البحريـن: «يـوم الإعـدامات» تحـت رايـة «الابرتهايـد» الخليجـي

28-04-2011

البحريـن: «يـوم الإعـدامات» تحـت رايـة «الابرتهايـد» الخليجـي

اليوم الخميس ٢٨ نيسان ٢٠١١ هو يوم متوقع أن يتم تسجيله باسم يوم الإعدامات في البحرين، فاليوم تنطق محكمة السلامة الوطنية وهي محكمة عسكرية تم تشكيلها بعد إعلان حالة الطوارئ في المملكة الخليجية الصغيرة، بالحكم في قضية اتهام سبعة معارضين بدهس شرطيين وقتلهما.
وفي أجواء مشحونة بالتحريض من قبل رئيس تجمع الوحدة الوطنية عبد اللطيف المحمود الذي عقد مؤتمرا صحافيا قال فيه «لن نقبل بالعفو عما سلف»، انبرت كتلة «الأصالة» السلفية لوأد محاولات جمعية «الوفاق» لتبريد الأجواء المحتقنة مع السلطة.
وبدا واضحاً أن المملكة العربية السعودية أضحى لها نواب في البرلمان بعدما لف أعضاء الأصالة ورئيس مجلس النواب خليفة الظهراني أعلام المملكة العربية السعودية المزينة بصورة الملك السعودي حول أعناقهم خلال جلسة علنية لمجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي، وانبرى أعضاء «الأصالة» السلفية بعبارات تبجيل فاقعة للملك السعودي تبين بوضوح أن السلفيين أضحوا كتلة نيابية سعودية داخل مجلس النواب، في وقت أصدرت فيه جمعيتهم بيانا قالت فيه للوفاق «إن عار الخيانة لا يغسله بيان» وذلك ردا على بيان أصدرته «الوفاق» حثت فيه على تهدئة الأوضاع وإبعاد الحل الأمني من الساحة، تمهيداً لحوار ينطلق من المبادئ التي أعلنها ولي العهد يوم ١٤ آذار الماضي، وتأكيدها على الأخذ بمرئيات جمعيات المعارضة بخصوص الحوار في إشارة لمطلب المعارضة بانتخاب سلطة تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد.
إذاً، التحريض يستعر واليوم ينطق قضاة مجهولة أسماؤهم وأشكالهم وهم في الحقيقة ليسوا سوى ضباط من الجيش بالحكم ضد سبعة متهمين شبان، هم: علي عبد الله حسن السنكيس، قاسم حسن مطر أحمد، سعيد عبد الجليل سعيد، عيسى عبد الله كاظم علي، عبد العزيز عبد الرضا ابراهيم حسين، السيد صادق علي مهدي، وحسين جعفر عبد الكريم.
البحرينيون يتوقعون الأسوأ، خصوصا مع رؤية لوحات إعلانية ضخمة تتوسطها صورة مشنقة وكتب بجانبها لا للعفو، وبدا الخطاب الاعلامي الرسمي خطابا ألغى كل خطوط الرجعة، وفي ظل تصفيق من الموالين للنظام ورغبة عارمة منهم في رؤية الدم مجددا يسيل من المعارضين، وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أكد النائب المستقيل مطر مطر وجود قلق كبير من إعدام المتهمين السبعة في قضية مقتل الشرطيين.
ويقول مراقب سياسي رفض الكشف عن اسمه «حتى المحامون الذين يترافعون عن متهمين سياسيين معتقلين تم استدعاؤهم للنيابة العامة للتحقيق معهم واتهامهم بالتحريض وغيرها من الاتهامات المعروفة، إذاً تبدو النتيجة واضحة ستكون هناك إعدامات، خصوصا أن الحاكم العسكري غدا مزهوا بانتصاراته الوهمية ضد البحرينيين العزل، وبدا التلذذ واضحا عليهم باعتقال النساء وتعذيبهن والتحرش بهن». ويضيف «لا ينبئ هذا الوضع بخير، لكنه لن يخفض السقف السياسي للمعارضة، فمع كل قطرة دم تسقط سيكون هناك التزام اخلاقي وسياسي بعدم تضييع أية قطرة دم ضحى بها المواطنون لأجل حياة كريمة وحرة».
وفي ضوء تقرير الحكومة البحرينية المرفوع للأمم المتحدة نفت جمعية «الوفاق»، ارتباطها ببعض الأحزاب أو الجهات الخارجية، ووصفت الاتهامات لها بذلك بأنها «باطلة جملة وتفصيلا»، مشيرة إلى أن «تحركاتها السياسية نابعة من الحاجة الوطنية المحلية للإصلاح السياسي للواقع القائم في البحرين». وقالت في بيان لها: «إن ما تمر به البحرين هو تأثر بما حدث في تونس ومصر وما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا والمغرب والأردن وكل البلاد العربية ولا علاقة للخارج به بأي شكل من الأشكال».
ميدانياً، ازدادت وتيرة الاعتقالات الليلية ضد الأطباء والممرضين والطلبة، فقد اعتقل الكثير منهم، وتم تكسير مرفقات حسينيات ومساجد، وفي ضوء المعلومات بخصوص ما يتعرض له المعقتلون، تحدثت احدى المعتقلات اللواتي افرج عنهن لوكالة «فرانس برس» عن معاناتها في الاعتقال وتهديدها بالاغتصاب اذا لم تعترف بمشاركتها في الحركة الاحتجاجية في مقر عملها. وقالت «قال لي (الضابط) اعترفي بكل شيء، اذا لم تعترفي الآن سآخذك الى غرفة التحقيقات وسيجعلك الرجال تتكلمين». وذكرت هذه المعلمة انها اعتقلت في المدرسة مع معلمات أخريات من الطائفة الشيعية. وقالت ان الشرطيات كن يصفعن المعتقلات على وجوههن ويجبرنهن على إنشاد اناشيد موالية للملك والملكية. وقالت «خلال أول تحقيق، كان هناك شرطية تلطمني على عيني باستمرار».
وطلبت المعلمة من وكالة «فرانس برس» عدم الكشف عن المؤسسة التي تعمل فيها لانها تخشى استمرار استهدافها، وأشارت الى ان الشرطة هددتها بملاحقتها اذا ما تكلمت عن تجربتها خلال الاعتقال. وأشارت ايضا الى انها تشاركت الزنزانة نفسها مع عدة طبيبات وممرضات ومعلمات الى ان افرج عنها بشكل مفاجئ. وقالت انها شاهدت عند خروجها من مركز الاعتقال طالبات شابات يتعرضن للضرب بعنف اثناء اقتيادهن الى المركز. وقالت المعتقلة السابقة للوكالة «كانوا يعذبوننا نفسيا بفتح الباب لنرى قسم الرجال حيث يضربون ... كنا نسمع اصوات الشباب يضربون ويصرخون».

رضا شهيد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...