رئيـس «الموسـاد»:إسرائيل تتحول إلى عبء على الولايات المتحدة

02-06-2010

رئيـس «الموسـاد»:إسرائيل تتحول إلى عبء على الولايات المتحدة

في ظل اليأس الذي تشعر به حكومة بنيامين نتنياهو ـ افيغدور ليبرمان من تدهور مكانة إسرائيل في العالم، فاجأ رئيس «الموساد» مئير داغان لجنة الخارجية والأمن في الكنيست بإعلانه أن إسرائيل تتحول بالتدريج إلى عبء على الولايات المتحدة وليس ذخرا لها.
ورغم أن كثيرين حاججوا منذ سنوات في تضاؤل مكانة إسرائيل لدى الولايات المتحدة، فإن هذه الأقوال بعد الموقف الأميركي في المؤتمر الدولي النووي في نيويورك، والمجزرة البحرية ضد «أسطول الحرية»، تغدو عالية القيمة.
وقال داغان، الذي ينهي مهام منصبه نهاية هذا العام بعد الإخفاق الكبير في لملمة عواقب
فضيحة تزوير جوازات السفر التي ظهرت في اغتيال الشهيد محمود المبحوح في دبي، إن «إسرائيل تتحول بالتدريج من ذخر إلى عبء بالنسبة للولايات المتحدة». وأشار إلى قلق شديد يشعر به من التغييرات التي طرأت على الموقف الأميركي من إسرائيل، موضحا أن «هناك تضاؤلا في قيمة إسرائيل لدى الولايات المتحدة». وأضاف «إذا كانت قيمة إسرائيل جوهرية جدا عندما كانت هناك مواجهة بين المعسكرين (الغربي والشرقي) فإن هذا العام شهد تآكلا في هذه القيمة».
واستعرض داغان أمام اللجنة الوضع الراهن، قائلا «إذا كانت الولايات المتحدة في التسعينيات في حالة «شرطي العالم» وقوة قادرة على حل الصراعات، فإن قوتها باتت أكثر محدودية في حل النزاعات بعد العام 2000. ومع انتخاب الرئيس باراك أوباما أعلنت بنفسها أنها تدعو لسياسة رخوة، وعدم رغبتها في استخدام القوة لحل النزاعات. وهذا يفسر كنقطة ضعف ويؤثر على المناورة الدبلوماسية الإسرائيلية ويزيد مصاعبها».
وبحسب داغان، فإن قدرة الولايات المتحدة على خلق سيرورات لتغيير الوضع في كل أرجاء العالم محدودة، و«بالوسع، في السنوات الأخيرة، رؤية أن هناك تضاؤلا في الشراكة في المجال السياسي بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبالتأكيد مع الإدارة الأميركية الحالية التي تعتقد أن المعالجة الإسرائيلية للموضوع الفلسطيني لا تناسب نظرة الولايات المتحدة الحالية، التي تقرر أن حل الصراع يجب أن يتم وفق رؤية (الرئيس الأسبق بيل) كلينتون في حدود العام 1967».
وردا على سؤال من جانب أحد أعضاء الكنيست من اليمين حول إمكان فرض حل على الطرفين، رد داغان بأن «الحل المفروض سبق ونوقش بين إسرائيل والولايات المتحدة، بل كان موضوعا على الطاولة، لكنه تراجع في النهاية. وبالتأكيد ينبغي أن نأخذ بالحسبان الخطوات المستقبلية، والتركيز على فترة ما بعد الانتخابات النصفية للكونغرس. إن الحل المفروض سيكون خيارا أخيرا وهو ليس الخيار المفضل، لكنه خيار قائم وهو يستخدم كسوط يلوح به أمام الجانبين. وأحداث من هذا النوع قد تخرج عن السيطرة، والوضع كله قد يقود إلى سيناريوهات متطرفة».
وأشار داغان لاستراتيجية العمل التركية، موضحا أن لأنقرة ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان رؤية ترمي لاستعادة الهيمنة التركية عبر التقدم في المسار الإسلامي. وبحسب كلامه فإن أردوغان يؤمن بأنه بواسطة القضية الفلسطينية ستفتح أمامه أبواب أخرى في العالم العربي، وأن تركيا تحسن علاقاتها مع سوريا وإيران كجبهة وائتلاف في مواجهة إسرائيل.
وتحدث داغان عن أن «الاستعداد الإيراني لإبرام صفقة مع البرازيل وتركيا (لتبادل اليورانيوم) ليس سوى ألعوبة أعدت في اللحظة الأخيرة لشق الأسرة الدولية بهدف إحباط أو عرقلة العقوبات في مجلس الأمن». وشدد على أن التصويت في الكونغرس الأميركي في تموز الماضي بشأن العقوبات الاقتصادية سيؤثر على سبل العمل الإيرانية. وأضاف أن «الإيرانيين يطورون أجهزة طرد مركزي من الجيل الجديد، وهم يواجهون مصاعب تكنولوجية أكثر مما تخيلوا، ولا يفلحون في التقدم كما يريدون، وهذا بالتأكيد يؤثر على المدى الزمني لتحقيق هدفهم». وتابع أنهم «في نظرتهم، يرون أن بلوغ مرحلة امتلاك القدرة النووية ستمنع عنهم أي تهديد للنظام». وحذر من أن إيران إذا لم تواجه عقبات، فإنها ستمتلك قنبلة نووية في العام 2014.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...