الأسد في خطاب القسم: على إسرائيل تقديم ضمانات قبل التفاوض

17-07-2007

الأسد في خطاب القسم: على إسرائيل تقديم ضمانات قبل التفاوض

أدى الرئيس بشار الأسد قبل ظهر اليوم القسم الدستوري أمام مجلس الشعب لولاية دستورية جديدة اعتبارا من السابع عشر من تموز 2007 ولمدة سبعة أعوام ميلادية وذلك وفقا لأحكام المادة 90من دستور الجمهورية العربية السورية.
وقال الرئيس بشار الأسد فى كلمته بعد أداء القسم الدستوري أمام مجلس الشعب.. كان عهدي للمواطنين على امتداد وطننا الحبيب ان أكون عند قدر خيارهم وأحمل المسؤولية الكبرى وأن أتمثل أخلاقياتها وأن أوفي الشعب حبه وتأييده بالمزيد من الإرادة والعمل  من أجل تحقيق تطلعاته وان أبادله ثقته ووفاءه بالارتقاء بالأداء والفعل الى تلك المكانة التي يستحقها وان أبادله صموده وصلابته بالعطاء وبذل كل الجهد فى سبيل صون مصلحة الوطن والمواطنين . 
 وقد أكد الرئيس الأسد.. أن مظاهر المحبة التي عبر عنها شعبنا بمناسبة الاستفتاء على ولاية دستورية جديدة هو تعبير بالغ الدلالة على سمو العلاقة الوجدانية التي نعيشها فى سورية وإفصاح عن تلك الإرادة الشعبية في استمرار نهجنا الوطني والقومي وتجسيد للوحدة الوطنية .
وأضاف.. أن شعبنا لايزال يحتضن مشروع الأمة الواحدة مشروع نهضتها واستقلالها ولايزال الداعم الفعلي لكل من يحمل هذا الفكر ويُجسد هذا المشروع وهو يرفض لاجل ذلك فكر التفريط والاستسلام وفكر الانغلاق والجمود ويتصدى لمشاريع التفتيت والتقسيم مهما اتخذت من عناوين براقة .
وقال الرئيس الأسد ..ترسخت لدى قناعة لا تتزعزع بان ما يحفظ سورية وما يصون استقرارها ليس الثروات والإمكانات المادية على أهميتها بل التراث المعنوي الغنى بجوانبه وقيمه المختلفة لاسيما الجانب  القومي بالإضافة الى المواقف السياسية السليمة .
وعبر الرئيس بشار الأسد عن حرصه على بناء علاقة بالشعب على أسس ثابتة من الوضوح والشفافية بحيث تكون المعطيات الأساسية التي تبنى عليها سياساتنا بين أيدي الجميع وكذلك المبررات التي نستند إليها فى قراراتنا والمعوقات التي تعرقل  تنفيذها .
وأضاف الرئيس الأسد.. كنت حريصا على احترام الشعب من خلال حرصي على الصراحة والوضوح معه انطلاقا من قناعتي بأن إنجاز أي أمر مرهون بمجموعة مركبة من العوامل والاعتبارات يأتي فى مقدمتها الدعم الشعبي للتوجه المطروح .
وقد أكد الرئيس بشار الأسد فى كلمته أن التحديات التي واجهتها سورية بمقدار ما استفزت إمكانياتها وقواها جعلتها أصلب عودًا واكثر قدرة على المواجهة .
وقال الرئيس الأسد..أن هذا ماكان ليتحقق لهذه الدرجة من الثقة والثبات لولا متانة مجتمعنا الذي صقلته التجارب والتحديات خلال العقود الماضية وأضاف ..إلى خصاله التاريخية ميزة الوعي الوطني والقومي العميق والرؤية البعيدة الصائبة التي كانت بالنسبة لي السند الذي اعتمدُ عليه والبوصلة التي اهتدي بها .
 وقد أكد الرئيس بشار الأسد فى كلمته ..أن الأولوية الواضحة من خلال التواصل المباشر مع شعبنا فى قطاعا ته المختلفة هي الهم المعاشي لذلك تم إيلاء هذا الجانب الاهتمام الأكبر مع الحرص على إصدار القرارات الخاصة بزيادة الرواتب والأجور كلما توفرت الإمكانات لذلك وهو ما سنستمر فيه وفق نهج مدروس .
وقال كان قرارنا الاستراتيجي يقضي بضرورة بناء أسس متينة للاقتصاد الوطني تلامس مختلف أوجهه كى نتمكن من تحسين المستوى المعاشي للمواطنين بصورة جدية ومستدامة مع الحفاظ على المكتسبات التي تحققت لشرائح واسعة وتعزيزها .
وقد أكد  الرئيس بشار الأسد فى كلمته أننا نؤمن أن الديمقراطية ليست جانباً واحداً فقط ..وإنما هي أداة من أجل التطوير والازدهار وهذه الأداة تحتاج الى إعداد وظروف تتم تهيئتها لخدمة هذا الهدف .
وقال الرئيس الأسد ..نتطلع الى إنجاز عدد من الخطوات التطويرية فى المرحلة القادمة التي نراها فى غاية الأهمية فى تدعيم بنائنا الوطني وفى مقدمتها إصدار قانون للأحزاب السياسية يعزز المشاركة السياسية ويرفد الحياة الديمقراطية .وأضاف الرئيس .. نعمل على إيجاد حل موضوعي لإحصاء عام 1962 الذي حالت بعض الظروف دون إصداره .
أضاف الرئيس الأسد .. قمنا بإنجاز عدد من الخطوات لتطوير البنية السياسية من خلال تطوير تجربتنا  الديمقراطية بإتجاه توسيع المشاركة السياسية وإتاحة المجال لكل الطاقات الوطنية للأسهم فى البناء الوطني حيث تم تطوير ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية وتفعيل عملها وإفساح المجال واسعاً أمام الأحزاب الجبهوية لممارسة دورها في قيادة الدولة .
وقال الأسد فى كلمته.. أن العام 2007 هو عام مصيري وأن الأشهر المتبقية من هذا العام ستحدد مصير ومستقبل المنطقة وربما العالم كله .
 
وأضاف الرئيس الأسد.. أن الضغوط الشديدة التي مورست على بلادنا ومحاولة التدخل فى شؤوننا الداخلية بهدف كسر إرادتنا ودفعنا للتخلي عن حقوقنا وثوابتنا اضطرتنا إلى إعادة  ترتيب العديد من أولوياتنا وتعبئة الكثير من مواردنا فى سبيل مواجهتها تُحمل معها مواطننا العبء الأكبر والمباشر فيها وقدم بصبر وعزيمة كل ما لديه فى سبيل رفعة وطنه وكرامته .
وأضاف.. أن أمام سورية مهام واسعة فى المستقبل تحتاج إلى تكثيف جميع الإمكانات لإنجازها واعتبارها مرتكزات عملنا الوطنية فى مقدمتها إيلاء الأجيال الناشئة كل الاهتمام والرعاية عبر تحصينهم ماديا ومعنويا والاهتمام بمستقبلهم العملي والمهني ووضع قضية البطالة التي تؤرق الأجيال فى أولوية اهتماماتنا فى المرحلة القادمة .
وقال الرئيس الأسد انه بالتوازي مع الانفتاح الواسع الذي نسير به فى سورية علينا العناية بتنشئتهم وثقافتهم وتعليمهم وترسيخ الملامح العربية الأصيلة فى شخصيتهم لكي يكون انفتاحنا إيجابيا وبناء .
أضاف انه كمهمة ثانية لابد من استكمال الظروف الملائمة لتشجيع الاستثمارات وتنويعها وتوجيهها بإتجاه القطاعات الواعدة فى بلادنا وتجاوز جميع المعوقات البيروقراطية .
وقال الرئيس بشار الأسد.. إن الأحداث المأساوية التي تضرب منطقتنا وشعوبنا باتت جزءا من المشهد اليومي لاسيما فى العراق وفلسطين ولبنان فبتنا على قناعة بأن المجتمع الدولي يفتقد للإرادة الجدية فى تنفيذ قراراته وتحمل مسؤولياته عندما يتعلق الأمر بحقوقنا وقضايانا لان هنالك قوى كبرى تتحكم بمصيره .
وأضاف  الرئيس فى كلمته ان الحديث عن التطوير الإداري يقودنا الى الحديث عن الفساد الذي يعتبر محط
اهتمام الناس فى بلدنا لتأثيره المباشر وغير المباشر على الحياة الاجتماعية ولتحوله الى معوق للإصلاح .
وأشار الرئيس الأسد الى ان مكافحة الفساد تحتاج الى آليات ناجعة وشاملة تمتد الى تحسين آليات المراقبة وتطوير الأعلام والمشاركة المجتمعية الى الأمام مؤكدا ان العقوبة والمحاسبة هي آلية مهمة لكنها ليست كافية .
قال  الرئيس بشار الأسد سمعت فى الاونة الأخيرة عن نية إسرائيل باستئناف عملية السلام على المسار السوري فلذلك فإننا نؤكد مرة أخرى ثباتنا على مواقفنا واستعدادنا للسلام العادل والشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية كمقدمة لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة .
أضاف الرئيس الأسد وفى حال أبدى الطرف الإسرائيلي التزامه الصريح والواضح فى ذلك فنحن مع استئناف التفاوض لتحقيق المبدأ الأساسي الذي نظم العملية من الأساس وهو الأرض مقابل السلام بما يضمن استعادة الجولان كاملا .
دعا  الرئيس بشار الأسد فى كلمته الى ايلاء اللغة العربية المرتبطة بالتاريخ والثقافة كل الاهتمام والرعاية كي تعيش فى مناهجنا وأعلامنا وتعليمنا كائنا حيا ينمو ويتطور ويزدهر ويكون فى المكانة التي يستحقها جوهرا لانتمائنا القومي وكي تكون قادرة على الاندماج فى سياق التطور العلمي والمعرفي فى عصر العولمة والمعلومات لتصبح أداة من أدوات التحديث ودرعا متينا فى مواجهة محاولات التقريب والتشويش التي تتعرض لها ثقافتنا .
وقد أكد الأسد فى كلمته على أهمية تفعيل دور المرأة وإفساح المجال واسعا أمامها لتكون عضوا فاعلا فى مختلف المجالات .
وقال نريد من المرأة ان تدخل بإمكانياتها لقناعة الناس بدورها الأساسي مشيرا الى ان هذا الموضوع مرتبط بتطور المجتمع لأنها  جزء منه .
وصف  الرئيس بشار الأسد فى كلمته ما نسمعه عن تراجع دور الدولة وضعف دورها بالنسبة للشرائح الاجتماعية والتحضير لإلغاء الدعم بأنه تشويش وإشاعات وعدم معرفة .
قال الرئيس بشار الأسد فى كلمته.. ان ما نشهده فى العراق من ماس وطنية وإنسانية فى ظل عجز قوات الاحتلال عن توفير الحد الأدنى من الآمن ينبغى ان يكون درسا بليغا لكل من يتجاهل حقائق المنطقة أو يعتقد ان الاستقرار يمكن ان يتحقق على أيدي القوات الأجنبية .
 واكد الرئيس الأسد ان مفتاح الحل يكمن فى تحقيق المصالحة الوطنية على  أرضية الحوار الذي يشارك فيه جميع العراقيين على أساس وضع جدول زمني لانسحاب قوات الاحتلال .
وقال الرئيس الأسد أننا فى سورية نؤكد تضامننا مع شعبنا العراقي فى محنته ووقوفنا إلى جانبه وتقديم كل عون ممكن له .
وقد أعرب الرئيس بشار الأسد فى كلمته عن أمله فى ان يتم اللقاء بين الأشقاء الفلسطينيين على مشروع وطني فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي مؤكدأً استعداد سورية للقيام بواجبها وبذل كل جهد ممكن مع الأشقاء من اجل الوصول إلى هذه الغاية .
أكد الرئيس بشار الأسد فى كلمته .. ان سورية بذلت فى المرحلة الماضية كل جهد لتحقيق الحد الأدنى من التضامن
العربي وستسعى كي تكون المرحلة القادمة مرحلة التضامن بين العرب .
وقال الرئيس الأسد.. سنعمل حتى يكون مؤتمر القمة العربية القادم فى دمشق محطة هامة من محطات التضامن بين الأشقاء العرب .

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...