«داعش» يتبنى هجوم برلين والمنفّذ طليق

21-12-2016

«داعش» يتبنى هجوم برلين والمنفّذ طليق

ظلّ منفذ الهجوم الدامي بشاحنة على سوق للميلاد الذي تبناه تنظيم «داعش»، فاراً امس، بعدما أفرجت السلطات الالمانية عن مشتبه فيه، لكن حالة ذعر واستنفار أمني سادت اوروبا، أكدها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مشدداً على أن بلاده تعيش تهديداً ارهابياً مرتفعاً، فيما استنفرت دول الإتحاد الاوروبي التي اجتمعت مع الدول العربية في القاهرة منددة بـ«ما يجري في حلب»، عشية عيد الميلاد، خشية هجوم ارهابي آخر قد تتعرض له اي دولة منها.ميركل تُشارك في قداس عن نفس ضحايا عملية الدهس في كاتدرائية سانت ادويج في وسط برلين أمس (ا ب ا)
وفيما تأكد أن حادث الدهس في برلين ذو خلفية إرهابية، بقي الارتباك سيد الموقف بينما تبيّن أن الشخص الذي اعتقل على خلفية الاعتداء «قد لا يكون المنفّذ»، وسط تضارب حول هوية المنفّذ الحقيقي الذي «قد يكون على الأرجح طليقاً».
وقالت شرطة برلين إنه «على الأرجح هناك مجرم خطير في المنطقة، وهذا بالطبع يُثير قلق الناس».
وتجري حالياً تحليلات لتحديد ما إذا كان الحمض النووي لطالب اللجوء الباكستاني نافيد بي (23 عاماً) الذي اعتُقل مساء أمس الأول، وقُدّم على أنه المُشتبه فيه، يتطابق مع «آثار» عُثر عليها داخل الشاحنة.
لكن النائب العام الاتحادي لمكافحة الإرهاب بيتر فرانك، المُكلّف الإشراف على التحقيق، قلّل من هذا الاحتمال، قائلاً: «علينا أن نستعدّ لفكرة ألا يكون الشخص المعتقل هو مرتكب» الاعتداء.
وجاءت هذه التطوّرات بُعيد إعلان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، أمس، اعتقال مشتبه فيه باكستاني وصل إلى ألمانيا في 31 كانون الأول 2015 عن طريق البلقان و «تسجل في برلين في شباط» كطالب لجوء.
وأعلن وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزير، أثناء مؤتمر صحافي أمس أنه «ليس لدينا حتى أدنى شكّ في أن هذا الحادث المُرعب كان اعتداء إرهابياً وجريمة غير انسانية»، مُضيفاً أن «اللاجئ ينفي ارتكابه هذه الجريمة. وما زال التحقيق مستمراً»، مُشيراً إلى أن تنظيم «داعش» لم يُعلن «حتى اللحظة» مسؤوليته عن المجزرة، نافياً بذلك ما أوردته الإذاعة الالمانية عن أن التنظيم تبنّى العملية.
وعُهد بالتحقيق إلى النيابة العامّة لمُكافحة الإرهاب، فيما قامت الشرطة بعمليات دهم أمس الأول، في مركز رئيسي للاجئين في مطار برلين القديم، حسب ما ذكرت وسائل إعلام ألمانية عدة، مُشيرة إلى أن المشتبه فيه يُمكن أن يكون هناك.
وبحسب الرواية الأمنية، قام المُهاجم بالاستيلاء على شاحنة كبيرة، وقتل سائقها البولندي، قبل اقتحام السوق المُتاخم لسوق «الكريسماس» الشهير عند كنيسة القيصر فيلهلم التذكارية في الساعة الثامنة والنصف بتوقيت برلين مساء الاثنين.
وكانت صحيفة «دير تاغ شبيغل» قد ذكرت أن المشتبه فيه معروف لدى الشرطة في مُخالفات قانونية بسيطة، لكنه لم يلفت انتباه أجهزة مكافحة الإرهاب. كما أوردت وكالة الأنباء الألمانية أن المشتبه فيه استخدم أكثر من اسم، ليجعل من الصعب على السلطات تأكيد هويته الحقيقية.
وبحسب تغريدات للشرطة فإن الشاحنة المسؤولة عن المأساة «سوداء اللون وتحمل لوحة تسجيل بولندية ويُرجّح أنها سُرقت من ورشة».
وروى شهود أن الشاحنة كانت تسير، أثناء دهسها الناس، بسرعة لا تقل عن 65 كيلومتراً في الساعة.
وزارت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، التي تُحاول امتصاص سيلاً من الانتقادات التي توجّه إليها حول سياستها المنفتحة على صعيد الهجرة، بعد ظهر أمس مكان الحادث مع عدد من الوزراء للمشاركة بالوقوف في دقيقة صمت في قداس عن نفس الضحايا في كاتدرائية سانت ادويج في وسط برلين، قبل زيارة موقع الحطام وتوقيع سجل التعازي.
وتعهّدت ميركل، وقد بدا عليها التأثر الشديد، بمحاسبة منفّذي «الاعتداء الارهابي»، مُضيفة «أعرف أنه سيكون على قدر خاص من الصعوبة علينا أن نحتمل الأمر إن تأكد أن هذا العمل نفّذه شخص طلب الحماية واللجوء في المانيا».
وكان اليمين الشعبوي، الذي يتصدّر المُندّدين باللاجئين، سارع إلى توجيه الانتقادات إلى ميركل.
وغرّد ماركوس بريتزل، أحد المسؤولين في حزب «البديل لالمانيا» اليميني على موقع «تويتر»: «إنهم ضحايا ميركل»، في حين رأت القيادية في الحزب فراوكي بيتري أن «المانيا لم تعد آمنة» بمواجهة «ارهاب الاسلام المتطرف».
كما أيقظ اعتداء برلين الاستياء في الفرع البافاري لحزب ميركل المُحافظ، الذي يُندّد منذ أكثر من عام بتوافد اللاجئين، ويُطالب بلا جدوى حتى الآن بتحديد سقف سنوي لعدد اللاجئين الذين يُجاز دخولهم إلى المانيا.
وصرح وزير الداخلية في بافاريا يواكيم هرمان: «بات علينا الآن التساؤل حول المخاطر التي يثيرها لنا وصول عدد كبير من اللاجئين الى البلاد»، مُضيفاً أن الرأي العام لا يُمكن أن يقبل «باستمرار وضع تتضاعف فيه مخاطر الاعتداءات الناجمة عن أفراد يتبعون التشدّد الاسلامي».
ورفعت دول أوروبية عدّة من مستوى الإجراءات الأمنية قبيل أعياد الميلاد، بعد هجوم برلين، سواء بمضاعفة الدوريات الأمنية في الأماكن العامّة أو بالإبقاء على مستوى الانذار المرتفع جداً أصلاً.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن بلاده تشهد «مستوى مرتفعا من التهديد» الارهابي تُواجهه عبر «تيقّظ كبير جداً». كما أكد وزير الداخلية برونو لورو تشديد الأمن في «جميع فعاليات نهاية العام» على غرار سوق الميلاد في جادة شانزيليزيه.
وأفاد المسؤول في الأمن الخاص لسوق الميلاد رودي ماتيو عن اقامة حواجز اسمنتية على أرصفة الجادة الشهيرة.
وفي بريطانيا، أعلنت السلطات أنها «تأخذ في الاعتبار» خطر الهجوم بشاحنة، وأبقت على مستوى انذار «مرتفع جداً» في فترة الميلاد ورأس السنة. ووضعت قوات الأمن الحواجز الخرسانية في بيرمنغهام حول سوق الميلاد، الأهم في البلاد.
وأبقت بلجيكا، التي تُشكّل أحد معاقل «الجهاديين» في أوروبا، على مستوى انذار يعكس تهديداً «ممكنا ومحتملاً». كما دعت السلطات إلى «التيقّظ» في بروكسل التي شهدت في اذار الماضي هجومين مُنسقين (32 قتيلاً) وانتورب.
وأغلقت السلطات منطقة شيربيك في بروكسل، أمس الأول، بينما نفّذت الشرطة عملية أمنية اعتقلت خلالها أحد الأشخاص المشتبه في صلته بالإرهاب.
من جهتها، عزّزت النمسا انتشار الشرطة في أسواقها التي تجذب الكثير من الزوار خصوصاً في فيينا، التي تُنظّم فعاليات في 20 مكاناً على الأقل، وذلك بعدما أعلنت نيابة سالزبورغ، أمس، اعتقال لاجئ مغربي (25 عاماً) في مركز إيواء للاجئين في فوشل الواقعة في منطقة جبال الألب النمساوية على مقربة من الحدود الالمانية، ووضعه قيد التوقيف للاشتباه في نيته تنفيذ اعتداءات خلال أعياد نهاية السنة.
كذلك، قرّرت بولندا تعزيز دوريات الشرطة بفرق من الشرطة العسكرية في مواقع حسّاسة على غرار محطات القطار أو المراكز التجارية.
اما ايطاليا، التي تُذكر دورياً كأحد الأهداف في التسجيلات الدعائية لتنظيم «داعش»، فسبق أن انشأت جهازاً أمنياً مُعزّزاً لفترة الميلاد، لكنها لم ترصد «إشارة إنذار» مُعينة. وفي الدول الإسكندنافية وتشيكيا، أعلنت السلطات مضاعفة الدوريات من دون زيادة مستوى التهديد.
وبالموازاة، سعت السلطات إلى طمأنة السكان. ودعا وزير الداخلية النمساوي ولفغانغ سوبوتكا إلى عدم السماح «بفوز الارهاب على التقاليد»، وناشد «كل فرد بمواصلة ارتياد اسواق الميلاد والاحتفالات الكبرى، مع توخي الحذر الكبير».
أما نظيره الفرنسي برنار كازنوف فشجّع السكان على «التسلية والخروج» لتجنب شيوع «مناخ من الخوف».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...