10 بالمئة من السوريين مصابون بالسكري و6 آلاف دولار سنويا للمريض الواحد

27-10-2011

10 بالمئة من السوريين مصابون بالسكري و6 آلاف دولار سنويا للمريض الواحد

يتجاوز عدد المصابين بالسكري 346 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم وتصل نسبة انتشاره في سورية إلى نحو 10 بالمئة من مجموع السكان وتسهم تدابير صحية بسيطة كاتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام والحفاظ على وزن معقول وتجنب تعاطي التبغ في تفادي معظم هذه الحالات.

وقال الدكتور بلال حماد مدير البرنامج الوطني للسكري في وزارة الصحة إن نسبة انتشار مرض السكري بين السكان في سورية مرشحة للازدياد باعتبار حالة ما قبل السكري أو مؤهب السكري تصل إلى 13 بالمئة.

وبين الدكتور حماد أن برنامج السكري انطلق في سورية عام 1992 من خلال خمس عيادات في مدينة دمشق مع عيادة بكل محافظة فيما يعمل اليوم عبر 200 عيادة موزعة على المحافظات وضمن المراكز الصحية وتوفر خدماتها ل196 ألف مريض وبشكل مجاني.

وأوضح مدير البرنامج ان المراكز تقدم خدمات تشخيصية للمراجعين وعلاجية تشمل الأنسولين والأدوية الفموية الخافضة للسكري إضافة لدورها في التوعية والتثقيف الصحي الموجه للمرضى حول أنماط الحياة الصحية المتعلقة بالغذاء والنشاط البدني مبينا أن البرنامج لا يغطي كل مرضى السكري في سورية باعتبار أن البعض يتوجه للقطاع الخاص أو لجهات حكومية أخرى أو لجمعيات أهلية.

وبين مدير البرنامج ان مريض السكري يشكل عبئا اقتصاديا على المجتمع والدولة يتجاوز 6 آلاف دولار سنويا لكون المرض يسبب اختلاطات منها أمراض قلبية وعائية وقصور كلوي مزمن وعمى وتعطل عن العمل وانخفاض إنتاجية المريض وخاصة في حال الوفاة قبل الستين.

وعن الصعوبات التي تواجه البرنامج لفت حماد إلى أنها تتمثل بتسرب العاملين في عيادات السكري وانتقالهم للعمل في الخارج بعد اكتسابهم خبرة وتجربة كبيرتين إضافة لقلة اختصاصي مرض السكري في سورية واتجاه حوالي 80 بالمئة من المصابين للمعالجة لدى غير الاختصاصي مع ارتفاع هذه النسبة في الأرياف مبينا وجود صعوبات تتعلق بسوء فهم المجتمع للمرض وربطه بضعف القدرة الجنسية وعدم قدرة المصاب به على إنجاب الأطفال موضحا أنها معلومات خاطئة يعمل البرنامج على تغييرها من خلال حملات إعلامية توعوية.

وعن انماط السكري شرح حماد أنها تتمثل بالنمط الأول وهو ما يعرف باسم السكري المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة الطفولة ويتسم بقلة إنتاج مادة الأنسولين ويقتضي تعاطي الأنسولين يومياً ولا يمكن الوقاية منه ويشكل حوالي 10/13 بالمئة من السكريين ومن أعراضه فرط التبول والشعور بالعطش والشعور المتواصل بالجوع وفقدان الوزن وتغير حاسة البصر والشعور بالتعب.

وأضاف ان السكري من النمط الثاني الذي يسمى السكري غير المعتمد على الأنسولين يظهر في مرحلة الكهولة غالبا ويرتبط بعوامل وراثية وبيئية منها العادات الغذائية السيئة وفرط الوزن وقلة النشاط البدني مبينا أن ازدياد انتشار هذا النوع يعود إلى تبدل العادات الغذائية في مجتمعنا وتحولها إلى النمط الغربي والاتجاه نحو التمدن.

وعن وسائل الوقاية قال الدكتور حماد انها تتطلب تدابير كالعمل على بلوغ وزن صحي والحفاظ عليه وممارسة النشاط البدني أي ما لا يقل عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل الكثافة في معظم أيام الأسبوع ويتعين زيادة تلك الكثافة لأغراض إنزال الوزن واتباع نظام غذائي صحي ينطوي على ثلاث إلى خمس وجبات من الفواكه والخضر كل يوم والتقليل من مدخول السكر والدهون المشبعة إضافة لتجنب تعاطي التبغ لأن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

وأكد أن اتباع أنماط حياة صحية متعلقة بالغذاء والنشاط البدني والابتعاد عن التدخين لا تكون بقرار رسمي بل تتطلب تعاون الجمعيات الأهلية مع الجهات الحكومية باعتبارها أكثر ارتباطا بالمجتمع وقدرة على التواصل معه وتغير نظرته وزيادة تفاعله مع البرنامج.

ويتلقى مرضى السكري من كل المحافظات السورية خدمات تشخيصية وعلاجية مجانية من خلال المراكز الصحية والعيادات الشاملة.

وعن الموضوع قال الدكتور صلاح منذر مدير برنامج السكري في السويداء ان 26 ألفا و66 مراجعا منهم 7459 مسجلين ضمن البرنامج استفادوا من خدمات البرنامج في السويداء منذ بداية العام وحتى منتصف الشهر الحالي والتي تشمل معاينة المرضى وإجراء أكثر من 15 ألف تحليل وتوزيع الأدوية الفموية الخافضة للسكر بقيمة مليونين و997 ألف ليرة وجرعات أنسولين بقيمة 16مليونا و221 ألفا.

ولفت الدكتور منذر إلى أن البرنامج نفذ خلال الفترة نفسها نشاطات اجتماعية وتثقيفية وترفيهية للأطفال السكريين وندوات للمثقفات الصحيات حول الخريطة السكرية والقدم السكرية وللعاملين بالبرنامج حول أهم الأدوية الحديثة في معالجة مرض السكري.

وبين الدكتور منذر أن البرنامج في السويداء الذي بدأ العمل عام 1993 الأول في سورية يقدم خدماته عن طريق 13 عيادة رئيسية موزعة على مدن السويداء وشهبا وصلخد وبلدات القريا وقنوات والمزرعة والكفر وشقا وخلخلة و72 عيادة فرعية ضمن المراكز الصحية في المحافظة.

وفي درعا أشار الدكتور نمر الحريري طبيب في العيادة السكرية بالمحافظة الى أن عدد المرضى المسجلين في العيادة السكرية المركزية والمراكز التابعة لها حتى نهاية أيلول الماضي 16237 مريضا ومريضة منهم 5266 في العيادة المركزية .

وبين أن برنامج السكري في درعا والذي انطلق عام 1994 يقدم خدماته العلاجية والإرشادية عبر عيادة مركزية و 13 عيادة موزعة في جميع أنحاء المحافظة كما يحيل المرضى عند الحاجة إلى العيادات المختصة العينية والداخلية والقدم السكرية مضيفا أن المخبر الخاص بالعيادة يقوم يوميا باجراء تحليل سكر الدم للمرضى والمراجعين وعلى مدار الاسبوع حيث أجرى اكثر من 14 ألف تحليل للدم منذ بداية العام وحتى منتصف الشهر الحالي.

وأضاف الحريري أن عدد المراجعين للعيادة المركزية والعيادات الأخرى بلغ منذ بداية العام الحالي وحتى منتصف الشهر الجاري 40 ألف مراجع حيث قدمت لهم أنواع العلاج المناسبة مؤكدا أهمية المراجعة المستمرة لمرضى السكري بغية إعادة تقييم وضعهم وضبط سكر الدم لديهم وخاصة أن الارتفاع المستمر للسكري يؤثر على الشرايين ويؤدي الى تصلبها وتضيقها وانسدادها ما ينعكس سلبا على وظائف الأعضاء المختلفة مسببا اعتلالا لشبكة العين والقصور الكلوي بدرجات متفاوتة واعتلال الأعصاب واحتشاء العضلة القلبية والإصابة في الحوادث الوعائية الدماغية ونقصا في تروية الأطراف والإصابة بالأقدام السكرية وبتر الأطراف.

وحول طرق المعالجة من داء السكري أوضح الدكتور الحريري انه يجب على مريض السكري من النمط الثاني إتباع نظام غذائي مناسب يقارب الـ 1200 حريرة في اليوم للحفاظ على مستوى طبيعي للسكر في الدم اضافة للاعتماد على المعالجة الدوائية فيما يعالج مرضى النمط الاول والثاني الذين لاتجدي معهم المعالجة بالانسولين.

وفي طرطوس قال الدكتور خير الدين السيد مدير صحة المحافظة إن العيادات السكرية والتي تعتبر جزءا من المنظومة الصحية في المحافظة تقدم كل الخدمات المتعلقة بداء السكري من تشخيص ومتابعة وعلاج وإجراء فحوص دورية عامة كتخطيط القلب وفحص الضغط وفحص العين وإجراء دوبلر لأقدام المرضى السكريين وتزويدهم بالأدوية الخاصة بتلك الأمراض.

وأضاف الدكتور خير الدين ان العيادة السكرية تقوم بإجراء بعض التحاليل العامة التي تخص مرضى السكري وعقد جلسات تثقيفية مستمرة لمرضى السكري بإشراف اختصاصين بالتغذية والصحة العامة وإقامة دورات تدريبية للأطباء والممرضات والممرضين وتقديم الإرشاد النفسي والصحي والاجتماعي للمرضى وخاصة الأطفال منهم وتوزيع أجهزة تحليل سكر مجانية.

وبين الدكتور خير الدين أن عدد المرضى المسجلين في المحافظة يصل إلى 15 ألفا و300 مريض يتلقون خدماتهم عبر مركز رئيسي بطرطوس وعيادات في منطقة الشيخ بدر وصافيتا وبانياس والدريكيش والصفصافة.

وقال الدكتور محمود علي رئيس العيادات السكرية بالمحافظة إن الاهتمام بمريض السكري والتزامه بالعلاج والحمية وأوقات المراجعة والتعليمات الطبية يوءدي إلى جعله يعيش حياة طبيعية ويجنبه الكثير من المضاعفات الذي قد يسببها الجهل والإهمال.

ونصح الدكتور علي مرضى السكري بعدم الاستهانة بهذا المرض وعدم الخوف منه داعيا المريض إلى السؤال عن كل ما يواجهه من ظواهر أو مخاوف يمكن للطبيب ان يبددها بشرح بعض الحقائق.

وبين الدكتور علي أن مركز العيادات السكرية في محافظة طرطوس قدم خلال النصف الأول من العام الحالي 43898 خدمة منها 17246 خدمة في العيادة السكرية و5530 خدمة في العيادة الداخلية و740 خدمة في العيادة العينية و287 خدمة في عيادة القدم السكرية و10964 خدمة في المخبر و9131 خدمة في مجال في مجال التثقيف الصحي كما بلغ عدد المراجعين لنفس الفترة 17246 مراجعا.

وفي اللاذقية يقدم مركز السكري مع العيادات السكرية في جبلة والشامية والحفة والسكنتوري و دمسرخو والمشروع الثامن خدمات صحية متنوعة لشريحة واسعة من المراجعين وتوضح الدكتورة ندى شيخ يوسف رئيسة المركز أن المركز يعتبر المسوءول الحصري عن صرف الأنسولين في مديرية الصحة حيث يتم فيه تحديد أسس التوزيع وفق تعليمات وزارة الصحة.

وبينت الدكتورة شيخ يوسف أن عدد المرضى الذين راجعوا المركز والعيادات التابعة له خلال العام الحالي وحتى نهاية آب الماضي 14149 مستفيدا منهم 6283 مريضا مستفيدا من الأنسولين و 7866 مستفيدا عن طريق خافضات السكر الفموية فيما استفاد من خدمات عيادة القدم السكرية 2000 مريض.

ولفتت الدكتورة شيخ يوسف أن المركز يقوم بجلسات تثقيفية عامة كل يوم أربعاء تقدم فيها كل ما هو جديد ومفيد عن السكري وتحقق تواصلا مع مراجعي المركز بأحدث الوسائل مضيفة ان المركز يقوم بعدد من الأنشطة الاجتماعية والرياضية بمشاركة جهات حكومية وأهلية تتمثل ببرامج ترفيهية تعليمية مثل دورات الرسم واللغات والكومبيوتر وندوات وحفلات خاصة بمناسبة اليوم العالمي للسكري ورشات عمل مع مكتبة الأطفال العمومية وسباق ماراثون مع جمعية التوحد وآخر مع جمعية مسار إضافة إلى نشاطات متميزة مع مراكز متميزة مثل مركز السعودية حيث أقيم المخيم السوري السعودي الأول في حزيران 2006.

وحسب منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 80 بالمئة من وفيات السكري تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ويسجل نصف وفيات السكري تقريباً بين من تقل أعمارهم عن 70 سنة كما تسجل 55بالمئة من تلك الوفيات بين النساء وتشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أن وفيات السكري تتضاعف في الفترة بين عامي 2005 و2030.

كما تشير المنظمة إلى ان الأمراض القلبية الوعائية تتسبب في وفاة 50 بالمئة من المصابين بالسكري كما يعتبر اعتلال الشبكية السكري من الأسباب الرئيسية الموءدية إلى العمى فبعد التعايش مع السكري لمدة 15 عاماً يصاب نحو 2بالمئة من المرضى بالعمى ويصاب حوالي 10بالمئة بحالات تقدم من ضعف البصر.

ويعد السكري ايضا من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى الفشل الكلوي ويتسبب هذا الفشل في وفاة 10 إلى 20بالمئة من المصابين بالسكري والاعتلال العصبي السكري ويطال نحو 50بالمئة من المصابين بهذا المرض.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...