أوباما وروحاني: تعاون إقليمي وتسريع الحل النووي

28-09-2013

أوباما وروحاني: تعاون إقليمي وتسريع الحل النووي

استكملت إيران والولايات المتحدة تقاربهما النيويوركي أمس، بعد إعلان الطرفين عن اتصال هاتفي هو الاول من نوعه بين زعيمي البلدين منذ الثورة الإسلامية في إيران، وذلك غداة اللقاء الذي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجمع في لقاء مغلق وزيري خارجية البلدين محمد جواد ظرف وجون كيري، في إطار التفاهمات النووية الآخذة بالتبلور بين البلدين وانفتاح ديبلوماسي يقوده روحاني، قد تتسع تداعياتها لتطال العديد من القضايا المشتركة الأخرى.
وبعدما انشغلت أروقة الأمم المتحدة في نيويورك، بالحراك الإيراني على مدى خمسة أيام، خرج روحاني أمس، في مؤتمر صحافي، ليتحدث عن خلاصة زيارته الرسمية الأولى لنيويورك، قبل وقت قصير من إعلان أوباما شخصياً عن اتصال هاتفي جرى بينه وبين نظيره الإيراني، سارعت الرئاسة الايرانية الى تأكيده والإشارة الى مضمونه الذي يشمل فكرتين أساسيتين: تسريع العمل على الحل النووي، والتعاون في الشؤون الإقليمية. روحاني خلال اجتماع الاتحاد الآسيوي ومعهد مجلس العلاقات الخارجية الأميركية
وقال أوباما، في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض مخصص للحديث عن الوضع الأميركي الداخلي، إنه أعرب لروحاني في اتصال هاتفي بينهما عن أمله بالوصول إلى حل «شامل» مع طهران، وهو ما أكدته الرئاسية الإيرانية، على موقعها على الإنترنت، قائلة إن الرئيسين «شددا على الإرادة السياسية لحل المسألة النووية سريعاً وإعداد الطريق لحل مسائل أخرى إضافة الى التعاون في الشؤون الاقليمية».
وبحسب الموقع، فإن الرئيسين اتفقا أيضاً على أن يوكلا الى وزيري خارجية البلدين، ظريف وكيري، مهمة إعداد الظروف «لتعاون ضروري في أسرع وقت».
وتضاربت المعلومات حول الطرف الذي بادر اولا الى الاتصال بالآخر. فبحسب وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، جاء الاتصال الهاتفي من أوباما في الوقت الذي كان روحاني يتوجه فيه من مقر إقامته باتجاه المطار لمغادرة نيويورك. إلا أن مسؤولاً أميركياً أشار إلى أن روحاني هو الذي طلب التحدث إلى أوباما قبل مغادرته.
وفي مؤتمره الصحافي أمس، أعرب روحاني عن أمله في أن تتوصل المفاوضات مع مجموعة الـ«5+1» بشأن برنامج إيران النووي إلى نتائج ملموسة، مشدداً على أن الاجتماع الذي جرى أمس الأول، بين ظريف ووزراء مجموعة الدول الست كان «الخطوة الأولى والمهمة»، مشيراً إلى أن طهران ستقدم مبادرتها في اجتماع جنيف المقبل الذي أعلنت عنه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس الأول.
ورأى روحاني أن القمة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما «لم تكن متاحة، واللقاء سوف يكون معقداً»، موضحاً أن «المهم بالنسبة إلى طهران هو نتيجة اللقاءات التي عقدناها مع المسؤولين الأميركيين». وأمل أن تتم تسوية الملف النووي في فترة قصيرة جداً، وأن «تتوفر الإرادة الحقيقية لتسوية الملف».
وأشار روحاني إلى أن الشعب الإيراني هو الذي «أوجد مناخاً مختلفاً اليوم داخل إيران وعلى الصعيد الدولي»، مؤكداً أن هذه المفاوضات «مصيرية ومهمة، ولدى الحكومة الإيرانية كل الصلاحيات للتحاور مع الغرب».
ورحب بـ«أي مساعدة من أي دولة لحل الملف النووي الإيراني»، مشدداً على أن «وجود أسلحة دمار شامل في منطقة الشرق الأوسط أمر خطير جداً، وإيران تريد الشرق الأوسط منطقة منزوعة منها أسلحة الدمار الشامل».
وتطرق الرئيس الإيراني إلى مسألة العلاقة مع دول الجوار، وخصوصاً الدول العربية، حيث أكد ما التزمت به الحكومة الإيرانية من عهود قطعتها خلال الحملة الانتخابية.
واعتبر روحاني أن سوريا تحظى باهتمام خاص بالنسبة إلى إيران، مشدداً على وجوب «إيقاف أتون الحرب السورية، وتوفير الأرضية للشعب السوري لتقرير مصيره بنفسه»، معرباً عن رفضه «التدخل الأجنبي ووجود قوات غربية في دول المنطقة».
وعند سؤاله عن مشاركة بلاده في مؤتمر «جنيف 2» المرتقب، قال إن أي اجتماع بشأن الأزمة في سوريا ستشارك إيران فيه «من أجل إنهاء معاناة الشعب السوري».
ولفت الرئيس الإيراني إلى أن «هناك جماعات إرهابية ناشطة في سوريا يجب التوقف عن دعمها من قبل دول المنطقة»، مضيفاً «أعتقد بأنه علينا جميعاً أن نقف بوجه التطرف والإرهاب، وأن نكافح هذه الظواهر».
من جهة أخرى، أعلن كيري أمس، أن واشنطن قد ترفع عقوبات عن إيران خلال الأشهر المقبلة، في حال وافقت طهران على اتخاذ إجراءات سريعة للسماح بالمراقبة الدولية لبرنامجها النووي.
واقترح كيري، خلال مقابلة محطة التلفزيون الأميركية «سي بي أس»، أن تفتح إيران مركزها النووي في «فوردو» أمام المفتشين الدوليين كي يتمكنوا من التحقق من مستوى تخصيب اليورانيوم فيه. وقال إن «الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات ما لم يكن هناك عملية شفافة ويمكن التحقيق فيها، لنعرف من خلالها بالتحديد ماذا تنوي إيران أن تفعل بهذا البرنامج».
ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا كان الرئيس الإيراني على حق بالتحدث عن اتفاق خلال ثلاثة إلى ستة أشهر كحد أقصى، أجاب كيري «بالتأكيد، هذا أمر ممكن».
وفي سياق الحلحلة، استأنفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، مباحثاتها مع إيران حول برنامجها النووي. وقال كبير مفتشي الوكالة هرمان ناكيرتس في ختام الاجتماع في فيينا، «اتفقنا على أن نلتقي مجدداً في 28 تشرين الأول المقبل، وسنبدأ عندئذ المحادثات الأساسية حول طريقة حل كل المشاكل العالقة»، واصفاً المباحثات بأنها كانت «بناءة جداً».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...