أولمرت يحترم الأسد والسياسة السورية

18-09-2007

أولمرت يحترم الأسد والسياسة السورية

بعد حوالى شهرين من التوتر وأسبوعين من التعتيم حول الخرق الجوي الإسرائيلي للأجواء السورية، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، أمس، أنه معني بالتفاوض مع دمشق إذا توافرت الظروف المناسبة، مشددا على أنه يكن الكثير من الاحترام لسوريا ورئيسها بشار الأسد، معتبرا أن الإسرائيليين غير خائفين من إيران »لكننا قلقون».
وشدد أولمرت، خلال لقاء مع ممثلي الصحافة الناطقة بالروسية في إسرائيل، على «أننا نريد صنع السلام مع الجميع. إذا نضجت الظروف فنحن على استعداد لصنع السلام مع سوريا من دون شروط مسبقة، ومن دون مطالب إنذارية. أنا أقدر جدا، وأحترم جدا الزعيم السوري، الرئيس الأسد والسياسة السورية».
ويشكل كلام أولمرت هذا أول حديث له صلة بالشأن السوري منذ «النشاط الجوي» الإسرائيلي قبل حوالى الأسبوعين شرقي دير الزور. ومع ذلك بقي أولمرت على صمته، ورفض الإجابة عن سؤال حول هذا النشاط.
واعتبر معلقون إسرائيليون أن أولمرت بحديثه هذا عمد إلى محاولة تبريد الأجواء الساخنة التي ثارت في أعقاب الطلعة الجوية شرقي سوريا. وأشار اولمرت إلى أن السوريين يعانون «من مشاكل داخلية، ولكن ليس لدينا سبب لرفض الحوار مع سوريا».
وتحدث أولمرت كذلك عن الخطر الإيراني، معتبرا أن الرئيس الإيراني محمود «أحمدي نجاد يحاول انتاج سيكولوجية الخوف، وذلك من أجل
الدولية بأن الوقت بات متأخرا لأنه أصبح يمتلك سلاحا، وهو بذلك يحاول إقناع الأسرة الدولية بالدخول معه في مفاوضات، وهنا تكمن المبالغة. إننا لا نخاف، لكننا قلقون. ومع ذلك لا ينبغي أن نفقد صبرنا».
واللافت أنه شارك في اللقاء مع ممثلي الصحافة الإسرائيلية الناطقة بالروسية وزير الشؤون الاستراتيجية أفيغدور ليبرمان الذي آثر الحديث عن الشأن الفلسطيني وصواريخ القسام، معتبرا أن الحل الإسرائيلي للقسام ليس سياسيا بل عسكري، وهذا واضح له ولرئيس الحكومة.
الى ذلك، طالبت رئيسة كتلة «ميرتس» في الكنيست الإسرائيلي زهافا غالئون «بوضع رئيس الحكومة أمام واجباته، بإبلاغ لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أو أي من لجانها الفرعية، بأي عمل استثنائي يقوم به الجيش الإسرائيلي».
واعتبرت غالئون، في رسالة وجهتها إلى كل من المستشار القضائي للحكومة ميني مازوز ورئيس لجنة الخارجية والأمن تساحي هنغبي، في أعقاب الصمت المفروض على «النشاط الجوي» فوق سوريا، أنه من واجب الكنيست مراقبة كل فعل إسرائيلي خلف «الحدود»، إلا أن طلبها استفز زعيم حزبها، يوسي بيلين، الآتي من حزب «العمل»، موضحا «أنه لا مكان للكشف عن تفاصيل سرية».
وقالت غالئون، في رسالتها، انه «في ضوء التقارير من مصادر أجنبية، والتعتيم المطلق المفروض في إسرائيل على ما جرى أو لم يجر، فإنني أطالبك بأن تضع رئيس الحكومة أمام واجباته بإبلاغ لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أو أي من لجانها الفرعية، بأي عمل استثنائي يقوم به الجيش الإسرائيلي».
وأضافت غالئون أنه من واجب الكنيست مراقبة نشاطات الجيش الإسرائيلي «خلف الحدود، إن لم يكن سلفا، فعلى الأقل بعد حدوثها». وأشارت إلى أنه إذا لم يقم أولمرت بإبلاغ لجنة الخارجية والأمن عما جرى فإن اللجنة «تغدو نادي أصدقاء، يستمعون فيه إلى تقارير من دون أي قدرة على المراقبة الفعلية».
ولفتت غالئون نظر المستشار القضائي للحكومة إلى توصيات كل من «لجنة فينوغراد» بشأن حرب لبنان الثانية ولجنة روبنشتاين حول المراقبة البرلمانية للمؤسسة الأمنية. وأشارت إلى أن لجنة روبنشتاين قررت أنه ينبغي لأعضاء لجنة الخارجية والأمن أن يطلعوا على فعاليات المجلس الوزاري السياسي الأمني، كي تتوفر لهم القدرة على المراقبة. وشددت، في ختام رسالتها، على أنه «من الحيوي وجود هذه المبادئ الدستورية واحترامها، بعيدا عن مقدار الحكمة، الفائدة أو النجاح الذي تنسبه الحكومة لهذا العمل العسكري أو ذاك».
وقد أعرب بيلين، العضو في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، عن أسفه لقيام غالئون بإرسال هذه الرسالة. وقال، للإذاعة الإسرائيلية، انه لا يرى مبررا لهذا الانتقاد، لأنه لا يصح كشف النقاب عن تفاصيل سرية، موضحا «لو أنــــني اعتقدت أنه في هذا السياق حدث أمــــر غير صحيح لاتخذت الوســــائل التـي تحت تصرفي كعضو في اللجنة».
وأوضحت غالئون لاحقا للصحافيين أنه بسبب التعتيم الرسمي فقد تضررت جدا العلاقة الدقيقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
وشددت على أنها لا تطالب بإبلاغ اللجنة سلفا بما جرى، لكنها تطالب بإبلاغها عن الأمر الآن، حتى لو بقيت السرية مفروضة على العموم.
من جهته، قال المدير العام السابق لوزارة الخارجية الاسرائيلية الــــون لئيل، ان الغارة الاسرائيلية على سوريا كانت «عملية بالوكالة لصالح الولايات المتحـــدة»، مضـــيفا ان وزيرة الخارجية الاميركية كونــــدليسا رايس «ستصل إلى اســـرائيل لتشكرنا على هذه الغارة».
من جهة أخرى، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن تقرير بثه موقع «آثار إيران» الإلكتروني على الإنترنت، أن 600 صاروخ إيراني من طراز «شهاب 3» مصوبة نحو أهداف داخل إسرائيل في حال تعرض طهران أو دمشق لهجوم.
في سيول، رفض وزير خارجية كوريا الجنوبية سونغ مين سون التقارير التي أوردتها وسائل إعلام اميركية وبريطانية، ومفادها أن بيونغ يانغ ربما تكون تساعد دمشق على بناء منشأة للأسلحة النووية. وقال سونغ «لا احد يقدم أدلة ثابتة عندما يتكلم عن الصلات المشبوهة بين كوريا الشمالية وسوريا». وأضاف «إذا كانت سوريا تلقت معدات نووية من كوريا الشمالية، فيجب أن يكون لديها مرفق لتخزينها، وعلى حد علمي، فإن سوريا لا تملك مرفقا (للتخزين) النووي». وأشار إلى التناقض في التقارير الإعلامية حول مستوى التعاون بين بيونغ يانغ ودمشق.
ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية عن مسؤول في وزارة الخارجية، أن الصين قررت تأجيل جلسة المحادثات السداسية التي كانت ستعقد غدا إلى موعد لم تحدده، مرجحا أن تكون الاتهامات الموجهة إلى كوريا الشمالية بمساعدة سوريا نوويا وراء هذا التأجيل.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...