المعلم يطالب في الأمم المتحدة بعدم الرضوخ للمتطرفين الإسرائيليين

29-09-2009

المعلم يطالب في الأمم المتحدة بعدم الرضوخ للمتطرفين الإسرائيليين

كرر وزير الخارجية وليد المعلم، أمس، رغبة دمشق بحل الأزمة الراهنة مع العراق في حال تم تقديم أدلة حقيقية على الاتهامات العراقية لسوريا بإيواء بعثيين يقفون وراء تفجيرات بغداد الدامية في 19 آب الماضي و«هو ما لم يحدث». ورحّب بالتعامل الدولي «المختلف» هذا العام مع مسـألة الشرق الأوسط، لكنه كرر المعلم أنه لا يوجد شريك إسرائيلي للسلام، موضحاً أن اسرائيل تظهر «بتنكرها حتى لبديهيات عملية السلام، وجهها الحقيقي، وجهاً يكرس العنصرية، والعدوان ونزعة التوسع، فيرفض السلام، ويتحدى كل الداعين له»، مطالباً العالم عدم الرضوخ «لإملاءات المتطرفين الإسرائيليين». المعلم وبان كي مون خلال لقائهما في نيويورك أمس.

في هذا الوقت يبدأ نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم اول محادثات من نوعها في واشنطن منذ العام 2004 مع مسؤولين في الادارة الاميركية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن الزيارة تأتي في سياق «الحوار المستمر مع السوريين» الذي بدأ في آذار الماضي، والذي توقعت مصادر مطلعة الا يتقدم والا يتدهور في الظرف الراهن، بانتظار تطور ملفات اقليمية اخرى اهمها العراق وايران، واشارت الى أن البحث بين الجانبين سيتناول شرح قرار إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما في تموز الماضي تسريع معاملات ترخيص تصدير المعدات المتعلقة بمجال المعلوماتية والاتصالات وقطع غيار متعلقة بسلامة الطيران المدني إلى سوريا من دون إجراء أي تعديل على «قانون محاسبة سوريا» والقرارات التنفيذية الصادرة عن البيت الأبيض منذ العام 2004. 
وركز المعلم، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على موضوعي العراق والسلام، حيث كرر اقتناع دمشق بعدم وجود شريك إسرائيلي لهذا الغرض، داعياً العالم إلى عدم الخضوع «لإملاءات المتطرفين» في إسرائيل.
ورحب المعلم، الذي التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالتعامل الدولي «المختلف» هذا العام مع مسـألة الشرق الأوسط، حيث «احتلت موقعاً متقدماً في سـلم الأولويات، وفي مباشرة التحرك»، إلا أنه لفت إلى رفض اسرائيل «المتنكر حتى لبديهيات عملية السلام، متحدية بذلك إرادات وسياسات حلفائها وأصدقائها، والغالبية الساحقة من المجتمع الدولي، إن لم نقل كله». وقال «بهذا تظهر إسرائيل اليوم، وأكثر من أي وقت مضى وجهها الحقيقي، وجها يكرس العنصرية، والعدوان ونزعة التوسع، فيرفض السلام، ويتحدى كل الداعين له».
وأضاف المعلم أن «إسرائيل ترفض وقف الاستيطان، رغم كونه غير شرعي، ويشكل انتهاكاً للالتزامات المفروضة عليها بموجب القانون الدولي، وتستمر في مصادرة الأراضي الفلسطينية، وبناء جدار الفصل العنصري، وتعمل بشكل مكثف، على تهويد القدس، وطرد الناس من بيوتهم، وإحلال مستوطنين محلهم، وغير هذا كثير»، مشيراً إلى أن «حل الدولتين الذي ينادي به المجتمع الدولي هو حل مرفوض من قبل الحكومة الإسرائيلية، وما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي حول هذا لم يكن أكثر من مناورة وشكليات تناقضها تماماً السياسات التي تنفذها حكومته على ارض الواقع».
وكرر المعلم قول الرئيس بشار الأسد أن «السلام والاحتلال نقيضان لا يمكن أن يجتمعا»، موضحاً أن ما تنشده دمشق «هو السلام العادل والشامل، وهو خيارنا الاستراتيجي، على أساس تنفيذ القرارين 242 و338، ومرجعية مدريـد، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية، وعلى هذا أيّدنا كل جهد يبذل في سبيل الوصول إلى تحقيق ذلك ودخلنا في محادثات غير مباشرة مع إسرائيل بوساطة تركية هدفت إلى إيجاد أرضية مشتركة تتيح إطلاق مفاوضات مباشرة، إلا أن عدم وجود إرادة سياسية حقيقية لصنع السلام لدى الحكومة الإسرائيلية آنذاك وشنها حرباً عدوانية على غزة أغلق الأبواب في وجه هذا المسعى». ودعا العالم إلى أن «لا يرضخ لإملاءات المتطرفين الإسرائيليين، وألا يسمح لإسرائيل، بأن تقوم بمثل ما تقوم به، من انتهاك للقانون الدولي وتحدٍّ للإرادة الدولية وقراراتها».
وفي الموضوع العراقي، قال المعلم إن أوضاعه ما زالت «مدعاة قلق كبير لنا، كبلد عربي شقيق ومجاور»، مشدداً على سياسة سوريا تجاه العراق في «أولوية الحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً، وعلى ضمان سيادته، واستقلاله وهويته العربية الإسلامية»، مطالباً «وبشكل ملحّ وعاجل، بناء الوحدة الوطنية العراقية، انطلاقاً من تحقيق المصالحة الوطنية، التي يتعيّن أن تقوم على مبدأ مشاركة مكونات الشعب العراقي كافة».
وعن الأزمة بين العراق وسوريا بعد تفجيرات بغداد الدموية في 19 آب الماضي، جدّد المعلم إدانة دمشق «جميع الأعمال الإرهابية التي تقع في العراق، ويذهب الأبرياء ضحية لها». وقال «دعـونا باستمرار إلى انسحاب القوات الأجنبية كافة من العراق، واستعادته استقلاله وسيادته التامة. كما أكدنا، استعدادنا لتسهيل هذا الانسحاب، من خلال تعاوننا في الحفاظ على الأمن في العراق». وأضاف «لقد عملت سـوريا على تقوية العلاقات الثنائية السـورية - العراقية، في مختلف أوجهها، وجرى الإعلان عن إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، في مجالات عديدة. ولقد آلمتنا التفجيرات الإرهابية التي حدثت في بغداد يوم الأربعاء الدامي، وأدناها بقوة. ولكننا فوجئنا بعد أيام، باتهامنا، وبما يجافي الحقيقة، بأننا نؤوي من هم مسؤولون عن هذه التفجيرات. إن هذه المزاعم، والتطورات التي تلتها، أمر مؤسف جداً، وهي لا تخدم مصلحة العراق، ولا مصلحة سـوريا».
وتابع «نحن منفتحون على حل الأزمة الراهنة، على أساس تقديم أدلة حقيقية، وهذا لم يحدث. نؤكد حرصنا التام، على أرواح ومصالح الشعب العراقي وعلى روابط الأخوة بينه وبين الشعب السـوري، ونعبر عن ارتياحنا للجهود التي تبذلها تركيا، والأمين العام للجامعة العربية في هذا الصدد».
وحول أسلحة الدمار الشامل، كرر المعلم دعوة سوريا إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، مؤكداً «ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن القدرات النووية الإسرائيلية، الصادر بتاريخ 18 أيلول من العام الحالي، وإخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة، والانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...