ماذا تطبخ إسرئيل لأردوغان

12-02-2009

ماذا تطبخ إسرئيل لأردوغان

الجمل: برغم مساعي تل أبيب الحثيثة لاحتواء تدهور العلاقات التركية – الإسرائيلية بسبب ردود أفعال تركيا إزاء العملية العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة فإن الإسرائيليين لن ينسوا أو يتجاهلوا موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إزاء تل أبيب وعلى وجه الخصوص مغادرته لاجتماع دافوس الأخير بشكل أسفر عن تحدي مهين للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.
* اللوبي الإسرائيلي ومساعي بناء ملف أردوغان:
تشير المعلومات إلى أن اللوبي الإسرائيلي وتحديداُ معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قد بدأ كما هو واضح توجيه الجهود من أجل بناء ملف أردوغان وذلك على النحو الذي يتيح للوبي الإسرائيلي المجال للدخول في مواجهة مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
أبرزت ورقة الرصد السياسي المخصصة لرجب طيب أردوغان محاولة رصد مواقفه وتصنيفها كالآتي:
• مواقف أردوعان إزاء إسرائيل: وتضمنت ما يلي:
- تصريح أردوغان لصحيفة حريات التركية بتاريخ 26 كانون الأول 2009، الذي استنكر فيه وجود إسرائيل في الأمم المتحدة.
- تصريح أردوغان الذي نقلته صحيفة أورشليم بوست بتاريخ 5 كانون الثاني 2009 وأوردت فيه قوله أن الله سيعاقب إسرائيل عاجلاً أم آجلاً.
- تصريح أردوغان لصحيفة صباح التركية بتاريخ 4 كانون الثاني 2009 الذي وصف فيه إسرائيل أنها الظالم والطاغية.
- تصريح أردوغان الذي نشره موقع ويرليد بوليتين بتاريخ 5 كانون الثاني 2009 الذي وصف فيع دموع الأطفال والنساء الضعيفات والأمهات بأنها لن تذهب هدراً وسيغرق الطغاة -الإسرائيليون- فيها.
- تصريح أردوغان نشره موقع تيركيش ويكلي بتاريخ 13 كانون الثاني 2009 الذي قال فيه أن إسرائيل تتحمل مسؤولية تاريخية إزاء العمليات التي نفذتها في قطاع غزة.
- تصريح أردوغان الذي نشره موقع تيركيش ويكلي بتاريخ 7 كانون الثاني 2009 الذي قال فيه أن زعماء إسرائيل بلا إنسانية لأنهم نفذوا عملية غزة من أجل الانتخابات.
- تصريح أردوغان الذي نشرته صحيفة انترناسيونال هيرالد تريبيون  بتاريخ 28 كانون الثاني 2009 الذي وصف فيه العملية العسكرية الإسرائيلية بالجريمة ضد الإنسانية.
- تصريح أردوغان الذي نشرته صحيفة هابيدلار بتاريخ 29 كانون الثاني 2009 الذي قال فيه أن الإسرائيليين يعرفون جيداً كيف يقتلون.
- تصريح أردوغان الذي نشرته صحيفة غازيتيفاتان بتاريخ 29 كانون الثاني 2009 الذي قال فيه أن إسرائيل هي دولة عصابات.
• موقف أردوغان إزاء قطاع غزة:
- - تصريح أردوغان الذي نشرته صحيفة إشار غازيتي بتاريخ 6 كانون الثاني 2009 الذي قال فيه أن غزة أصبحت مثل معسكر الاعتقال.
• موقف أردوغان إزاء حركة حماس:
- تصريح أردوغان الذي نشرته صحيفة هاآرتس بتاريخ 29 كانون الثاني 2009 الذي وصف فيه حماس بأنها ليس حركة إرهابية.
- تصريح أردوغان الذي نشره موقع إن تي في أم بي سي، بتاريخ 30 كانون الثاني 2009 الذي وصف فيه حماس بالحركة الإصلاحية.
- تصريح أردوغان الذي نشرته صحيفة أورشليم بوست بتاريخ 27 كانون الثاني 2009 الذي قال فيه أن حماس التزمت بالكامل وقف إطلاق النار.
- تصريح أردوغان الذي نشره موقع بريس تي في، بتاريخ 19 كانون الثاني 2009 طالب فيه بضرورة مد اليد إلى حركة حماس..
• مواقف أردوغان التي تحدد توجهات حزب العدالة والتنمية:
- تصريح أردوغان الذي نشرته صحيفة تيركيش ويكلي بتاريخ 7 كانون الثاني 2009 الذي أكد فيه أن من غير الممكن استخدام الإسرائيليين للعنف تحت مبررات استهداف حماس لأنها معادية لهم وأضاف أردوغان قائلاً أنه يتحدث كحفيد للعثمانيين وبأن حزبه لا يقف إلى جانب الإسرائيليين الظالمين وإنما إلى جانب المظلومين.
• مواقف أردوغان إزاء الدور اليهودي في صراع إسرائيل – حماس:
- تصريح أردوغان الذي نشرته صحيفة هابير فاكتيم بتاريخ 13 كانون الثاني 2009 الذي قال فيه أن الإعلام الذي يسيطر عليه اليهود قد شوّه الحقائق وأساء تقديمها.
- تصريح أردوغان الذي نشرته صحيفة غازيتيفاتان بتاريخ 29 كانون الثاني 2009 الذي قال فيه أن اليهود سيقومون بانتهاك التوراة (العهد القديم).
ورقة الرصد السياسي كذلك أضافت مقاطع تحت كل واحد من هذه التصريحات بشكل يحاول أن ينقل المزيد من الإشارات التي تحاول الإفادة لجهة أن أردوغان كان يتقصد ويعي ما يقول.
* ماذا وراء حملة اللوبي الإسرائيلي ضد أردوغان:
باستعراض مجمل الدراسات والبحوث وأوراق الرصد السياسي التي ظل يعدها خبراء اللوبي الإسرائيلي فإنها جميعاً تركز على النقاط الآتية:
• يوجد توتر في العلاقات الإسرائيلية – التركية.
• إن صعود حزب العدالة والتنمية هو السبب الرئيسي في توتر العلاقات.
• المحافظة على العلاقات أمر ضروري لإسرائيل.
• السبب الرئيس في مواقف حزب العدالة والتنمية المناوئة لإسرائيل يتمثل في الطريقة الخاطئة التي يدرك بها زعماء حزب العدالة والتنمية لتوجهات إسرائيل في المنطقة.
• إن على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يلعبوا دوراً في الضغط على أنقرة بما يجعلها تفهم بشكل صحيح التوجهات الإسرائيلية.
تطورت الدراسات والبحوث التي انتقلت إلى مرحلة جديدة وعلى وجه الخصوص بعد مواقف أنقرة التي انتقدت قيام إسرائيل بتنفيذ الغارة الإسرائيلية الجوية ضد سوريا وأشارت هذه الدراسات إلى أن:
• أنقرة ما تزال ماضية في تصعيد التوتر مع تل أبي.
• أنقرة لم تعد تفهم أن أمريكا لن تتخلى عن تل أبيب بسببها.
• مضي أنقرة في تصعيد التوتر مع تل أبيب سيترتب على تصعيد التوترات مع واشنطن.
• على واشنطن التفكير جدياً في البحث عن بدائل مناسبة لتعيد ترتيب تحالفاتها في الشرق الأوسط والأدنى.
• من الممكن لواشنطن أن تنقل قواعدها العسكرية من تركيا إلى إقليم كردستان العراق أو أذربيجان أو جورجيا.
• على واشنطن أن تطرح هذه البدائل بوضوح أمام أنقرة حتى يفهم زعماء حزب العدالة والتنمية أن توجهاتهم ستفقدهم واشنطن.
تجدر الإشارة إلى أن الحقائق المشار إليها قد ظلت تتكرر خلال العامين الماضيين وبشكل مكثف في مؤسسات اللوبي الإسرائيلي الآتية:
• معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
• المعهد اليهودي الأمريكي لشؤون الأمن القومي.
• معهد المسعى الأمريكي.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك وإنما امتد إلى مؤسسات اليمين الأمريكي كذلك الذي يعتبر جون بولتون من أبرز المعبرين عنه في واشنطن تايمز، وول ستريت جورنال، غلوبال بوسطن، مؤسسة هيرتيدج الأمريكية.
* ما هي أبعاد حملة بناء الذرائع ضد أردوغان:
من المعروف أن منظومة مؤسسات اللوبي الإسرائيلي والجمعيات والمنظمات اليهودية والصهيونية العالمية ظلت تستخدم قوانين العداء للسامية كسيف مسلط على رقبة كل من يسعى لانتقاد إسرائيل باعتبار أن ذلك يشكل اضطهاداً لليهود والسامية.
وعلى هذه الخلفية وبرغم أن ورقة الرصد السياسي التي نشرها معهد واشنطن تمثل نقطة البدء في التعرض لشخصية أردوغان فإننا نلاحظ أن إعدادها يأخذ شكل أسانيد قانونية التي يمكن استخدامها لاحقاً بواسطة الجمعيات اليهودية لمحاولة القيام برفع الدعاوى القضائية في المحاكم الأمريكية والأوروبية ضد حزب العدالة والتنمية وضد زعمائه وتحديداً أردوغان باعتباره معادياً للسامية.
وعلى الأغلب أن تبدأ حملة بناء ملف أردوغان خطواتها الأولى بعد فترة وعلى ما يبدو فإن الهدف من هذه الحملة سيركز على:
• دفع المحاكم الأوروبية لإصدار أحكام التوقيف بحق أردوغان.
• تقويض آمال تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
• جعل الشعب التركي يواجه إما خيار مساندة حزب العدالة وخسارة الاتحاد الأوروبي أو الإطاحة بحزب العدالة والانضمام للاتحاد.
برغم أن اللوبي الإسرائيلي سوف لن يتردد في اتخاذ مثل هذه الإجراءات للانتقام من أردوغان لإهانته إسرائيل ورئيسها فإن الهدف القصير المدى يتمثل في ردعه عن التمادي في معارضة إسرائيل.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...