وللدراما السورية في سماء رمضان... أقمارُ

06-06-2012

وللدراما السورية في سماء رمضان... أقمارُ

خلّفت توصية وزراء الخارجية العرب بحجب المحطات السورية السياسية وغير السياسية على القمرين «عربسات» و«نايلسات» مخاوف على الدراما السورية كونها المنتج الأكثر شعبية وحضوراً في الوطن العربي، وقد تكون المتضرر الأكبر لو طبِّق هذا القرار، خصوصاً أنّنا على أبواب موسم العرض الرمضاني. وكانت أخبار عديدة سرت سابقاً، مؤكدةً تعرّض الدراما السورية للمقاطعة. لكنّ بعض الفضائيات العربية ردت بأنها لن تقاطع منتجاً يُعتبر ملك الشعب السوري وليس النظام.نجيب نصير

مع ذلك، فهناك جهتان مهددتان بالمقاطعة هما «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» كونها الجهة الرسمية الوحيدة المنتجة للدراما، و«شركة سوريا الدولية» شبه الرسمية التي يملكها رجل الأعمال والنائب محمد حمشو الذي طالته العقوبات العربية والأوروبية في أكثر من مرة. لكن لا يبدو أنّ هناك مقاطعة تلوح في الأفق، بل إنّ معلومات شبه مؤكدة تحكي عن تسويق أعمال هاتين المؤسستين إلى محطات خليجية عدة.
«سوريا الدولية» مثلاً نجحت في تسويق بعض أعمالها القديمة لمحطات خليجية مثل «قطر» و«أبو ظبي». ومن المرجح أن يعرض مسلسلها «أنت هنا» لشادي دويعر وعلي ديوب على قناة «أبو ظبي» فيما يعرض «المفتاح» لخالد خليفة وهشام شربتجي على تلفزيون «دبي». وغالباً ما سيكون «أرواح عارية» لفادي قوشقجي والليث حجو من نصيب محطة لبنانية هي lbc أو الجديد.
هذا لجهة «سوريا الدولية»، أما المدير العام لـ «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني» المخرج فراس دهني فقد تحدّث عن مفاجآت سيحملها الموسم الرمضاني المقبل بالنسبة إلى نتاج المؤسسة. لكن يبقى السؤال حول مدى مساهمة قرار وزراء الخارجية العرب ـــ لو امتثل له المسؤولون عن «عربسات» و«نايلسات» ـــ في التأثير على الدراما السورية والتقليل من حجم مشاهدتها، خصوصاً أنّ التلفزيون السوري يعرض جميع الأعمال التي تنتج سنوياً.
من جهته، يصرّح رئيس مجلس إدارة «نايلسات» صلاح حمزة بأنّ الشركة لم تبلّغ بأي قرار رسمي بخصوص حجب المحطات السورية. ويضيف: «عندما يصلنا أي طلب في هذا الخصوص، سنبحث الأمر بالتنيسق مع وزارة الخارجية المصرية». وحين تقول له إنّ التوصية التي وجّهها الوزراء العرب إلى القمرين جاءت خلال مؤتمر صحافي وبالتالي كانت واضحة وعلنية، يردّ حمزة بأنّ لا تأثير للمؤتمر والأحاديث الصحافية «على سلوكنا كشركة تجارية ولو كان الاجتماع ممثلاً من الجانب المصري بوزير الخارجية. هذا لا يعني أنّه موقف مصري على الإطلاق». إذاً، يبدو أنّ هناك رهاناً سورياً كبيراً على قمر «نايلسات» الذي لن يمتثل لتوصية المقاطعة حتى الآن.
أما شركات الإنتاج السورية، فتنأى بنفسها عن الخوض في هذا الموضوع. بل يرفض غالبية المسؤولين فيها التصريح في هذا الخصوص على اعتبار أنّ القرار ذو خلفيات سياسية، لا يقصد فيه الدراما بقدر ما يقصد فيه محاربة الإعلام الذي يفضح سيلاً من أكاذيب ومبالغات تحدث في كل يوم. الموقف ذاته ينسحب على مجموعة كبيرة من نجوم الدراما السورية الذين يجدون بأن الصمت من ذهب في زمن الشتائم والتخوين ومسلسل التجريح الذي تشهده الساحة الفنية على خلفية الأزمة. ولا يبتعد كثيراً بسام كوسا عن رأي بعض زملائه. يقول : «لا شيء لديّ يمكن أن أقوله في هذا السياق. إنّها حالة ضغط حقيقية نتعرض لها، وقد تكون خطوة حجب الفضائيات السورية أقل خطورة من خطوات عديدة اتخذت من باب الحصار والضغط على سوريا». لكن للسيناريست نجيب نصير رأي في هذا الموضوع. يقول: «إنّها حرب حقيقية لا تميّز بين الفن والمآرب السياسية». ويضيف: «حجب الفضائيات السورية عن القمر الأوروبي ثم محاولة حجبها عن القمرين العربيين هي مقاطعة شبيهة بأي مقاطعة أخرى ومحاولة حقيقية لتغييب أي شيء لا ينسجم مع ما يتم بثه للمشاهد العربي بشكل عام». يستطرد كاتب «زمن العار» قائلاً: «وكي أكون أكثر صراحة، فإنّ غياب التلفزيون السوري حتى ولو كان أداؤه متواضعاً إنّما هو فرض حالة عمياء على المشاهد». وعن الحلول البديلة للدراما والإعلام السوريين أمام احتمال هذا الحجب، يجيب: «لم يعد مجدياً طرح الحلول من وجهات نظر فريدة. ما يحصل حالياً هو أجندة سياسية خطيرة تنفَّذ على مستوى دولي». إذاً، صحيح أنّ الخناق يضيق على الدراما السورية هذا الموسم. مع ذلك، ستكون حاضرة وبقوة على أهم المحطات العربية وخصوصاً الخليجية.

«رفّة» المثنى...
تؤكد بعض المصادر المطلعة من داخل شبكة mbc  بأنّ الشبكة الخليجية مهتمة بأعمال المخرج المثنى صبح خصوصاً بعدما حقّق مسلسله «جلسات نسائية» أعلى نسبة مشاهدة على المحطة السعودية في رمضان الماضي. حتى أنّه تفوق في عرضه الثاني على الأعمال المدبلجة التي غالباً ما تحقق نسبة مشاهدة عالية. لذلك، تؤكد تلك المصادر بأنّ مسلسل صبح الجديد «رفة عين» الذي كتبته وتلعب بطولته أمل عرفة سيكون واحداً من أهم الأعمال التي ستعرضها الشبكة على إحدى محطاتها من دون الأخذ في الاعتبار ما تواجهه «شركة سوريا الدولية» المنتجة للعمل من احتمال المقاطعة.

وسام كنعان

المصدر: الأخبار

التعليقات

سورية الدولية شركة خاصة يملكها شخص واحد لم يقبل أن يشاركه بها أحد ولم يقبل أن يشارك في ملكية أحد أعمالها أحد فكيف أصبحت هذه الشركة شبه رسمية هل لأن حمشو من المؤيديين للنظام يعني أنه والنظام شركاء في كل شيء , هذا ليس دفاع شخصي عن حمشو فأنا بالكاد أعرفه ولدي من النقد له أكثر مما لدي مديح. أما السيد وسام الذي أعرفه شخصياً وهو يعرفني ( بأسمي الصريح وليس أسم الأنترنت ) فأرجوا منه تحديد موقفه من وطنه والإبتعاد عن الكتابة من أجل الإثارة الصحفية أو من أجل إرضاء أشخاص أو جهات معينة . فأنا لازلت أذكر مقاله في الأخبار في بدايات الأزمة( يوم كان في طرف المعارضة قبل أن يصبح في الوسط ) الذي أدعى فيه أنه جال في دمشق ووصف ما شاهده من حواجز ومظاهرات وفي بعض المناطق قتلى وهي أمور يمكن لأي قاطن في دمشق أن يتحقق من عدم وجودها( في وقتها ) مما يعني أن المقال كتب وقتها ليُقرأ في الخارج و ليرضي جريدة الأخبار دون أن يرضي الحقيقة بالتأكيد . نرجوا أن تكون الإنعطافة في مقالاتك هي عودة حميدة لجهة الوطن والحق فأنا أعرفك إنساناً مكافحاً وحساساًوصريحاً . كنت أود أن أكتب لك منذ زمن أو أكلمك شخصياً لنها أتت هكذا فأقبلها مني سيد وسام .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...