلبة في الممر ومن ثم بدأ الأمر يتضح وعلا صوت رجل يقول : عيب عليكم ، تأتون للتفرج علينا وكأنه لا ينقصنا إلا مجيئكم، عيب عليكم أن تزورونا والعلم الإسرائيلي يرفرف في عواصمكم . وعندما هرع البعض لسحب الرجل منعاً للبلبلة والإحراج ، ارتفع صوته أكثر قائلاً دعوني أقول لها (الأميرة هيا) أننا لا نحتاج شفقتكم .. نحن تحت قيادة السيد حسن رجال حقيقيين ،  ومن تحتضنه سوريا ويقوده حسن نصرلله لا يحتاج شفقة ، الخونة .. عملاء الأعداء ، دعوني أقول لها أننا لا نحتاج حتى رؤيتها فلتذهب  وتوقف العدوان إن كانت هي ومن أرسلها جادين في التضامن معنا، وحاول المتواجدون من الرسميين السوريين احتواء الموقف، وتهدئة الرجل، ليتم لفلفة الأمر كالعادة، إلا انه كلما حاولوا إسكاته كان يزداد هياجاً وغضباً ، ما اضطر الأميرة للعودة أدراجها خارجة من المبنى لتدخل الى مبنى ثان يقع خلف الأول، وتكرر الأمر ذاته من حيث تعبير الأهالي عن صمودهم ودعمهم للمقاومة والدعاء لسوريا ورئيسها وللمقاومة وسيدها ، ولم تكد الأميرة تنتهي من بضعة غرف في المبنى الثاني حتى بدأ الأهالي يتجمعون في الخارج في مظاهرة ضمت أكثر من مائة شخص وهم يهتفون ضد الخونة وعملاء إسرائيل ممن يدعون العروبة والإسلام ، وحاول الموكب المتأنق تجاهل الهتافات والغضب بمتابعة الجولة إلا ان الغضب تصاعد وارتفعت المطالبات : ارحلوا لا مكان لكم بيننا  ولا نريد ولا نحتاج عطفكم ، من يريد مساعدتنا ليوقف العدوان بدلاً من الشد على يد المعتدين ، وليذهب الى الجنوب فوراً وليس إلى هنا حيث الأمان والحماية والكفاية...
كل ذلك كان يتم والكاميرات تصور وتسجل وقائع ما يجري لمختلف وسائل الإعلام الفضائية والأرضية المسموعة والمكتوبة، فيما كانت الأميرة تتحايل على إحراجها بالابتسام لامتصاص الانفعال المتصاعد بمزيد من ضبط الأعصاب، لعل وعسى تبرد فورة الغضب، ولكن عبثاً فالاستنكار والهياج استعر أكثر وأكثر، حتى اضطرت الأميرة للانسحاب، متسللة من بين الأشجار هي ومن معها فركبوا سياراتهم وشمعوا الخيط.
 ولم تذكر أي من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام وقائع هذه الزيارة الغاضبة،ومغادر الموكب معسكر الطلائع بمثل ما استقبل به من هتافات مملحة بالشتائم : "لا رحمة في قلوبكم"  "و..دعي أخيك  ينزل علم إسرائيل من عاصمته، على الأقل لحين جمع أشلاء قتلانا"، "كيف تطاوعكم قلوبكم على التمثيل بجثثنا"، "إنشاء الله  يصبكم ما أصابنا  حتى تذوقوا ما ذقنا .. عيب عليكم". 
أما وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل والتي كانت قائدة الموكب من الجانب السوري، فقد اسقط في يدها ووقفت لا من تمها ولا من كمها، فإذا تم قمع الغاضبين سيأخذ الأشقاء اللبنانيين فكرة خاطئة عن سوريا وسيقولون أنهم يقمعون حرية التعبير، وإذا ترك الأمر ليفلت أكثر سيتهم الأردن الشقيق شقيقته سوريا بالتآمر عليه أو أن الأمر مدبر لتوجيه رسائل بنوعيها المباشر وغير المباشرة ، لذلك فإن الصمت والتعتيم  رأس الحكمة السورية التي لا تفنى. ولا من شاف ولا من دري ، في هذه المنطقة الحرة التي فتحتها سوريا مشكورة  لتبادل العواطف العربية الحقيقية.  
لتكون هذه ليست رسالة اللبنانيين المهجرين من بيوتهم الى الأميرة هيا والمعروفة بأخلاقها الدمثة وشخصيتها المميزة، وإنما الى هؤلاء السياسيين الذين فضحهم وزير خارجية قطر محمد جبر آل ثاني في مقابلته مع الجزيرة، وقال أنهم أعطوا الضوء الأخضر للعدوان الإسرائيلي على لبنان، يعني قطر صديقة أمريكا وحتى إسرائيل خجلت من هذا الموقف وهؤلاء(دون ذكر اسماء)  لم يخجلوا !!! لا بل يريدون أن ينظفوا عارهم وخزيهم بالمساعدات، وبالزيارات الدعائية والابتسامات الإنسانية المخادعة للكاميرات مع ضحايا إسرائيل والشهداء الأحياء، حتى تطلع الصورة أحلى وأبهى.
مع أن  الأميرة هيا لا تستحق هذا الاستقبال، إلا أن هذا كان ضرورياً لتسمع صوت الكرامة وتنقله لمن يعنيه الأمر ، ويكفي ان نسمع منها تصريحاً نشرته وكالة (بترا) بعد الزيارة :"يتوجب على السياسيين أن يقفوا معاُ لوضع حد لهذا النزاع اللامنطقي أدعو المجتمع الدولي للتحرك لوضع حد للعنف.. ما نحتاجه الآن هو الحوار والتحرك لجعل هذه المنطقة مكاناً أفضل لجيل الغد الذي يملك الكثير ليقدمه"
ثورة المهجرين اللبنانيين في معسكر الطلائع حققت بعض أهدافها ، صحيح أن الأميرة وصفت العدوان الإسرائيلي  بـ (النزاع ) و(دائرة العنف) لكنها ناشدت السياسيين والمجتمع الدولي، لوضع حد.!!
 ربما يتطلب الأمر مزيدا من المجازر والتنكيل الإسرائيلي بالمدنيين من الشيوخ والأطفال والنساء والفقراء الأبرياء حتى تصل طبقة الحكام الى درجة الوعي التي تمكنهم من تسمية الأشياء بمسمياتها بأن ما يحدث في لبنان ليس عنفاً ولا صراعاً أنه عدوان وحشي بكل ما تعنيه الكلمة.  

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...