الاحتلال يستكمل عزل فلسطين: مخطط لبناء جدار على الحدود الأردنية

04-11-2013

الاحتلال يستكمل عزل فلسطين: مخطط لبناء جدار على الحدود الأردنية

ليس أحبّ على إسرائيل سوى بناء الجدران الفاصلة، وقد قررت أمس الشروع ببناء جدار جديد، ولكن هذه المرة على حدود غور الأردن. وقد سبق الجدار الجديد اثنان قيد البناء بين سيناء وإيلات وعلى حدود الجولان، وكل ذلك بعدما اكتمل بنسبة 90 في المئة جدار الفصل العنصري الذي قطع الضفة الغربية وعزلها عن فلسطين التاريخية. ويأتي هذا كله في وقت تستعد حكومة الاحتلال لطرح عطاءات بناء 1859 وحدة استيطانية جديدة قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى الأراضي المحتلة. فلسطيني يمتطي حصاناً بالقرب من جدار الفصل العنصري الذي يفصل مخيم شعفاط عن القدس المحتلة أمس (ا ب ا)
ووفق ما كشفت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم «إقامة جدار أمني في غور الاردن، فور الانتهاء من بناء الجدار على الحدود المصرية في خط مدينة ايلات، وبالتوازي، أمر نتنياهو بالإسراع في اكمال الجدار في هضبة الجولان».
وأشارت الصحيفة إلى أن جدار غور الأردن، الذي سيفصل بين الأردن والضفة الغربية على امتداد منطقة الغور، سيبنى لأسباب عدة أولها «الخلافات الشديدة والطريق المسدود الذي علقت فيه المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بما في ذلك مسألة السيطرة العسكرية في غور الاردن»، أما السبب الثاني فهو «تحسباً لطوفان اللاجئين من سوريا حيث نحو 700 ألف وصلوا الى الاردن»، فضلاً عن العمل على «اغلاق الحدود الاسرائيلية نهائياً».
ومن جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن مخطط إقامة جدار في غور الأردن «خطوة استباقية لإفشال زيارة وزير الخارجية الأميركية إلى المنطقة»، مؤكداً أن «الاستيطان غير شرعي والجدار سيزول، وأنه من دون دولة فلسطينية وعاصمتها القدس لا سلام ولا استقرار في المنطقة، وأن الإسرائيليين سيتحمّلون مسؤولية فشل المفاوضات».
وفي سياق موازٍ، كشفت منظمة «السلام الآن» الاسرائيلية أن سلطات الاحتلال طرحت عطاءات لبناء 1,859 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية قبيل زيارة كيري، متوقعة بدء العمل في بنائها فور رسو العطاءات على المنفذين.
وبحسب المنظمة، فإنه سيتم طرح عطاءات لبناء 1031 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة و828 في القدس الشرقية. واشارت المسؤولة عن ملف الاستيطان في المنظمة هاغيت اوفران، في حديث إلى وكالة «فرانس برس»، إلى أنه «في غضون بضعة اشهر سيتم اختيار العطاءات الفائزة، وسيتمكن المقاولون الذين وقع الاختيار عليهم من بدء البناء خلال اسابيع».
وقال مسؤول حكومي أن هذه الوحدات جزء من 3500 وحدة استيطانية أعلنت إسرائيل عن خطط بنائها حين أطلقت سراح 26 سجيناً فلسطينياً في إطار الدفعة الثانية من أسرى ما قبل اتفاقية أوسلو الأسبوع الماضي.
وتأتي زيارة كيري إلى المنطقة للقاء الرئيس محمود عباس «وتهدئة الجانب الفلسطيني»، وفق ما قالت مصادر لـ«السفير»، سيما وأن عباس يبحث في التوجه إلى مؤسسات دولية من أجل معاقبة إسرائيل على استيطانها غير الشرعي.
وكان كيري أعلن في القاهرة أمس أنه لا يزال متفائلاً بتوصل مفاوضات السلام الى نتيجة، إلا أنه أقرّ بالتوترات التي حدثت مؤخراً بسبب قرارات إسرائيل الاستيطانية. وقال «من دون شك فإن المستوطنات هزت رؤية الناس»، إلا أنه دعا الى اعطاء الفرصة «اللازمة لهذه المفاوضات».
ومنذ بدء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين قبل أشهر عدة، شنت اسرائيل حملات استيطانية غير مسبوقة، وأقرّت بناء أكثر من ثمانية آلاف وحدة استيطانية، أكثر من نصفها خلال أسبوع واحد.
وفي حديث إلى «السفير» قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف «ندرس الذهاب إلى كل المؤسسات الدولية ذات العلاقة سواء مجلس الأمن أو الجمعية العامة وبحسب اتفاقيات جنيف الدولية لنطالب باعتبار الاستيطان الاسرائيلي جريمة حرب»، مضيفاً «يعني ذلك أن على إسرائيل وقف هذه الجريمة ومحاكمة المجرمين». وطالب أبو يوسف وزير الخارجية الأميركي بوضع «آليات واضحة لإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان الذي سيدمّر كل شيء ويُنهي آمال السلام».
وكان ابو يوسف نفى لـ«السفير» ما تردّد عن استقالة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات والمفاوض محمد اشتيه من وفد المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، بسبب الإجراءات الاستفزازية وتكثيف الاستيطان. وبالنتيجة، ستتواصل المفاوضات بين الجانبين حتى تكمل التسعة أشهر، وهي التي بدأت في شهر تموز الماضي.

أمجد سمحان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...