مصير القاعدة في العراق بعد مرحلة الزرقاوي

12-06-2006

مصير القاعدة في العراق بعد مرحلة الزرقاوي

من يخلف الرزقاوى .. بات هذا هو الشغل الشاغل للقاص والداني بعد الإعلان في الثامن من يوينو عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق أبى مصعب الزرقاوى وتردد أكثر من اسم لخلافته .
وكان مجلس شورى المجاهدين التابع لتنظيم القاعدة في العراق قد أعلن في التاسع من يونيو عن تولى أبى عبد الرحمن العراقي قيادة التنظيم خلفا للزرقاوى، وقالت في بيان لم يتسن التأكد من صحته . .
     "إن أميرنا و شيخنا و حبيبنا ابو مصعب الزرقاوي قد نال ما فارق أهله لأجله نسال الله ان يسكنه فسيح الجنان ، وإننا نبايع أبى عبد الرحمن العراقي لقيادة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ونجدد البيعة للشيخ عبد الله رشيد البغدادي لقيادة مجلس شورى المجاهدين كما نؤكد لشيخنا أسامة بن لادن و نشهد الله على كلماتنا اننا على الدرب ماضون و بجنات الفردوس راغبون و ان مسيرنا لن يتوقف الا ان تتطاير أشلائنا او نقيم دين ربنا " .

   ورغم هذا الإعلان رجحت تقارير صحفية ومصادر الاحتلال الأمريكى في العراق تولى أحد ثلاثة مرشحين ينتمون لجنسيات عراقية وسورية ومصرية ، قيادة التنظيم خلفا للزرقاوى ، وقالت تقارير صحفية ، إن أبى اسيل العراقي وهو ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية العراقية ويبلغ من العمر (62 عاما) وينحدر من محافظة الانبار ، هو المرشح لخلافة الرزقاوى ، بينما رجحت تقارير أخرى تولى أبو الغادية السورى الذي دخل العراق قبل عامين قيادة التنظيم ، لكن الاحتلال الأمريكي توقع شخصا ثالثا لخلافة الزرقاوي هو أبى أيوب المصري .

   وفي هذا الصدد ، قال المتحدث باسم الاحتلال الجنرال ويليام كالدويل :" لقد تتبعنا تحركاته منذ بعض الوقت ونعتقد أنه جاء إلى العراق للمرة الأولى عام 2002 ونشتبه في أنه شارك في إقامة أول خلية للقاعدة في العراق وهو مختص بصناعة القنابل" .وأضاف المتحدث الأمريكى أن المصري كان قد عرف الزرقاوى في معسكر الفاروق التابع لتنظيم القاعدة في أفغانستان بين عامي 2001 و 2002 وأنه يرتبط بصلات وثيقة للغاية بالرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري.

 ويقفز تساؤل جوهرى هنا " ما مستقبل تنظيم القاعدة في العراق ومستقبل المقاومة بعد مقتل الرزقاوى"؟.

   يري مراقبون أنه من الخطأ الاعتقاد أن اغتيال الزرقاوي سيؤدي الي تقليص الهجمات ضد قوات الاحتلال في العراق ، فاعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أدي إلي تصاعد المقاومة العراقية وارتفاع درجة النوعية في عملياتها ، كما أنه من المرجح أن يخلف الزرقاوى في قيادة القاعدة من هو أكثر تشددا منه ، وهو أبى عبد الرحمن العراقى ، الذى يعتقد أنه العقل المدبر لاغتيال الزعيم الشيعى محمد باقر الحكيم الذى لقى مصرعه في تفجير سيارة مفخخة في النجف في 29 أغسطس 2003 .

   وأوضح المراقبون أن اغتيال الزرقاوي لن يضعف تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، بل سيزيده قوة، لأن الرجل بتهوره واندفاعه، شكل معضلة للتنظيم، وهز صورته في العالم الإسلامي، ولذلك لم يتردد أيمن الظواهري الرجل الثانى في تنظيم القاعدة في انتقاد إعدام الرزقاوى الرهائن الأجانب واستهدافه الشيعة ولذلك عزل من قيادة مجلس شوري المجاهدين، وحصر دوره في العمليات العسكرية فقط ، بسبب حرص زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن على جعل محاربة القوات الأمريكية في العراق علي رأس أولويات التنظيم وتجنب إشعال حـــــرب طائفية هناك .

   وأضاف المراقبون أن الخاسر الأول من مقتل الزرقاوي هو الإدارة الأمريكية لأنها فقدت أداة إعلامية مهمة للتشهير بالمقاومة العراقية والنيل من سلوكها الجهادي خاصة وأن الزرقاوي وفر لهذه الإدارة مادة دعائية مهمة عندما كانت تقوم جماعته بذبح الرهائن أمام عدسات التلفزة بشكل بشع ومقزز ، ما أفقد الزرقاوي وتنظيمه تعاطف الآخرين بل خلق جبهة معادية عريضة له ولتنظيمه ليس فقط بين الأجانب وإنما في الأوساط العربية والإسلامية ، وأكد المراقبون أيضا أن الرابح من مقتل الزرقاوي هو المقاومة العراقية لأن هذه المقاومة تريد أن تظهر للعالم بوجه حضاري وبوجه مقاوم وطني ولا تريد أن يشوهها أحد سواء بقطع رؤوس الرهائن أو بأساليب متهورة وطائشة ومندفعة تخدم الاحتلال ومشاريعه في إضعاف وتشويه صورة المقاومة.

   كما أن الإدارة الأمريكية خسرت بمقتل الزرقاوي عنصرا مهما لتنفيذ مخططها الشيطاني بإشعال حرب أهلية عراقية لأن ممارسات وتصرفات الزرقاوي كانت بمثابة عود ثقاب لإشعال الحرب الطائفية العراقية عندما تحدث بروح عدائية ضد الطائفة الشيعية ونسي أن هذه الطائفة هم مسلمون ، وأشار المراقبون أيضا إلى أن الإدارة الأمريكية خسرت بمقتل الزرقاوي ادعاء مزيفا كانت تضلل بهد الرأي العام الأمريكي والعالمي عندما كانت تقول إنها ستنسحب من العراق فور انتهاء مهمتها، فى القضاء على ما تسميه بالإرهاب في العراق ، ولذلك بعد مقتل الزرقاوى سيتأكد للعالم أجمع أن الولايات المتحدة احتلت العراق للبقاء فيه والسيطرة على ثرواته النفطية.

   وفي مواجهة الرؤية السابقة ، يرى مراقبون آخرون أن مصرع الزرقاوى من شأنه أن يضعف تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ، ويوفر الاستقرار النسبى للحكومة العراقية الجديدة ، كما أنه ليس هناك من هو أسعد بمقتل أبومصعب الزرقاوي في الدنيا من الإدارة الامريكية.فقد تنفس الكثيرون من أركان تلك الادارة الصعداء بعد الاعلان عن مقتل الزرقاوي لأن هذا الحدث قدم لهم مساحة من الوقت للتحدث للرأي العام الامريكي بأن حربهم علي الارهاب باتت تؤتي بثمارها ، وأنهم ينجحون في النيل من رموز " الإرهاب" في العالم ، كما أنه رفع من شعبية بوش بعد أن تراجعت بشدة في الفترة الأخيرة بسبب تصاعد الخسائر في قواته وارتكاب جنوده مجازر مروعة بحق المدنيين العراقيين وبقاء أبرز قيادات القاعدة على قيد الحياة .

   أبوعبدالرحمن العراقي ، كان مجاهدا في أفغانستان ضد السوفييت في الثمانينات وكان مقربا من الشيخ أسامة بن لادن ن وقد عرف عنه الشجاعة في النزال والحزم والصرامة في اتخاذ القرار ، وكان العقل المدبر لاغتيال الزعيم الشيعى محمد باقر الحكيم ، كما أنه يعتقد أنه هو الذى حرض الزرقاوى على استهداف الشيعة ولذلك يحذر المراقبون من هجمات أكثر دموية إذا تولى رئاسة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين .

  تردد أن له تسعة أسماء حركية، رغم أن اسمه الحقيقى هو أحمد فضل الخلايلة ، ولد أبو مصعب الزرقاوى عام 1966 بمدينة الزرقا شمال شرق العاصمة الاردنية عمان، وغادرها نهائيا عام 1999 ، لينضم إلى تنظيم القاعدة في أفغانستان ، ومن وقتها والاتهامات تلاحقه، حتى تطورت إلى أحكام عسكرية أردنية ، حيث صدر ضده ثلاثة أحكام بالإعدام ، أولهما فى السادس من إبريل 2002 لتورطه فى اغتيال الدبلوماسى الأمريكى لورنس فولى والثانى فى 18 ديسمبر 2005 فى قضية محاولة تفجير معبر الكرامة على الحدود مع العراق والثالث فى منتصف فبراير 2006 فى قضية التخطيط لتنفيذ عمليات عسكرية داخل الاردن استهدفت مبنى دائرة المخابرات العامة ومبنى رئاسة الحكومة إضافة الى التخطيط لضرب ميناء ايلات الاسرائيلى بالصواريخ بعد أن عثرت قوة من الوحدات الخاصة الاردنية فى 31 مارس 2004 خلال حملة مداهمة فى اربد شمال عمان على سيارة بداخلها متفجرات ومواد كيميائية .

   وأشارت لائحة الاتهام فى القضية إلى أن المتهمين تلقوا دعما ماليا من الزرقاوى فى العراق يقدر بحوالى مليون ونصف المليون دولار ، كما اصدرت محكمة امن الدولة فى الاردن فى مارس الماضى حكما غيابيا بسجن الزرقاوى 15 سنة بتهمة التخطيط لتنفيذ هجمات بينها اعتداء على السفارة الاردنية فى العراق ، وأسس الرزقاوى جماعة التوحيد والجهاد بعد الاحتلال الامريكى للعراق ، ثم أسس قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين التى تضم ست جماعات من المقاومة العراقية عقب تكليفه من أسامة بن لادن في السابع والعشرين من ديسمبر 2004، وذلك بدلاً من جماعة التوحيد والجهاد ، ورصد الأمريكيون مكافأة مالية قدرها 25 مليون دولار لمن يدلى بمعلومات تؤدى إلى اعتقاله في العراق ، بعد أن ، ونجا الزرقاوى أكثر من مرة غارات أمريكية استهدفت قتله في العراق .
   واستغلت أمريكا مقاومة الزرقاوى لتشويه المقاومة العراقية بعد بث شريط له يهدد بمزيد من الهجمات ضد الاحتلال ومن يصفهم بعملائه العراقيين، حيث استغلته أمريكا فى محاولة منها لزرع فتيل فتنة بين الشيعة والسنة. وكذب البعض اتهامات واشنطن للزرقاوى بشن هجمات ضد الشيعة والمدنيين ،حيث فجر الملا كريكار زعيم جماعة أنصار الإسلام مؤخرا قنبلة من العيار الثقيل عندما أعلن أن أبى مصعب معتقل منذ فترة طويلة فى السجون الإيرانية، وأن طهران رفضت طلبا أمريكيا لتسليمه إليها . 
   كما وصف مراقبون اتهامات واشنطن بأنها حدوتة إعلامية تتلاعب فيها أمريكا بشعبها.. وبقطاعات من الشارع العربى، حتى أن مجموعات شيعية قالت إن القوات البولندية في العراق أجهضت محاولة الشرطة العراقية لاعتقاله أثناء محاولته تفجير شاحنة مفخخة ، ومنذ منتصف مايو الماضى ،أعلن جيش الاحتلال الأمريكى أنه اقترب كثيرا من اعتقال الزرقاوى ، وفي السابع من يونيو أعلن أنه قتل الزرقاوى .
 

 

 جهان مصطفى
المصدر: المحيط

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...