إسرائيـل تهـدّد بضـرب الحريـة ـ 2

أعلن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس، أمس، أن قوات الاحتلال تستعد لمنع «أسطول الحرية 2» من الوصول إلى قطاع غزة المحاصر أواخر حزيران الحالي، كما أنها تستعد لمنع مسيرات العودة الفلسطينية، على مختلف الجبهات اللبنانية والسورية والاردنية.
وفي قطاع غزة، أحيا زعماء حركة حماس الذكرى السنوية الأولى للهجوم الدموي على «أسطول الحرية 1» بإزاحة الستار عن نصب تذكاري لتسعة أتراك قتلهم كوماندوس إسرائيلي. وحض رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية منظمي «أسطول الحرية 2» على الإبحار إلى غزة لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
ونقل مسؤول إسرائيلي عن غانتس قوله، أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، «إننا نستعد للقافلة وفقا لأوامر الحكومة الإسرائيلية». وأضاف «نستعد لمنعها».
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الكوماندوس الإسرائيلي يراجع أساليب تدخله بعد غارة 31 أيار 2010 على سفينة «مرمرة» التركية التي تسببت في توتر العلاقات مع تركيا وأثارت انتقادات دولية.

وقال «إن منظمي قافلة سفن (أسطول الحرية 2) يسعون إلى إثارة الكراهية والاستفزازات تجاه إسرائيل، ولا يفعلون ذلك من منطلق رغبتهم في تقديم المساعدة لسكان قطاع غزة، لأنه لا توجد أزمة إنسانية بغزة، وأن المئات من الشاحنات التي تحمل المواد الغذائية والمعدات المختلفة تدخل يوميا إلى غزة».
وأعلن غانتس أن «إسرائيل ستتصدى بقوة لمسيرات العودة من خلال تدريب قواتها وبلورة أساليب العمل الملائمة والتزود بالوسائل والمعدات لحماية حدودها». وأكد أن الجيش الإسرائيلي يجري استعداداته تحسبا لانطلاق تظاهرات شعبية كبيرة في الضفة الغربية وغزة والحدود مع سوريا ولبنان.
وأوضح غانتس أن الجيش استخلص العبر من أحداث ذكرى النكبة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الشارع العربي أصبح عنصرا مهما في منطقة الشرق الأوسط بعد المتغيرات الأخيرة.
ونقلت «يديعوت احرونوت» عن غانتس قوله «هناك لاعب جديد في الشرق الأوسط: الشارع». وأضاف «إن الجيش الإسرائيلي تعلم الدروس من أحداث يوم النكبة، ويعرف انه قد يجد نفسه يواجه احتجاجات شعبية واسعة النطاق في الأشهر المقبلة». واشار الى ان قوات الاحتلال تستعد لتظاهرات في غزة و«حدود» اسرائيل عبر تدريب قوات خاصة.
واستبعد غانتس ان تفتح سوريا جبهة مع اسرائيل من اجل تحويل الانتباه عن التظاهرات في داخلها. وقال إن الرئيس السوري بشار «الأسد لا يملك أي فكرة اليوم حول كيف ستصبح سوريا الأسبوع المقبل أو ما بعده. هذا الأمر يقلقه بالتأكيد كما يقلقنا». واعتبر أن «حزب الله» متورط إلى حد ما بما يحصل في سوريا.
وفي غزة، قال هنية، خلال حفل إزالة الستار عن نصب «صرح وميدان شهداء أسطول الحرية» في مرفأ الصيادين غربي غزة، «في الذكرى الأولى لشهداء أسطول الحرية 1 ندعو منظمي أسطول الحرية 2 لأن يواصلوا تنظيمه ويتقدموا ويخوضوا من اجل غزة وأطفالها وإنهاء الحصار». وأضاف «نتوقع أن يقضي أسطول الحرية 2، حيث يصل أو لا يصل، على ما تبقى من آثار الحصار والسياسة الدعائية للاحتلال».
وأكد أن «لا شرعية للحصار». وقال «غزة لم تعد محصورة في لون أو دين، يدخلها العربي والمسلم واليهودي والمسيحي بأمن وأمان من اجل تقديم رسالة التضامن مع العالم».
وتطرق هنية إلى القرار المصري بفتح معبر رفح الحدودي في شكل دائم، مؤكدا أنه «لا عبث بالأمن المصري». ودعا أبناء الشعب الفلسطيني إلى دعم واحترام سيادة مصر وأمنها و«عدم القيام بأي شيء يمكن أن يؤثر على إعادة فتح المعبر»، أضاف «نؤكد لأشقائنا بمصر أن أمنكم أمننا، واستقراركم استقرارنا من اجل إزالة الحصار وتحرير الأرض واستعادة الحقوق».
وأعلن مسؤول هيئة الإغاثة التركية الإسلامية محمد كايا أن «أسطول الحرية 2» سينطلق في حزيران الحالي إلى غزة بمشاركة «1500 متضامن من 100 دولة». وقال «اعتقد الصهاينة أنهم سيقتلون من أراد نصرة فلسطين، وأقول لهم: هؤلاء لا تخيفهم التهديدات، الأسطول آت، وحتما سنعود للقدس ونصلي في المسجد الأقصى معا».
ثم أزاح هنية وكايا الستار عن النصب التذكاري الذي تتخذ قاعدته شكل تسعة أشرعة يحمل كل منها اسم احد الناشطين الأتراك الذين قتلوا خلال الهجوم الدموي الإسرائيلي على أسطول الحرية في 31 أيار 2010. وتحمل هذه الأشرعة مجسما للكرة الأرضية.

المصدر: السفير+ وكالات