مرسي يهاجم الإعلام ويتوعد معارضيه: سـأقطع الإصبـع التي تمتـد إلى مصـر

25-03-2013

مرسي يهاجم الإعلام ويتوعد معارضيه: سـأقطع الإصبـع التي تمتـد إلى مصـر

شنّ الرئيس المصري محمد مرسي، أمس، أعنف هجوم ضد معارضيه، متوعداً باتخاذ «الإجراءات اللازمة» ضدهم، في حال ثبتت «إدانتهم» في أعمال العنف التي تشهدها مصر حالياً، وملمحاً إلى أنه «على وشك» القيام بذلك، فيما وجه سهامه باتجاه الإعلاميين، الذين واجهوا يوم امس حصاراً محكماً في قنواتهم داخل مدينة الانتاج الإعلامي من قبل مناصري تيار الإسلام السياسي.
وكتب مرسي، في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إنه «اذا ما أثبتت التحقيقات إدانة بعض الساسة فسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم مهما كان مستواهم». وأضاف «أدعو جميع القوى السياسية إلى عدم توفير أي غطاء سياسي لأعمال العنف والشغب، ولن أكون سعيداً إذا ما أثبتت التحقيقات إدانة بعض الساسة».
وتابع «اذا ما اضطررت لاتخاذ ما يلزم لحماية هذا الوطن سأفعل وأخشى أن أكون على وشك أن أفعل ذلك»، مشـدداً في الوقت ذاته على أن «التظاهر السلمي مكفول للجميع».
وكتب مرسي، في تغريداته على «تويتر»، «أنا رئيس لكل المصريين ولن أسمح أن يتم النيل من الوطن»، معتبراً أن «المحاولات التى تستهدف إظهار الدولة بمظهر الدولة الضعيفة هي محاولات فاشلة، وأجهزة الدولة تتعافى، وتستطيع ردع أي متجاوز للقانون».
وشدد مرسي على أنه «لا بد من إعمال القانون إذا ما تعرض أمن الوطن والمواطن للخطر»، مشيراً إلى أن «الكل أمام القانون سواء ولن أسمح بأي تجاوز للقانون سواء كان من مؤيد أو معارض، من رجل شرطة أو رجل دولة».
وفي كلمة ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر نظمته الرئاسة المصرية حول حقوق المرأة، شن مرسي هجوماً أعنف على معارضيه، متوعداً الجميع بالمحاسبة والمساءلة.
وبلهجة تحذيرية، قال مرسي «من سيضع صباعه داخل مصر سأقطعه»، مضيفاً «أنا شايف صباعين تلاتة بيتمدوا جوّه من تافهين لا قيمة لهم فى العالم».
حديث مرسي عن قطع الأصابع التي تمتد داخل مصر، والذي تحول إلى أضحوكة الناشطين ومتصفحي مواقع التواصل الاجتماعي، بدت رسالة واضحة الى قادة «جبهة الإنقاذ الوطني»، أي رئيس «حزب الدستور» محمد البرادعي ورئيس التيار الشعبي حمدين صباحي والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، خصوصاً بعد إشارته إلى البرادعي بطريقة غير مباشرة، قائلاً «واحد مسافر النهارده يقابل المفسدين»، وهو يقصد بذلك المدير العام السابق للوكالة الذرية، الذي غادر القاهرة أمس متوجهاً إلى الإمارات، حيث يقيم المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق، للمشاركة في مؤتمر الحاصلين على نوبل.
رسالة مرسي تلك، أثارت مخاوف من احتمال أن يكون الرئيس «الإخواني»، ومن خلفه مكتب الإرشاد في جماعة «الإخوان»، قد أعد خطة للتخلص من معارضيه، خصوصاً أن هذه الرسالة قد اقترنت برسالة أخرى وجهها مرسي إلى الإعلام، وكانت بمثابة الضوء الأخضر لقيام مجموعات من تيار الإسلام السياسي بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، في تحرك شهد استعراضات قتالية لعناصر من تنظيم «الجهاد».
وفي كلمته أمام مؤتمر حقوق المرأة، شن مرسي هجوماً عنيفاً على الإعلاميين، وخص في هذا الهجوم رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، الذي كان يملك قناة «أون تي في « من دون أن يسمّيه (القناة حالياً يملكها مستثمر تونسي). وفي إشارة إلى ساويرس قال مرسي «هناك شخص لديه قناة فضائية ومتهرب من الضرائب يحرّض المذيعين».
وفي موازاة الهجوم الذي شنه مرسي على الإعلاميين، والذي سبقه تهديد أطلقه القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين» عصام العريان بشأن «محاصرة بيوت الإعلاميين في القنوات الخاصة اذا لم يكشفوا عمّا يتقاضوه من أموال»، حاصر مئات الإسلاميين المنتمين إلى «حزب الراية»، الذي اسسه الشيخ السلفي حازم صلاح أبو اسماعيل، و«الجماعة الإسلامية»، و«الجبهة السلفية»، مدينة الانتاج الإعلامي للتنديد بالسياسات التي ينتهجها الإعلام الخاص».
وردد المتظاهرون هتافات من بينها «الطمي يا تهاني... هندبح عجل تاني»، و«ح نعلقكوا في العمدان.. ح نخليكوا زي النسوان»، وكتبوا عبارات على أحد المداخل من بينها «هنا النصب التذكاري لمدينة اللإعلام».
اللافت في حصار الإسلاميين الحالي مدينة الإنتاج، والذي سبق أن قاموا بمثله في خضم معركة الدستور، هو الحضور الكبير لـ«تنظيم الجهاد»، حيث قام العشرات من أعضائه بأداء حركات قتالية استعراضية أمام البوابة رقم «4»، وسط محاولات متكررة لاقتحامها.
وقسم أعضاء الحركات الإسلامية أنفسهم على 11 مجموعة لمحاصرة جميع مداخل ومخارج مدينة الإنتاج الإعلامي، وأغلقوا مدخل فندق «موفمبيك» ظناً منهم بأن الإعلاميين يدخلون عن طريقه.
أنصار الشيخ حازم ابو اسماعيل رسموا «غرافيتي» مسيئة إلى بعض الرموز الإعلامية مثل وائل الأبراشي وابراهيم عيسى. كما رددوا هتافات مسيئة بحق الإعلاميين، متهمين إياهم بنقل الصورة من طرف واحد. ورسموا علم إسرائيل حول أسماء بعض الإعلاميين مثل لميس الحديدي.
وشهد التحرك صعود أحد المتظاهرين على بوابات المدينة رافعاً علماً مكتوباً عليه «لا إله إلا الله محمد رسول الله». كما وقع اشتباك بين المتظاهرين ومصوري قنوات «التحرير» و«سي بي سي» و«الفراعين» و«بي بي سي» وعدد من مصوري الصحف، في حين سُمح لقنوات «الحافظ» و«الأمة» و«الأقصى» (قنوات إسلامية) بالتصوير.
ووصف رئيس شبكة تلفزيون «النهار» إبراهيم حمودة لـ«السفير» ما يحدث أمام بوابات المدينة بأنه إرهاب صريح لإسكات القنوات الفضائية بسبب تغطيتها لأحداث المقطم، وكشفها عن الوجه الدموي لـ«الإخوان» أمام الرأي العام. وأشار حمودة إلى أن هناك تواجداً لعناصر الشرطة المصرية بأعداد كبيرة داخل مدينة الإنتاج حتى لا يتم اقتحامها، لكنهم يكتفون بمشاهدة المشاجرات من دون أن يتحركوا.
من جهته، اعتبر مدير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة أن تظاهر الجماعات الإسلامية أمام مدينة الإنتاج الإعلامي «نوع من الإرهاب والبلطجة ضد الإعلاميين، خاصة أن لهذه الجماعات سجلاً حافلاً بالاعتداءات على الإعلاميين والمعارضين أمثال إبراهيم عيسى وحمدي قنديل وخالد يوسف، إلى جانب الإهانات اللفظية».
وقال أبو سعدة «لا يمكن فهم هذه التظاهرات إلا بهذا الشكل، فللمرة الأولى أرى معارضة يتم التظاهر ضدها، فقد كنت معتقداً بأن الأنظمة الحاكمة وأحزابها لا تتظاهر بل تأخذ قرارات وتنفذها».
من جهة ثانية، تعرض الإعلامي يسري فودة، عصر أمس، لحادث سير، إثر انقلاب سيارته على طريق طريق غارب – الغردقة، نقل على أثره إلى المستشفى.
وقال مدير قنوات «اون تي في» ألبرت شفيق أنه تبين من فحص الأشعة التى أجراها فودة، إصابته بشرخ في الفقرة الثانية بالرقبة، وشرخ في الفقرة القطنية في الظهر، وتجمع دموي في الرئة، وكسر في عظمة الكتف، مشيراً إلى أنه في حالة إفاقة كاملة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...