مفاوضات يمنية ـ أميركية برعاية عُمانية

01-06-2015

مفاوضات يمنية ـ أميركية برعاية عُمانية

يبدو أن المفاوضات التي يجريها وفد «أنصار الله» مع مسؤولين أميركيين برعاية عُمانية في العاصمة مسقط بدأت تأخذ صداها في أكثر من اتجاه، بالرغم من أنَّ تفاصيلها ما زالت غير مُعلنة، إلَّا أنَّ الأنباء الواردة تفيد بأنَّها تسعى إلى رسم ملامح حلٍّ سياسيّ في المرحلة المقبلة لإنهاء الأزمة ووقف الحرب على اليمن.
هذه المعلومات أكّدتها الحكومة اليمنية المستقيلة، ومقرّها الرياض، لافتةً إلى أنَّ شخصيات رفيعة المستوى من جماعة «أنصار الله» تُجري محادثات مع مسؤولين أميركيين في سلطنة عُمان لدفع جهود حلّ الأزمة في اليمن.
ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم الحكومة راجح بادي قوله: «بلغنا أنَّ هناك لقاءات بطلب من أميركا، وأن طائرة أميركية خاصة نقلت الحوثيين إلى مسقط»، مشيراً إلى أنَّ حكومته لا تشارك في المحادثات. كما تمنّى «أن تكون هذه اللقاءات في إطار الجهود الدولية لتنفيذ القرار الأممي الرقم 2216».
وكان المتحدث باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام قد أعلن في 23 أيار الماضي أنه غادر برفقة وفد رسمي من الجماعة يضم رئيس المجلس السياسي للجماعة صالح الصماد وعضو المجلس السياسي علي القاحوم، إلى مسقط لبحث الأزمة مع الحكومة العُمانية.
وقال مسؤولون يمنيون التقوا بالمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد في صنعاء، أمس الأول، إنّه أبلغهم بأنَّ «محادثات غير مباشرة» تجري في مسقط بين وفد الجماعة ومسؤولين أميركيين بوساطة عُمانية.
ولد الشيخ أحمد الذي غادر العاصمة اليمنية، يوم أمس، بعد زيارة استمرت يومين التقى خلالها عدداً من المكونات السياسية لبحث التطورات وإيجاد حل سياسيي للأزمة اليمنية، قال قبل مغادرته مطار صنعاء، إنَّ الحل يكمن بين التقاء جميع الأطراف لإيجاد صيغة مشتركة للخروج باليمن من أزمته الراهنة، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية ـ «سبأ».
وذكر مصدر حكومي يمني أن المبعوث الأممي سيلتقي الرئيس عبد ربه منصور هادي، لبحث استئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة.
وكانت مصادر سياسية يمنية مطلعة كشفت أنّ ولد الشيخ أحمد يسعى من خلال مباحثاته مع الأطراف اليمنية إلى إعلان هدنة جديدة لوقف إطلاق النار، واستئناف المفاوضات لحل الأزمة سلمياً في البلاد.
وحتى مساء الجمعة الماضي، كانت الحكومة المستقيلة ترفض الاعتراف بمبادرة عُمانية، مشيرةً إلى أنَّ المحادثات التي يجريها وفد جماعة «أنصار الله» في سلطنة عُمان حالياً، شأن خاص بهم فقط.
وقال السكرتير الصحافي للرئيس عبد ربه منصور هادي مختار الرحبي إنّ «الحكومة اليمنية لم تتلقَّ بشكل رسمي أيّ مبادرات من سلطنة عمان لإنهاء الصراع في اليمن، ما يجري في عُمان هو مشاورات خاصة وليست مبادرة».
وللمرة الثانية منذ بدء الحرب على اليمن، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية «التحالف» الذي تقوده السعودية باستخدام أسلحة عنقودية قد تعرِّض أعداداً كبيرة من المدنيين، ولا سيما الأطفال، للخطر.
وأوردت المنظمة حالة اثنين من المدنيين على الأقل، أصيبا بهذه الأسلحة المحظورة. وفي 27 نيسان الماضي قرب قرية العمر في محافظة صعدة (شمال)، أصيب مدنيان على الأقل بقنبلة عنقودية ألقتها إحدى الطائرات. كما أصيب أربعة مدنيين بينهم طفل في العاشرة من عمره بجروح عندما انفجرت ذخائر عنقودية، في 29 نيسان في قرية قريبة من الحدود السعودية.
وتحدثت «رايتس ووتش» عن غارتين أخريين في 23 أيار الماضي، في صعدة أيضاً، حيث استخدمت هذه القنابل من دون أن تؤدي إلى سقوط ضحايا. وأضافت «لكن الذخائر العنقودية التي لا تنفجر على الفور قادرة على أن تصيب بجروح أو تقتل الذين يلمسونها بعد ذلك».
وقال الباحث في المنظمة اولي سولفانغ إنَّ على «التحالف» أن يعرف أنَّ استخدام الأسلحة العنقودية المحظورة يؤذي المدنيين وخصوصاً الأطفال.
ميدانياً، تمكَّن الجيش اليمني بمساندة «اللجان الشعبية» التابعة لـ «أنصار الله» من دخول مديرية الصعيد التابعة لمحافظة شبوة النفطية جنوب شرق اليمن، والسيطرة عليها بعد معارك عنيفة مع الميليشيات المسلحة الموالية لهادي.
وأفاد مصدر قبلي بأنّ السيطرة على الصعيد ومن قبلها عاصمة المحافظة عتق، جاءت بسبب «النقص الحاد في الأسلحة والعتاد العسكري والذخيرة لدى المقاومة، مقارنة بما يمتلكه مسلحو الحوثي والعسكريون الموالون» لهم. وأضاف «برغم مطالباتنا المتكررة بإمدادنا بالسلاح والذخيرة من قوات التحالف (الذي تقوده السعودية) ومساندتها لنا جوياً، لكن طلباتنا كانت تقابل بالمماطلة».
كما تمكن الجيش و «اللجان» من السيطرة على مواقع مهمة في محافظة تعز في جنوب غرب اليمن، وذلك بعد معارك مع عناصر تنظيمي «القاعدة» و «حزب الإصلاح» (إخوان مسلمين).
ونقلت «سبأ» عن مصدر عسكري قوله إنَّ «الجيش واللجان الشعبية تقدموا باتجاه منطقة كلابه وعلى امتداد شارع الأربعين من الجهة الشرقية»، مضيفاً أنَّه «تم تطهير العديد من المواقع والتباب والمباني التي كانت تتمركز فيها العناصر الإجرامية، ملحقين بها خسائر كبيرة».
في هذه الأثناء، ذكرت تقارير أنَّ طائرات «التحالف» قد شنَّت غارات على مواقع في صنعاء، مستهدفةً قاعدة جوية بالقرب من المطار الدولي، ومنشأة عسكرية تشرف على مجمع القصر الجمهوري، بعد إعلان السعودية عن مقتل أحد الحراس وجرح سبعة آخرين نتيجة سقوط صواريخ أطلقت من الأراضي اليمنية على منطقة نجران.
إلى ذلك، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أنَّ «العديد» من المواطنين الأميركيين محتجزون حالياً في اليمن، وذلك إثر معلومات أوردتها صحيفة «واشنطن بوست» مفادها أن الحوثيين يحتجزون أربعة أميركيين على الأقل.
وقال المسؤول إنَّ وزارة الخارجية «اطلعت على مقالات تذكر أنَّ العديد من المواطنين الأميركيين احتجزوا أخيراً في اليمن»، لافتاً إلى أنَّ الولايات المتحدة «تبذل ما في وسعها للإفراج عن هؤلاء الأشخاص».

«السفير»+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...