صراع ميدفيديف الأميركي وبوتين الروسي في وادي السيلكون اليهودي

27-06-2010

صراع ميدفيديف الأميركي وبوتين الروسي في وادي السيلكون اليهودي

الجمل: تحدثت التقارير الإعلامية عن الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف مؤخرا إلى الولايات المتحدة الأميركية, وأشارت هذه التقارير إلى أن الهدف من الزيارة هو حث المستثمرين الأميركيين على ضرورة الدخول إلى روسيا, وعلى وجه الخصوص في مجالات التكنولوجيا الدقيقة المتطورة, فما هي أبعاد زيارة ميدفيديف إلى أميركا.. ولماذا الحفاوة والترحيب المتزايدين بواسطة جماعات اللوبي الإسرائيلي والتي ما انفكت توجه انتقاداتها لتوجهات رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين؟

جدول أعمال زيارة الرئيس ميدفيديف إلى أميركا:
أكدت المعلومات بأن الرئيس الروسي ديمتري قد وصل إلى الولايات المتحدة الأميركية, وتوجه إلى ولاية كاليفورنيا المطلة على الساحل الشرقي الأميركي المقابل للمحيط الباسفيكي, وأكدت المعلومات إضافة لذلك بأن الرئيس الروسي ميدفيديف, قد تضمنت فعاليات زيارته لولاية كاليفورنيا الآتي:خودوركوفسكي زعيم المافيا الإسرائيلية-الروسية
• زيارة منطقة وادي السيليكون الواقعة في الجزء الشمالي من ولاية كاليفورنيا والتي تمثل مركز صناعة التكنولوجيا الدقيقة المتطورة.
• مقابلة كبار أثرياء كاليفورنيا, من أصحاب الجيوب الكبيرة, والذين يبحثون عن المجالات الجديدة لتوسيع محافظهم الاستثمارية.
• التفاهم مع رموز شركة محرك البحث غوغل.
• التفاهم مع رموز شركة مايكروسوفت.
• التفاهم مع رموز شركو سيو.
• التفاهم مع رموز شركة سيسكو.
أشارت التسريبات الأولية إلى أن اللقاءات المكثفة التي اجراها الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف تهدف إلى حث وإقناع هؤلاء المستخدمين إلى مساعدة روسيا في بناء منطقة وادي السيليكون الروسية, والتي خصصت السلطات الروسية لها, مدينة سكولكوفو المجاورة للعاصمة الروسية موسكو.
وإضافة لذلك, أشارت التقارير والمعلومات إلى أن الرئيس الروسي ميدفيديف سوف يتضمن جدول أعمال زيارته البنود الآتية:
• عقد لقاء مع الزعيم الجمهوري أرنولد شفارزنغر الذي يتولى منصب حاكم ولاية كاليفورنيا.
• إلقاء محاضرة أمام الطلاب والأساتذة في حرم جامعة ستانفورد.
هذا, وأشارت بعض التقارير والتسريبات إلى أن الرئيس ميدفيديف, قد رتب الأمور لجهة القيام بتوقيع عقد قيمته 3 مليار دولار أميركي مع شركة بوينغ الأميركية لشراء بعض الطائرات من طراز بوينغ 737, وتقول المعلومات بأن رجال الأعمال الأميركيين, قد أبدوا موافقتهم على إمكانية الدخول في السوق الروسية, ولكنهم تحفظوا لجهة ضرورة أن تشرع السلطات الروسية في تعديل بيئة الأسواق الروسية بما يتناسب مع المعايير الاقتصادية الأميركية والأوروبية الغربية.

ماذا وراء زيارة الرئيس الروسي ميدفيديف لأميركا؟
ذهب الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف في زيارة إلى أميركا, وهو أمر عادي, وذلك في زيارة تهدف إلى حث كبار المستثمرين الأميركيين من أجل الدخول إلى الأسواق الروسية, وهو طموح مشروع, ولكن ما هو لافت للنظر تمثل في المفارقات الآتية:
• تنخرط مراكز الدراسات الأميركية بسعيها الجمهوري والديمقراطي, والصحف وأجهزة الإعلام في حملة تتضمن من جهة توجيه المزيد من الاتهامات لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين, وفي نفس الوقت من الجهة الأخرى توجه الاتهامات للرئيس الأميركي باراك أوباما باعتباره رئيسا ضعيفا قدم المزيد من التنازلات لصالح روسيا.
• المنشآت والشركات الأميركية الكبرى, وعلى وجه الخصوص شركات التكنولوجيا الدقيقة المتطورة المتمركزة في منطقة وادي السيليكون, هي في معظمها, مملوكة لليهود الأميركيين من كبار رموز اللوبي الإسرائيلي, إضافة إلى أن هذه الشركات لا تقدم استثماراتها بشكل مفتوح, وإنما تحت ضوابط مشددة بواسطة السلطات الأميركية, وذلك لأنها تملك مفاتيح أسرار التكنولوجيا الدقيقة المتطورة التي تمثل القوام الأساسي لعصب التفوق الأميركي.
على خلفية هذه المفارقات تبرز المزيد من الأسئلة الحرجة, والتي من أبرزها:
• لماذا التعامل مع رئيس الوزراء الروسي بوتين بالعصا, والتعامل مع الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف بتقديم الجزرة؟
• ينتمي كل من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين, والرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف إلى حزب سياسي واحد, هو: حزب روسيا اليوم, فما هو الفرق بين ميدفيديف وبوتين, وهل هو فرق مقنع بالنسبة للإدارة الأميركية وجماعات اللوبي الإسرائيلي لكي تتعامل مع ميدفيديف وبوتين بهذه الازدواجية؟
برغم أن التقارير والتحليلات السياسية لم تسع إلى تقديم إجابة شافية لهذه الأسئلة الحرجة, فإنه من الممكن الملاحظة بكل وضوح إلى أن خلفيات ازدواجية التعامل هذه تعود في جانب منها إلى الآتي:
• تزايد روابط ميدفيديف مع الزعماء الإسرائيليين, وزعماء قوى حركات يمين الوسط الأوروبيين, الوثيقي الصلة بجماعة المحافظين الجدد, وجماعات اللوبي الإسرائيلي, وفي هذا الخصوص فقد عقد الرئيس ميدفيديف المزيد من اللقاءات غير المعلنة مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز, ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
• تزايد خلافات ما يمكن وصفه بعد توافق توجهات ميدفيديف-بوتين, إزاء طبيعة الموقف الروسي المطلوب إزاء أزمات ملف الصراع العربي-الإسرائيلي, ملف البرنامج النووي الإيراني, ملف حرب أفغانستان, ملف حرب العراق, ملف القوقاز.
يوجد اعتقاد في أوساط رموز جماعات المحافظين الجدد, والجمهوريين, إضافة إلى التيار اليميني المتشدد داخل الحزب الديمقراطي بأن من الأفضل للإدارة الأميركية أن تعتمد سياسة خارجية إزاء روسيا, تهدف إلى دعم وتعزيز موقف ديمتري ميدفديف داخل حزب روسيا اليوم, وفي أوساط الرأي العام الأميركي, وفي نفس الوقت تهدف إلى إضعاف نفوذ فلاديمير بوتين الذي مازال يحكم قبضته على حزب روسيا اليوم وعملية صنع القرار داخل الكريملين.
تقول التحليلات بأن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مازال هو المسيطر على ملف السياسة الداخلية الروسية, وبأن الرئيس الروسي ميدفيديف يسعى إلى السيطرة على ملف السياسة الخارجية الروسية, بما يتيح له استثمار مفاعيل هذه الملفات لإحداث انقلاب في التوازنات السياسية الداخلية, وعلى هذه الخلفية, فإن ميدفيديف سوف يظل لفترة طويلة قادمة هو الأكثر حرصا لجهة تقديم المزيد من التنازلات لواشنطن في ملفات إيران, والشرق الأوسط, وحرب أفغانستان, وذلك مقابل الحصول على الدعم والسند الذي يتمثل في دفع الاستثمارات الأميركية لجهة التحرك باتجاه الأسواق الروسية, وذلك بما يخلق انطباعا في أوساط حزب روسيا اليوم الحاكم, والرأي العام الروسي, بأن ديميتري ميدفيديف هو الأفضل لخدمة مستقبل روسيا, طالما أنه يملك الكاريزمية السياسية المقنعة لاجتذاب تدفقات رأس المال الأجنبي المباشرة وغير المباشرة لجهة الدخول في الأسواق الروسية, أما بوتين فهو لا يصلح لهذه المهمة... فهل يا ترى سوف يستمر فلاديمير بوتين في رفض المطالب والشروط الأميركية المتعلقة بضرورة أن تتعاون موسكو مع جهود محور واشنطن-تل أبيب, أم أنه سوف يستمر في التمسك بمبدأ العمل حصرا من أجل صعود روسيا كقوة عظمى عالميا, وعلى ما يبدو فإن الفترة القادمة سوف تشهد الدليل الذي يمكن أن يعتبر مؤشرا حقيقيا للكشف عن مدى استمرارية صلابة او عدم صلابة موقف بوتين, وتوضيحا لذلك نشير إلى التسريبات القائلة بأن اليهودي الروسي (الحامل للجنسية الإسرائيلية) خودور كوفيسكي والذي يعتبر من أبرز زعماء جماعات المافيا الروسية-الإسرائيلية والموقوف حاليا في أحد السجون الروسية بعد إدانته بمخالفات وجرائم تبلغ مليارات الدولارات, توجد حاليا ضغوط مكثفة على بوتين بواسطة كبار المسئولين الإسرائيليين والأميركيين لجهة القيام بإصدار موافقته الرسمية على السماح بترحيل خودور كوفيسكي لكي يقضي بقية ما تبقى من عقوبة السجن في وطنه الثاني إسرائيل: فهل يا ترى سوف يوافق بوتين الذي ظل حتى أمس الأول رافضا أم أنه سوف يقبل ويعلن موافقته, وهي الموافقة التي لو تحققت فعلينا أن نتوقع بأنه لن تعقبها سوى المزيد من الموافقات والموافقات المتجددة من جانب موسكو إزاء شتى الملفات الدولية والإقليمية الأخرى!!! 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...