محمود درويش يوقع أثر الفراشة بعمان

24-02-2008

محمود درويش يوقع أثر الفراشة بعمان

وقع الشاعر الفلسطيني محمود درويش ديوانه الجديد "أثر الفراشة", في حفل حضره حشد كبير بمسرح البلد بوسط العاصمة الأردنية عمان.
وفي بداية الحفل تحدث الشاعر والروائي زهير أبو شايب قائلا "لو كان ثمة مجال لتحدثت عن ذلك الالتباس الذي يمكن أن يحدث في لحظة كهذه, فمحمود درويش لا يحتاج إلى أي مقدمات لأنه الشاعر الذي نعرف به ذاتنا العميقة ونضيء عتماتها، وبه نقدم الدليل لأنفسنا وأعدائنا على أننا لا نزال أمة تلد وتحلم وتخبئ هذا الضوء لشاعر واحد رغم كل انطفاءاتها وخيباتها".
وتحدث عن ما أسماه "الهشة التي تتسم بها قصائد ونصوص درويش, ووصفها بالمفاجأة التي تتحدى الشعر بالنثر والنثر بالشعر بحيث تتسرب فيها تلك الأحاسيس والمشاعر النضرة".
 ويرى أن درويش في "أثر الفراشة" يتحدث عن الشيء ونقيضه من مناطق جديدة في الشعر ويترك في الذات أثرا لا يرى لكنه لا يزال بحيث يدفع المتلقي إلى خلخلة الذائقة ليس بالمعنى بل باليومي.
وخلال الحفل خاطب درويش الحضور قائلا أشكركم فأنتم الذين جعلتم الشعر ممكنا وضروريا.

كما ألقى الشاعر الفلسطيني ثلاث قصائد من ديوانه الذي يسميه "يوميات", بدأها بقصيدة البنت-الصرخة, جاء فيها:

على شاطئ البحر بنت وللبنت أهل
وللأهل بيت وللبيت نافذتان وباب
وفي البحر بارجة تتسلى
بصيد المشاة على شاطئ البحر
أربعة.. خمسة.. سبعة
يسقطون على الرمل والبنت تنجو قليلا
لأن يدا من ضباب.. يدا إلهية أسعفتها فنادت
أبي يا أبي! قم لنرجع فالبحر ليس لأمثالنا
لم يجبها أبوها المسجى على ظله.
 
وفي القصيدة الثانية "البعوضة" جاء:
البعوضة ولا تعرف اسم مذكرها
أشد فتكا من النميمة
لا تكتفي بمص الدم
تزج بك في معركة عبثية
ولا تزور إلا في الظلام
كحمى المتنبي
لكن البعوضة تحط على الصفحة التي تقرؤها
وتفرح في سرك لقد وقعت في الفخ
وتطوي الكتاب عليها بقوة
قتلتها وحين تفتح الكتاب
لتزهو بانتصارك لا تجد
البعوضة ولا الكلمات.
 
أما في القصيدة الثالثة "بندقية" فقال:
لن يهزمني أحد ولن أنتصر على أحد
قال رجل الأمن المقنع المكلف بمهمة غامضة
أطلق النار على الهواء
وقال على الرصاصة وحدها أن تعرف من هو العدو
رد عليه الهواء برصاصة مماثلة
وحين عاد إلى بيته في المخيم
متكئا على بندقيته وجد البيت
مزدحما بالمعزين فابتسم لأنه
ظن أنهم ظنوا أنه شهيد حقا
وقال: لم أمت
وعندما أخبروه أنه هو قاتل أخيه نظر إلى بندقيته
باحتقار وقال: سأبيعها لأشتري بثمنها كفنا يليق بأخي.
 
-من جانبه قال الناقد موسى برهومة إن الشاعر محمود درويش يكرس مرة أخرى حضوره وجماهيريته لتأكيد أن الشعر لا يزال كما قال "ممكنا وضروريا"، فالجمهور الذي احتشد في مسرح البلد لمتابعة توقيع كتابه الأخير يؤكد أن الشاعر عندما يصغي إلى إيقاع اللحظة التاريخية فإنه يظفر بالشعر والجمهور معا.
 وأضاف برهومة أن هذه السمة لا تتوفر ولم تتوفر من قبل إلا لشاعرين اثنين معاصرين هما الراحل نزار قباني ومحمود درويش الذي يؤكد أن على الأرض ما يستحق الحياة.
 واستطرد الناقد قائلا إنه رغم أن مجموعة درويش الأخيرة "أثر الفراشة" تقف كما قال على التخوم من التجنيس الأدبي إلا أن ذلك لم يمنع الجمهور الكثيف داخل المسرح وخارجه أن يصطف طوابير طويلة لنيل نسخة من الكتاب الذي يصعب على صاحبه تعريفه سواء أكان ينتمي إلى النثر أم للشعر أو كليهما. 
 وختم تعليقه بالقول "المهم أن درويش لا يزال يعد القصيدة العربية بالكثير كما يعد قراءه بأن يظل متجددا دفاقا يجترح لغة جديدة ويأخذ جمهوره إلى فضاءات جديدة".
 يذكر أن يوميات درويش كتبت بين صيفي 2006 و2007 في أكثر من مدينة وقرية عاش فيها الشاعر عبر العالم.

توفيق عابد

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...