أوكرانيا: حملة عسكرية جديدة تنهي الهدنة

02-07-2014

أوكرانيا: حملة عسكرية جديدة تنهي الهدنة

يبدو أن المساعي الهادفة الى تمديد وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، قد فشلت، بعدما سارعت القيادة السياسية في كييف إلى إصدار الأوامر لقواتها المسلّحة بتصعيد الحملة العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس، في تطور قابله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموقف حاد، حين أكّد فشل نظام آحادية القطب، مشدداً على أن روسيا لم يكن في وسعها ترك سكان شبه جزيرة القرم يواجهون هجمات «المتعصّبين الأوكرانيين» أو السماح لحلف شمال الأطلسي بالوصول إلى قاعدة سيفاستوبول ليغيّر موازين القوى في البحر الأسود.
ولم تكد تمضي ساعات على إعلان الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو أنه لن يجدد مهلة وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا وجنوبها، حتى خرج رئيس البرلمان الأوكراني ألكسندر تيرتشينوف ليعلن عن حملة عسكرية شنّتها القوات الحكومية مجدداً ضد انفصاليين موالين لروسيا في منطقة دونباس التي تسعى للاستقلال عن سلطات كييف.
بدوره أشار المتحدث العسكري الأوكراني ألكسي دميتراشكوفسكي إلى أنه «بعد خطاب الرئيس انطلقت عملية مناهضة الإرهاب»، مضيفاً «أطلقنا القذائف ونفّذنا غارات جوية على نقاط إستراتيجية للإرهاببين وأماكن تجمّعهم».استراحة محارب مؤيد لروسيا وسط مدينة دونيتسك أمس (أ ف ب)
وأشار إلى أن المتمردين أطلقوا النار على طائرة من طراز «سوخوي ـ 25» وألحقوا بها أضراراً، ولكن الطائرة تمكنت من الهبوط بسلام في قاعدتها الجوية، نافياً ما ذكره الانفصاليون عن إسقاط مروحية عسكرية. لكنه أقرّ، برغم ذلك، بمقتل جندي أوكراني وإصابة 17 خلال هجمات للمتمردين على مواقع أوكرانية يوم أمس.
وفي مقابل هذا التصعيد الميداني، رفع بوتين سقف مواقفه مجدداً إزاء التطورات في أوكرانيا، إذ تساءل خلال لقائه سفراء روسيا ومندوبيها في الخارج يوم أمس في موسكو: «أي رد فعل كان شركاؤنا يتوقعون منا حيال الأحداث في أوكرانيا؟ طبعاً لم يكن لدينا الحق في ترك سكان القرم وسيفاستوبول ليواجهوا ممارسات المتعصبين القوميين الأوكرانيين، ولا يحق لنا السماح بتقييد وصولنا إلى حوض البحر الأسود... واعتقد أن قوات الناتو كانت ستأتي بسرعة ليتغير بذلك ميزان القوى بشكل جذري في البحر الأسود»، ما يعني أن «كل ما حاربت من أجله روسيا منذ عهد بطرس الأكبر، وربما قبل ذلك، كان من شأنه عملياً أن يُشطب».
واعتبر الرئيس الروسي أن الأحداث في أوكرانيا أظهرت أن «النظام أحادي القطب فشل وأن العلاقات مزدوجة المعايير مع روسيا لا تعمل»، مشيراً إلى أن شعوباً ودولاً تعلن عن عزمها تقرير مصيرها بنفسها والحفاظ على هويتها الثقافية والحضارية، ما يتناقض مع محاولات بعض الدول التمسك بسيطرتها في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية.
لكنه تابع قائلاً «أتمنى أن تنتصر البراغماتية... يجب التخلص من السعي لجعل العالم ثكنة عسكرية وإملاء قوانين للحياة والمجتمع، ويجب في نهاية المطاف بناء العلاقات على أساس متكافئ والاحترام المتبادل ومراعاة المصالح... حان الوقت للاعتراف بحق الآخر ليكون مختلفاً، حق كل بلد في بناء حياته حسب رؤيته وليس بإملاء من أحد».
من ناحية ثانية، قال بوتين «نحن كلنا في أوروبا في حاجة إلى شبكة أمان لتجنب عدوى الأحداث العراقية والليبية والسورية، وللأسف يجب أن أذكر أيضاً الأوكرانية». كما وصف الضغوط الأميركية على فرنسا في ما يخص صفقة بيع سفينتي «ميسترال» لروسيا بأنها «استفزاز».
في السياق، أعلن مندوب روسيا في حلف «الناتو» ألكسندر غروشكو، أن الإجراءات التي يتخذها الحلف لحماية الدول الأعضاء فيه مبالغ فيها.
وقال إن روسيا ستقيّم نوايا «الناتو» استناداً إلى خطواته وليس إلى أقواله، معتبراً أنه «لا توجد أي أسباب حقيقية لإظهار العضلات بالقرب من حدودنا»، أكد أن «لا أحد يهدد دول الناتو»، حسبما نقلت «روسيا اليوم».
في المقابل، أشار تيرتشينوف، إلى المعارك في جنوب وشرق أوكرانيا، بالقول «يمكنني إبلاغكم انه في الصباح تجددت العملية المناهضة للإرهاب. تنفذ قواتنا المسلحة هجمات على قواعد إرهابية ونقاط تفتيش». وكان الرئيس الأوكراني أعلن في وقت سابق أنه لن يجدد وقف اطلاق النار الرامي لاتاحة الفرصة لإجراء محادثات سلام مع المتمردين واتهمهم بعدم احترام وقف اطلاق النار وعدم الالتزام بخطة السلام التي أعلنها.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...