نتائج الانتخابات المحلية التركية: أبرز الاستنتاجات والدلالات

01-04-2009

نتائج الانتخابات المحلية التركية: أبرز الاستنتاجات والدلالات

الجمل: تم الإعلان أول أمس رسمياً في تركيا عن نتائج الانتخابات المحلية وبرغم حصول حزب العدالة والتنمية على مركز متقدم بالنسبة لبقية الأحزاب التركية فقد تفاوتت وجهات النظر حول دلالة الانتخابات.
* ماذا حملت نتائج الانتخابات المحلية:
أشارت النتائج النهائية الرسمية للانتخابات المحلية إلى الآتي:
• برغم العدد الكبير من القوى السياسية المتنافسة فقد انحصرت المنافسة بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية وحزب المجتمع الديمقراطي.
• توزيع نتائج الانتخابات على أساس معطيات الجغرافيا الانتخابية التركية يفيد لجهة أن:
- حزب الشعب الجمهوري: فازت قوائمه في المناطق الساحلية الغربية والجنوبية وتحديداً المناطق المطلة على البحر المتوسط.
- حزب التجمع الديمقراطي: فازت قوائمه في المناطق الجنوبية والشرقية.
- حزب الحركة القومية: فازت قوائمه في بعض المناطق المتفرقة.
- حزب العدالة والتنمية: فازت قوائمه في معظم تركيا إضافة إلى العاصمة أنقرة واسطنبول المدينة التركية الرئيسية الأكبر، وخسر الحزب في المناطق الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
هذا، وعلى أساس اعتبارات أرقام الإحصائيات فإن نتائج الانتخابات التركية المحلية حملت الدلالات الإحصائية الرقمية الآتية:
• بلغ العدد الإجمالي للناخبين الذين شاركوا في الانتخابات 48 مليون من إجمالي عدد سكان تركيا البالغ 72 مليوناً.
• حصل حزب العدالة والتنمية على 39% من أصوات الناخبين وتوزعت الـ61% الأخرى على الأحزاب والقوى السياسية الباقية بحيث حصل حزب الشعب على 23% وحزب الحركة القومية على 16%.
هذا، وتشير المعطيات الإحصائية الرقمية إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم كان من جهة قادراً على الحصول على أصوات الناخبين في المناطق الريفية ولكنه لم ينجح في الحصول على أصوات الناخبين في المدن الرئيسية ما عدا مدينتي أنقرة واسطنبول.
* دلالة الانتخابات المحلية على مستقبل حزب العدالة والتنمية:
انقسمت الآراء داخل وخارج تركيا لجهة تفسير ما تنطوي عليه نتائج الانتخابات من مؤشرات على مستقبل العملية السياسية التركية وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• فريق المتشائمين: يرى أن حزب العدالة والتنمية حصل في انتخابات عام 2007 على 47% من إجمالي أصوات الناخبين وبالتالي فإن حصوله على 39% مؤشر على انخفاض شعبيته، كما يرى هذا الفريق أن عدم نجاح الحزب في الحصول على 50% من مقاعد المحليات التركية معناه أن الرأي العام التركي الذي سبق أن ساند الحزب قد غير رأيه، بحيث أصبح يرى ضرورة تعزيز صيغة التوازن بين قاعدة السلطة (المحليات)، وقمة السلطة التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية.
• فريق المتفائلين: يرى أن احتفاظ حزب العدالة والتنمية بالصدارة أمر ينطوي في حد ذاته على دلالة إيجابية تفيد لجهة أن الناخبين الأتراك ما زالوا يتمسكون بموقفهم المساند للحزب، إضافة لذلك يرون أن الإقبال على الانتخابات كان ضعيفاً في المناطق الريفية والسبب في ذلك أن حزب العدالة والتنمية لم يركز على تغطية هذه المناطق التي تمثل مناطق نفوذه التقليدي، ولو ركز عليها لحصل على 50% من الأصوات.
* أبرز الاستنتاجات:
تشير الأرقام الإحصائية إلى أن حزب الشعب الجمهوري المعارض والمنافس الرئيس لحزب العدالة والتنمية حصل على 23% وما هو جديد يتمثل في أن الزيادة التي حصل عليها الحزب كانت في مناطق نفوذه التقليدي وبتحديد أكبر كانت خصماً من رصيد الأحزاب العلمانية الأخرى، وليس من رصيد حزب العدالة والتنمية أما بالنسبة للحركة القومية فقد حصلت على 16% وكانت الزيادة في أصواته خصماً من رصيد الأحزاب القومية التركية وليست خصماً من رصيد العدالة والتنمية وبالتالي وبكلمات أخرى، فقد أكدت المؤشرات الرقمية إلى أن شعبية كل من حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية التركي تزايدت في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية الأحزاب العلمانية والقومية التركية الأخرى.
ما هو جدير بالملاحظة أن الحزب الإسلامي التركي استطاع الحصول على أصوات ذوي التوجهات الأصولية الإسلامية والشرائح السكانية الأكثر تديناً، وقد فسرت التحليلات ذلك بأن هذه الأصوات كانت تذهب لصالح حزب العدالة والتنمية وبالتالي فإن ذهابها لصالح الحزب الإسلامي التركي يعني أنها كانت حسماً من رصيد حزب العدالة والتنمية.
* ما هي ردود أفعال حزب العدالة والتنمية إزاء نتائج الانتخابات المحلية؟
نقلت التقارير الصحفية التركية أن حزب العدالة والتنمية وإن كان حصل على العدد الأكبر من المقاعد في الانتخابات المحلية فإن قيادة الحزب نظرت إلى هذه النتائج باعتبارها تمثل "الكرت الأصفر" واعتبرتها إنذاراً بضرورة العمل من أجل منع تدهور شعبية الحزب. وتقول التسريبات الصادرة من أنقرة أن قيادة الحزب تنظر الآن في أمر القيام بالآتي:
• تسيير شؤون الدولة والحكم وفي الوقت نفسه إقصاء المسؤولين الذين لا يتمتعون بالشعبية والسند الكافي في أوساط الرأي العام التركي.
• تطبيق برنامج إصلاحات اقتصادية – سياسية – اجتماعية داخلي يتيح تغطية الثغرات التي أدت إلى توجيه الانتقادات إلى أداء الحزب في الحكومة.
• الاهتمام بالعلاقات الاقتصادية الخارجية بما يؤدي إلى جذب المزيد من تدفقات رأس المال المباشرة وغير المباشرة إضافة إلى تحسين قطاع الخدمات وتنشيط السياحة والنقل.
وعلى هذه الخلفية، من المتوقع أن تعلن حكومة حزب العدالة والتنمية عن برنامج إصلاح شامل يتضمن ثلاثة مراحل ويتم تطبيقه بما يتيح تلبية مطالب الرأي العام التركي هذا، وتشير بعض التحليلات إلى أن قدرة حكومة حزب العدالة والتنمية على القيام بأعباء هذا البرنامج الإصلاحي ستكون محدودة بسبب أن الحصول على التمويل اللازم يتطلب موافقة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات النقدية والمالية الدولية الأخرى وهو أمر يتطلب من أنقرة أولاً وقبل كل شيء الاهتمام بتحسين علاقاتها مع واشنطن، فهل سيستجيب حزب العدالة والتنمية إلى ذلك؟ أم سيمضي قدماً في رهانه على أولوية الاعتماد على الذات؟

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...