الأم أغنيس فضحت الاستخبارات الأميركية

25-09-2013

الأم أغنيس فضحت الاستخبارات الأميركية

الجمل- *بقلم مهدي دريوز ناظم رؤايا- ترجمة: رنده القاسم:
لحق العار بمجموعة استخبارات الولايات المتحدة بسبب إخلاص و عزيمة راهبة مسيحية أظهرت دراستها المتواضعة لمقاطع الفيديو حول الهجمات الكيماوية السورية أنها أفلام منتجة استخدمت  جثثا معروضة. 
أولئك الذين اطلعوا على تقرير الأم أغنيس، و الفريق الدولي لدعم المصالحة في سورية، سيدركون أنه مهين لكل الاستخبارات الأميركية التي  اعتمدت مقاطع فيديو مريبة لا يمكن التعويل عليها من أجل دراسة واعية  و لا حتى من قبل هاو.
ما من أحد ينكر استخدام أسلحة كيماوية، غير أن حكومة الولايات المتحدة الفيدرالية و التيار الرئيسي في وسائل الإعلام في أميركا و الدول الحليفة لها مارسوا لعبة قذرة باعتبار رفض الاتهامات الموجهة للحكومة السورية حول استخدام أسلحة كيماوية موازيا لإنكار استخدام أسلحة كيماوية على الإطلاق.  و عن عمد تم خلط الموضوعين لأجل تشويش الرأي العام، و السؤال هو من استخدم الأسلحة الكيماوية؟
و لكن قبل المتابعة أود الإشارة الى أن مجموعة استخبارات الولايات المتحدة شبكة ضخمة تمتلك مصادر تكنولوجية هائلة، و تمويل ضخم و قوى بشرية كبيرة. إنها تجمع كل أجهزة الاستخبارات في حكومة الولايات المتحدة ، و هي ست عشرة وكالة استخبارات.
من بين تلك الوكالات واحدة تابعة لوزارة المالية، و أخرى لوزارة الخارجية الأميركية، و اثنتان لأمن الوطن، و اثنتان لوزارة العدل الأميركية، و واحدة لإدارة الطاقة الأميركية، و ثمانية للبنتاغون، و أخيرا وكالة الاستخبارات المركزية CIA  المعتمدة من قبل إدارة حكومة الولايات المتحدة.
و مع ذلك، لم تستطع هذه الهيئات العملاقة رؤية ما رأته الأم أغنيس مريم و تقديمه للأمم المتحدة. فعمل وكالات مجموعة استخبارات الولايات المتحدة هو فحص هذه الأفلام و المصادقة عليها، غير أنها فشلت اما في خدمة السياسة الخارجية الأميركية، أو في إظهار الحرفية أو في الاثنين معا.و عوضا عن ذلك  اعتمدت على مقاطع من سورية كوسيلة لإثبات أن أسلحة كيماوية استخدمت في الغوطه الشرقية في ضواحي دمشق، و أن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية الهجمات الوحشية.
اختارت مجموعة الاستخبارات الأميركية ثلاثة عشر مقطع فيديو استخدمتها ادارة اوباما في قضيتها ضد الحكومة السورية، و هي أفلام بحاجة الى التدقيق بعناية.
ركز وزير الخارجية الأميركية جون كيري كثيرا على أفلام الفيديو خلال كلمته أمام الصحفيين في الثلاثين من آب 2013 ، و بشكل ملحوظ استخدم كلمات مثل "أعيننا" و "مشاهداتنا"، بل انه طلب أن يشاهد الجميع هذه الأفلام، و كان عليه أن يكون أكثر حذرا في كلامه و أن يقرأ دراسة الأم أغنيس.
بلا شك سيوجد من يرفض حقيقة غياب جثث لأشخاص بالغين إلى جانب جثث الأطفال، ما من آباء، و خاصة أمهات، قدموا للمطالبة بأبنائهم. أين الآباء؟ في السياق الثقافي هذا أمر غريب جدا. فمن غير الممكن أن يقوم الآباء، و خاصة الأمهات، بترك أبنائهم وحدهم دون أن يهرعوا إلى أماكن جثثهم.و اذا لم يكن الآباء قد قتلوا، فأين هم؟ و إذ كان الآباء ، و خاصة الأمهات مع أبنائهم ، إذن أين جثثهم؟
في أحد الأفلام التي قيل بأنها لأجساد ميتة، أمكننا رؤية بعض الجثث محقونه بسائل غير معروف، لماذا؟
و ألقى تقرير الأم أغنيس الضوء على حقيقة عدم وجود تشييع شعبي أو إعلان عن الأطفال الميتين و هو أمر مناف للمعايير الثقافية و الدينية.
في مشهد للدفن ، فقط ثمانية أشخاص دفنوا و ثلاثة منهم كانوا بلا كفن أبيض. فهل قتل أولئك الأشخاص على يد المتمردين و دفنوا دون طقوس لائقة كاشارة الى الازدراء؟
و الأكثر من ذلك، بقيت هويات الأموات مكتومة بشكل متين، و هناك الكثير مما يمكن قوله عن هذا الموضوع و يجب ألا يغيب أبدا عن الذهن.
و أشارت الأم أغنيس إلى غياب صوت سيارات الإسعاف و الى أن الشهادات استخدمت أفرادا قالوا بأنهم شموا رائحة المواد الكيماوية المستخدمة، و لكن غاز السارين عديم الرائحة ، مما يثير الشكوك حول الشهادات.
حتى و ان رفض احدهم بعض النقاشات في تقرير الأم أغنيس، تبقى هناك ملاحظات لا يمكن تجاهلها و تقود المرء الى استنتاج مفاده أن المشاهد التي اختارتها مجموعة استخبارات الولايات المتحدة عمل مسرحي.
بعض من الجثث وضعت أو عرضت كمشاهد يفترض أنها في أماكن أخرى، نفس الأجساد لنفس الأطفال عرضت في مواقع مختلفة.و هناك مشاهد إضافية تمنح انطباعا مغايرا تماما لمقاطع الفيديو التي اختارتها مجموعة الاستخبارات الأميركية لادراة أوباما ، أو أنها تظهر بأن الأطفال قد نقلوا من مكان الى آخر.
فظاعات كثيرة وقعت في سورية ، بما فيها الهجوم الكيماوي في الغوطة الشرقية، و مع ذلك تبقى هناك أسئلة كثيرة بحاجة للإجابة.
ففي الرابع من آب 2013  وقعت مذبحة في اللاذقية و لم يتم ذكرها، و لم يقم التيار الرئيسي لوسائل الإعلام في الولايات المتحدة  أو الدول الحليفة بتغطية الخبر أو حتى ذكره، ببساطة لأن من غير المناسب تغيير الأجنده في سوريه.
ذكرت الدراسة أن أقارب الأطفال الذين اختطفهم المتمردون المدعومون من الغرب بدأوا التعرف على هوية أقاربهم في أفلام الفيديو. انه مشهد مشؤوم ذاك الذي يقول بأنه تمت المتاجرة بأجساد هؤلاء الأطفال من أجل فتح المجال لتدخل عسكري أجنبي في سورية.
و بغض النظر عن الموقف الذي يتخذه المرء من سوريه، فان المسؤولية تحتم تحليل هذه الأفلام المزعومة عن الهجوم الكيماوي و الانتباه الى الملاحظات في تقرير الأم أغنيس.


*كاتب المقال عالم اجتماع و مؤلف حائز على جائزة التحليل الجيوسياسي.
تُرجم عن موقع The 4th Media

الجمل

التعليقات

شكرا" لك أيتها الأم أغنيس المحبة لسورية والمدافعة عن الحقيقة اللعنة كل اللعنة لكم يامجرمين ياقتلة الطفولة في سورية سورية ستنتصر وستعود بإذن الله

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...