آشوريون وتركمان وأكراد وعرب في صراع الهوية والانتماء والنفط

30-08-2006

آشوريون وتركمان وأكراد وعرب في صراع الهوية والانتماء والنفط

الجمل: كان الحديث في الماضي يتطرق إلى منطقة شمال العراق باعتبارها تمثل منطقة للصراع الكردي- العربي، ولكن بدأت حالياً تتضح بؤرة الصراع أكثر فأكثر.
نذر الصراع أصبحت توضح عوامل وملامح النزاع الذي أصبح وشيكاً في بؤرته المركزية، والتي أصبحت تمثلها مدينة كركوك، وذلك لأن استقطابات ديناميكية الصراع فيها كشفت عن المكونات الفرعية الآتية:
* موضوعات الصراع:
- صراع حول الهوية والانتماء العرقي.
- صراع حول الثروة النفطية.
* أطراف الصراع:
- الأكراد
- التركمان
- العرب
- الطوائف الآشورية- الكلدانية
تزايد المخاطر، وانفجار الصراع في كركوك يمكن أن يؤدي إلى انزلاق كامل منطقة شمال العراق وجنوب تركيا إلى مادية الفوضى، ويمكن أن يؤدي إلى توريط المزيد من الأطراف الأخرى في النزاع، والتي سوف يكون أبرزها:
- الحكومة الفيدرالية العراقية.
- حكومة كركوك الإقليمية.
- الحكومة التركية، والتي حشدت جيشها بالفعل وتنوي التدخل من أجل توجيه ضربة استباقية.
- الأمم المتحدة والتي سوف تضطر إلى إرسال مبعوث خاص.
- الجامعة العربية.
- الإدارة الأمريكية والتي تتورط قواتها في هذه المنطقة حالياً.
حتى الآن، ماتزال الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية تعملان باجتهاد من أجل القضاء على احتمالات انفجار الصراع، وذلك عن طريق استخدام الآليات الآتية:
- تأجيل الاستفتاء الذي نص عليه الدستور العراقي الجديد حول الوضع الشرعي والقانوني لمدينة كركوك.
- تأجيل القيام بإجراءات عملية تصنيف محافظة كركوك من حيث وضعها القانوني: هل تتبع للمنطقة الكردية، أم تكون تحت سيطرة الحكومة العراقية المركزية، أم تكون منطقة فيدرالية قائمة بذاتها.
- تأجيل ترتيبات تقاسم السلطات وتوزيع المناصب بين الجماعات الأربعة الرئيسة الموجودة في كركوك، والتي تتمثل في: العرب، الأكراد، التركمان، الطوائف الآشورية- الكلدانية.
- تأجيل عملية تصحيح المظالم السابقة، مثل: هل يتم إعطاء حق العودة لمنطقة كركوك لمن قام نظام صدام السابق بطردهم من المنطقة وبالذات الأكراد، أم يتم إعطاءهم تعويضات مناسبة بدلاً عن السماح لهم بالعودة.. كذلك حل مشكلة الملكيات، التي آلت لمجموعات سكانية أخرى في الفترة السابقة بعد عملية الطرد والنزوح.
- تأجيل الوضع القانوني للمقاطعات الموجودة حول مدينة كركوك، فالأكراد يطالبون بإضافة المقاطعات الكردية إلى كركوك والعرب والتركمان والآشوريين يرفضون الانتماء إلى المقاطعات الكردية.. وغير ذلك.
عملية التأجيل بحد ذاتها أصبح  يترتب عليها المزيد نم التأثيرات السالبة، وذلك لأن كل طرف من أطراف الصراع أصبح يشغل الوقت من أجل تعزيز قوته وتدعيم موقفه في الصراع الوشيك المحتمل.
• الحكومة العراقية: أصبحت متورطة في عملية إعادة تأهيل مدينة كركوك، إضافة إلى عدم اهتمامها برعاية المفاوضات والمشاورات المشتركة بين زعماء الجماعات الموجودة في المدينة، كذلك لم تتقدم الحكومة العراقية بشكل رسمي لأي جهة دولية من أجل المساعدة في حل المشكلة، وحالياً أصبحت التقارير التي يتم تقديمها إلى مجلس الأمن الدولي غير منتظمة.
• زعماء الجماعات في المدينة: أصبحوا أكثر تورطاً في عملية تصعيد الخلافات، وذلك عن طريق التحالفات بين بعضهم البعض في مواجهة بعضهم البعض أيضاً، فبعض التركمان يتحالف مع الأكراد، وبعضهم مع العرب، وبعضهم الآخر مع الآشوريين- الكلدانيين.. ونفس الشيء بالنسبة للأكراد والآشوريين- الكلدانيين.. وجميع هذه التحالفات لا يتسم بالاستقرار، فتحالف الأمس ينفرط اليوم، وتحالف اليوم ينفرط غداً، ليحل مكانه تحالف جديد، وذلك على النحو الذي جعل الأوضاع في المدينة أكثر توتراً.
• حكومة كردستان الإقليمية: تتورط بوضوح لمصلحة الأكراد، وبالتالي فهي لا تتعامل مع جميع السكان على قدم المساواة، بل تعمل لمصلحة الأكراد.. وتتواطأ معها سلطة الاحتلال، وبالذات في عملية إخلاء المنطقة من الآشوريين- الكلدانيين الذين يمثلون السكان الأصليين للمنطقة، والذين يخاف الأكراد من وجودهم، لأنهم أسبق من الأكراد في المنطقة ويمتد تاريخهم إلى آلاف السنين، وبالتالي ينظر الأكراد إلى ظاهرة العمق التاريخي للوجود الآشوري- الكلداني في المنطقة باعتباره يسقط وينسف الأساس التاريخي لمشروع دولة كردستان التاريخية، وحالياً تنشط عملية ترحيل الآشوريين من خلال إغراءات منظمات شهود يهوه الناشطة عالمياً من أجل تهجيرهم كلاجئين إلى البلدان الاسكندنافية وأمريكا وكندا واستراليا.
• الحكومة التركية: إضافة إلى حشودها العسكرية، فهل تعلم من أجل اتخاذ إجراءات تصعيدية أكثر تشدداً مثل إغلاق معبر الخابور الحدودي، وأنبوب نفط بيجي- جيهان وذلك من أجل حرمان حكومة كردستان من العائدات المالية.
• الإدارة الأمريكية: تتعمد عرقلة إصدار القرارات الرسمية التي تحسم مشكلة كركوك، كذلك تعرقل المفاوضات والمباحثات بين زعماء سكان كركوك عن طريق اتصالاتها السرية بهم، وإغراءها لكل طرف بمساندة سلطات الاحتلال له في صراعه مع الآخرين.. كذلك تعمل الإدارة الأمريكية من جهة على عرقلة جهود الحكومة العراقية من التحرك لمعالجة المشكلة، ومن الجهة الأخرى يعمل جون بولتون سفير أمريكا في الأمم المتحدة على عرقلة جهود الأمم المتحدة إزاء مشكلة كركوك أيضاً.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...