هكذا سيكون مصير الجماعات الإرهابية في إدلب

30-05-2019

هكذا سيكون مصير الجماعات الإرهابية في إدلب

يستمر الجيش السوري بمحاربة الجماعات الإرهابية في ريفي إدلب وحماه، حيث تنتشر التنظيمات الإرهابية في مناطق خفض التصعيد، وتستهدف المدنيين في البلدات والمدن الآمنة التي تقع تحت سيطرة الدولة السورية.

كما أن الجماعات المسلحة بكل مسمياتها لم تلتزم باتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه بين الرئيسين الروسي والتركي في سوتشي عام 2018، وكانت الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا)، أكدت في اجتماعات أستانا على وحدة الأراضي السورية ومحاربة الإرهاب، لكن كل المعطيات تقول إن تركيا لم تستطع تنفيذ بنود سوتشي، وخاصة بند منطقة خفض التصعيد وسحب الأسلحة والجماعات المسلحة بعمق 15 كيلومترا بعيدا عن خط التماس مع الجيش السوري.

 فما كان على الجيش السوري والقوات الجو-فضائية الروسية إلا أن ترد على الجماعات الإرهابية وتستهدف أماكن تجمع الإرهابيين ومستودعات أسلحتها وخطوط إمدادها، وخلال أقل من شهر استطاع الجيش السوري التقدم وتحرير عدد من البلدات في ريفي حماه وإدلب.

وفي نفس السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين في جلسة لمجلس الأمن، ” أن هيئة تحرير الشام” تنظيم إرهابي وفقا للقرارات الأممية، ومحاربته حق بل واجب الحكومة السورية وكل المجتمع الدولي.

وأشار فيرشينين مع ذلك إلى أن “الحديث لا يدور عن عملية واسعة النطاق في إدلب وذلك لن يحدث”، مشددا على التزام روسيا بالاتفاق المبرم مع تركيا حول هذه المنطقة في 17 سبتمبر 2018.

وأعاد نائب وزير الخارجية الروسي إلى الأذهان أن هذه الوثيقة “تؤكد عزم أطرافها على مواصلة مكافحة الإرهابيين”، لكنه تعهد بأن إدلب “لن تصبح رقة ثانية، تلك المدينة الميتة التي دمرها وسوها بالأرض أعضاء التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة”.

إذا على ماذا تعول روسيا طالما لم تلتزم تركيا بتنفيذ اتفاق منطقة خفض التصعيد؟

يقول الدبلوماسي الروسي فياتشيسلاف ماتوزوف: “إن التصريح الروسي أنه لا توجد عملية عسكرية واسعة، هذا لا يعني التوقف عن محاربة الإرهاب، ولا مجال لوقف القتال ضد “جبهة النصرة” الإرهابية (المحظورة في روسيا)، وكانت روسيا قد أعطت عدة أشهر كمهلة لتركيا حتى تنفذ ما تم الاتفاق عليه في سوتشي في ترتيب الأمور مع التنظيمات الإرهابية سياسيا، لأنه هناك مدنيون يمكن أن يتأثروا بأي عملية عسكرية للجيش السوري ضد الإرهابيين، ولكن لا بد من تنفيذ هجوم للجيش السوري، إذا لم تتوقف الجماعات الإرهابية من استهداف القوات السورية وقاعدة حميميم”.

وتابع ماتوزوف: “إن تركيا فشلت في تنفيذ بنود سوتشي، وروسيا تعمل على مع كل الأطراف من أجل القضاء على الوجود الإرهابي على كامل الأراضي السورية، وكما قال بوتين إن سوريا دولة ذات سيادة ويجب أن تكون سلطة الحكومة السورية منتشرة على كل جغرافية الدولة”.

هل هناك فعلا دعما من قبل تركيا لجبهة النصرة كما صرح مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، حيث في سياق تحدثه عن دعم دول أجنبية للإرهاب في سوريا، قال الجعفري إنه عقد اجتماع برعاية من قبل الاستخبارات التركية وضم ممثلين عن تنظيمات “النصرة” و”جيش العزة” و”أحرار الشام” و”صقور الشام” “وجيش الأحرار”، وترأسه زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني؟

أجاب الخبير العسكري والسياسي كمال جفا قائلا: “إنها كذبة كبيرة، عندما يتحدثون عن وجود معارضة معتدلة ومعارضة متشددة في إدلب، وقد لاحظنا أنه عندما تم الهجوم على مواقع الجيش السوري، كانت هناك غرفة مشتركة وموحدة لجميع الجماعات الإرهابية التي تقتل الجيش السوري، وليست فقط جبهة النصرة الوحيدة التي تنفذ هجومات ضد الجيش السوري، وقد تبين أن الجماعات الإرهابية استخدمت سلاحا حديثا ومتطورا تم تسليمه لهذه الجماعات بدون استثناء، كما أن جميع الفصائل استخدمت آليات حديثة تركية في العمليات الانغماسية ونقل الإرهابيين من العصائب الحمراء، ويضا استخدم الإرهابيون محطات مراقبة وراجمات صواريخ ورادرات تركية”.

وأضاف كمال جفا: “لقد تم عقد عدة اجتماعات بين ضباط أتراك وزعيم جبهة النصرة، كما أن الغارة الجوية التي تم تنفيذها على مطار تفتناز والتي استهدفت غرفة العمليات بوجود ضباط أتراك مع كل الفصائل المسلحة التي تسيطر على كفريا والفوعة، حيث يقيم في البلدتين إرهابيون تركستان وأوزبيك ومقاتلون أجانب آخرون، وتم التعتيم على أسماء القتلى جراء استهداف الطيران السوري لمقر الفصائل الإرهابية في مطار تفتناز، هناك عمل مشترك وموحد تقوده المخابرات التركية ضد الدولة السورية وروسيا”.

بينما أكد فياتشيسلاف ماتوزوف بأن “الموقف الروسي يؤكد استمرار الحرب على الإرهاب في سوريا حتى القضاء على جميع الإرهابيين في سوريا، ولكن إن عدم توسيع العمليات العسكرية هو من أجل الحفاظ على أرواح المدنيين والبنية التحتية”.

فيما أضاف كمال جفا: “لن يتوقف الجيش السوري عن محاربة الإرهابيين، وسيواصل مهمته في مكافحة الإرهاب، وقد تم الاستثمار في الجماعات الإرهابية في إدلب، ولقد شاهدنا كيف نقلت الولايات المتحدة أعدادا من الإرهابيين في شرق سوريا من الباغوث إلى مناطق أخرى لاستخدامهم ربما في إشعال حروب أخرى يمكن في ليبيا أو باكستان أو سيناء، لذلك سيتم نقل القادة من الإرهابيين من إدلب حسب ما ترتئيه الدول المشغلة لهم، لذلك لن يتم القضاء عليهم، وقد تم أخفاء قادة الجماعات الإرهابية على الحدود مع تركيا حتى لا يموتون، ويمكن أن تنقل تركيا قسما من هؤلاء العناصر الإرهابية إلى جبهات أخرى لقتال حزب العمال الكردستاني، وقد تعمد الولايات المتحدة إلى نقل قسم من الإرهابيين إلى مناطق التوتر التي تريد تفجير حرب فيها”.

 


إعداد وتقديم: نزار بوش


سبوتنيك

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...