نانسي بيلوزي: كارثة النظافة التي تهدد مستنقع الكونغرس الصقوري

10-11-2006

نانسي بيلوزي: كارثة النظافة التي تهدد مستنقع الكونغرس الصقوري

الجمل : نانسي بيلوزي، من مواليد 26 مارس 1940م، كانت في الفترة السابقة تتقلد منصب زعيمة الأقلية داخل مجلس النواب الأمريكي (رئيسة المجموعة البرلمانية لنواب الحزب الديمقراطي داخل المجلس) وحاليا بعد فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد مجلس النواب الأمريكي بات في حكم المؤكد أن نانسي بيلوزي سوف تصبح رئيسة المجموعة البرلمانية التي تمثل الأغلبية، وهو المنصب الذي كان يتقلده النائب الجمهوري هاشارد الذي تم استبعاده خلال  الشهر الماضي بسبب تورطه في الفضائح الجنسية المتعلقة بـ(دعارة الصبيان).
تنتمي نانسي بيلوزي لأبوين أمريكيين من أصل إيطالي وكان والدها توماس اليساندرو عضوا بارزا في الكونغرس الأمريكي عن ولاية ميريلاند، كذلك عمل عمدة لولاية باليثمور.
في عام 1983 توفي فيليب بورتون، عضو الكونغرس الأمريكي، وانتخب سكان الولاية زوجته سالا بدلا عنه في الانتخابات التكميلية التي تم إجراءها. وعندما مرضت سالا لاحقاً بالسرطان أوصت مقترحة بان يتم ترشيح نانسي بيلوزي لملء مقعدها في الكونغرس. وبعد وفاة سالا في 1 شباط 1987م. تم ترشيح نانسي بيلوزي في عام 1988 والتي فازت بعضوية الكونغرس لأول مرة آنذاك. ومن ثم بدأت حياتها النيابية.
ثم ظلت بعد ذلك تفوز بعضوية الكونغرس الأمريكي، وبسبب شعبيتها المرتفعة، كانت تحصل دائما على حوالي 70% من إجمالي أصوات ولايتها على الأقل. ولم يستطيع أي منافس جمهوري أن يحصل في المنافسة أمامها على أكثر من 13% فقط من الأصوات. وهكذا على مدى ثمانية دورات انتخابية أصبحت دائرة الانتخابات. دائرة مغلقة للحزب الديمقراطي.

من مواقفها السياسية:
- عارضت بشدة قيام الحكومة الصينية بقمع الاحتجاجات الشعبية في ساحة تيانان مين، وذلك عندما تصدى العسكر بالقوة لتفريق الطلاب المعتصمين في الساحة بالعاصمة بكين.
- عملت بنشاط في لجان الأمن بالمخابرات التابعة للكونغرس الأمريكي.
- تتمتع بشعبية كبيرة بين الديمقراطيين من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، وكذلك لأن شراءها وامتلاكها لعشرات ملايين الدورلات، اعطاها قدرة أكبر في التأثير على هؤلاء النواب، وذلك بسبب التبرعات السخية التي ظلت تقدمها دعما لحملاتهم الانتخابية وحتى عام 2002 كانت نانسي بيلوزي تعمل نائبة لغرابهارديت رئيس الأقلية الديمقراطية في الكونغرس.. وبعد استقالته قام نواب الحزب الديمقراطي بانتخابها بدلا عنه.
يرجح الكثيرين فوزها الكاسح في انتخابات الكونغرس إلى تأثير الأجندة التي ظلت تتبناها داخل الكونغرس وفي حملاتها الانتخابية، وهي أجندة تتمثل في:
- حق الإجهاض: وحيال هذا الأمر تتخذ نانسي بيلوزي موقعا صلبا متشددا يطالب بأن ينص القانون الأمريكي على إعطاء هذا الحق للمرأة حصراً. وقد استطاعت فرض هذا الأمر على قانون ولايتها – كاليفورنيا- وحاليا تحاول فرضه على كل أمريكا بحيث يصبح حقا فيدراليا عاما للجميع.
- الجرائم ضد المرأة الحامل: وتطالب نانسي بيلوزي بأن ينص القانون الأمريكي على الطابع المزدوج للجرائم ضد المرأة الحامل، باعتبار أن هناك جريمتين وليس جريمة واحدة، فالجريمة الأولى ضد المرأة والجريمة الثانية ضد الجنين الذي يعيش داخلها. ولم يولد بعد. كذلك ظلت تدعم الحملات بين أعضاء الكونغرس للوقوف بجانب الاقتراحات الداعمة لقضايا المرأة.
- الزراعة: ظلت نانسي مؤيدة للسياسات الأمريكية الداعمة للأنشطة الزراعية.
- الميزانية والضرائب: تؤيد التمويل الفيدرالي للبرامج الحكومية ورفع وزيادة الضرائب. فقط عندما يكون ذلك ضروريا.
- الحريات المدنية: تؤيد الحريات المدنية وحرية التعبير كذلك تؤيد بشدة فصل الدين عن الدولة.
- الدفاع والأمن القومي: قبل أحداث الحادي عشر من أيلول كانت تطالب بضبط الإنفاق في شؤون الدفاع والأمن، ولكن بعد وقوع الأحداث أصبحت تؤيد عموما زيادة الإنفاق في مجالات الأمن والدفاع والحرب ضد الإرهاب.
- التعليم: تطالب بضرورة الإنفاق الحكومي على التعليم بكافة مراحله. وعدم ترك أمر تمويل التعليم للقطاع الخاص.
- البيئة والطاقة: تؤيد كل التوجهات الرامية إلى حماية البيئة والقضاء على خطر التلوث، كذلك تطالب بدعم البرامج الهادفة إلى تعزيز قدرة أمريكا في التخلص من التبعية النفطية التي تعاني منها حاليا.
- ضبط انتشار الأسلحة النارية: تطالب نانسي بيلوزي بضرورة إصدار قانون يفيد ويضبط ملكية السلاح الناري في أمريكا.
- الهجرة: تؤيد حقوق الهجرة والمهاجرين إلى أمريكا.
- العمل: وتطالب برفع الأجور.
- العناية الصحية: تطالب بأن تفرض الحكومة الأمريكية ضوابطا متشددة على المرافق الصحية.
- البحث العلمي: تطالب بدعم البحوث الطبية والعلمية.. وبالذات الجوانب المتعلقة بالخلايا الجذعية، والجينوم، والهندسة الوراثية.
علق ينويت غنغريش المتحدث السابق باسم البيت الأبيض- وأحد المحافظين الجدد- بان تقلدها لمنصب زعيم الأغلبية في مجلس النواب سوف يكون كارثة للبلاد.
- يكرهها الجمهوريون كثيرا، وذلك لأنها كانت تقوم بإفشال وإحباط كل محاولات الجمهوريين (خلال دورة الكونغرس السابعة) التي كان يشرف عليها ديك تشيني، من أجل إحداث الانقسام والانشقاق في أوساط الديمقراطيين.
- يعتبر الرئيس بوش وديك تشيني من أكثر الخاسرين بسبب تقلدها لمنصب زعيمة الأغلبية في مجلس النواب وذلك لأنها سوف تعمل- كما قالت- من أجل دعم تنفيذ اقتراحها، والذي حشدت وعبأت النواب الديمقراطيين حوله، وهو اقتراح يهدف إلى إصدار قانون يحظر دعم الحكومة الأمريكية للشركات النفطية. وحاليا تقول نانسي بيلوزي بأن هذا القانون سوف يصدر. وبأنها سوف تحمله وتوصله شخصيا إلى طاولة الرئيس بوش ونائبه دك تشيني.
- عند سماعها خبر الفضائح الجنسية لأعضاء الكونغرس المتورطين في دعارة الصبيان، صرحت نانسي بيلوزي قائلة: بأنها سوف تأخذ معها بعد فوزها إلى واشنطن امرأة لكي تقوم بتنظيف و(شطف) مستنقع الكونغرس الأمريكي من الوحل والقاذورات.
وبرغم كل مواقفها المعادية لسياسات الحزب الجمهوري والإدارة الأمريكية الـ(صقورية) فإن نانسي بيلوزي تعاني هي أيضا من (عقدة) مشكلة الشرق الأوسط في السياسة الأمريكية المعاصرة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن نانسي بيلوزي قد اشتركت في دعم وتبني عريضة مجلس النواب الأمريكي التي حملت اسم (قانون مكافحة الإرهاب الفلسطيني) برغم أن نانسي أيدت فرض العقوبات ضد حركة حماس إلا أنها تحفظت إزاء فرض العقوبات ضد حركة فتح والشخصيات الفلسطينية الأخرى مثل حنان عشراوي وغيرها.


الجمل:قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...