ليبيا: تمديد مهمة الأطلسي

26-10-2011

ليبيا: تمديد مهمة الأطلسي

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مقابلة مع شبكة «أن بي سي» إن مقتل القذافي «رسالة قوية إلى الدكتاتوريين»، مشيراً إلى أن القذافي «هو شخص قام طوال 40 عاماً بترهيب بلاده ودعم الإرهاب. وأتيح له خلال الربيع العربي أن يطلق انتقالاً سلمياً في اتجاه الديموقراطية... لقد منحناه هذه الفرصة في شكل واسع لكنه لم ينتهزها. بالتأكيد، لا نودّ البتة أن نرى شخصاً ينتهي على هذا النحو، لكنني أعتقد أن هذا الأمر يوجه رسالة قوية إلى دكتاتوريي العالم أجمع حول حقيقة أن الناس يريدون أن يكونوا أحراراً، وأن عليهم (القادة) أن يحترموا التطلعات الكونية للناس».
ووصل إلى الدوحة، أمس، رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل للمشاركة في أعمال مؤتمر «لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا» الذي يضم المسؤولين العسكريين لحلف شمال الأطلسي اليوم. ليبيون قرب مقبرة يُدفن فيها أتباع القذافي في مصراتة أمس (رويترز)
عمليات الأطلسي
في هذا الوقت، قال وزير المالية في المجلس الوطني الانتقالي علي الترهوني إن السلطات الليبية الجديدة ترغب في تمديد مهمة حلف شمال الأطلسي في ليبيا «شهرا على الأقل».
ورد حلف شمال الأطلسي بحذر على هذا الطلب، إذ أشار إلى انه سيواصل المشاورات مع السلطات الجديدة بشأن وسائل إنهاء هذه المهمة.
وقال مسؤول في مقر الحلف في بروكسل إنه لا يعرف ما إذا كان تصريح الترهوني يعد طلبا رسميا من المجلس الانتقالي. وأشار المسؤول إلى ان «الحلف سيجري مشاورات وثيقة مع الامم المتحدة والمجلس الوطني الانتقالي قبل اتخاذ قرار نهائي».
وأعلنت وزيرة الدفاع الاسبانية كارمي تشاكون أن القوات الاسبانية ستنسحب ما إن يؤكد الحلف الأطلسي رسميا نهاية عمليته العسكرية في 31 تشرين الأول الحالي.
وهبطت يوم أمس خمس طائرات مقاتلة سويدية من طراز «غاس غريبن» في قاعدتها في جنوب السويد بعد انتهاء مشاركتها في العملية التي قادها حلف شمال الأطلسي في ليبيا. وكانت السويد، وهي ليست عضوا في حلف الناتو، قد شاركت منذ نيسان الماضي بطائرات مقاتلة للمساعدة في فرض الحظر الجوي في الأجواء الليبية.

إلى ذلك، قال ممثل عن الطوارق في شمال النيجر إن سيف الإسلام القذافي وعبد الله السنوسي، الملاحقين بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، يقتربان من الحدود مع النيجر.
وقال مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي إن سيف الإسلام لديه جواز سفر مزور، وهو موجود في مكان ناء في الصحراء جنوب البلاد قرب الحدود مع النيجر والجزائر ويحاول الهرب، والمجلس الانتقالي عاجز عن منعه، لافتاً إلى أن السنوسي مشارك في خطة الهرب.
وأشار المسؤول إلى أن المكان الذي يعتقد أن سيف الإسلام لجأ إليه هو «منطقة صعبة للغاية بدرجة تحول دون مراقبتها ومحاصرتها».
وفي النيجر لم يرد تعقيب رسمي بشأن سيف الإسلام، لكن الحكومة هناك أشارت مرارا إلى أنها ستفي بالتزاماتها إزاء المحكمة الجنائية الدولية. وقال مصدر في جيش النيجر إن «التعليمات في النيجر واضحة تماما: إذا دخل ابن القذافي النيجر فيجب اعتقاله وتسليمه على الفور للسلطات لوجود مذكرة اعتقال دولية بحقه».
من جهته، قال الترهوني إن «سيف الإسلام لا يشكل خطرا... لقد تم التغلب على والده وجيشه ومرتزقته».

وفي طهران، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن الدول الغربية دعمت القذافي عندما كان ذلك يناسبها لكن قصفته بالقنابل عندما لم يعد يخدم غرضها من أجل «نهب» الثروة النفطية لليبيا.
وأضاف نجاد، الذي اتهم الغرب بإصدار الأمر لإعدام القذافي، «أروني رئيسا أوروبيا أو أميركيا لم يسافر إلى ليبيا أو لم يوقع اتفاقاً» مع القذافي. وتابع «يقول بعض الناس إنهم قتلوا هذا الرجل للتأكد من انه لن يقول شيئا مثلما فعلوا مع بن لادن».
إلى ذلك، أوفدت الأمم المتحدة منسقا إنسانيا لتقييم الوضع في مدينتي بني وليد وسرت. وقال المنسق جورج شاربانتييه ان أولويته هي «إعادة الكهرباء والمياه وعملية إزالة سريعة للعبوات الناسفة وتأهيل المساكن».
وقال شهود عيان إن نحو مئة شخص قتلوا وأصيب قرابة 50 آخرين في انفجار نجم عن حريق بمستودع للوقود في مدينة سرت الليبية. وأوضح الشهود لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن حالة من الفوضى سادت في مستودع للوقود في المدينة عندما تزاحم العشرات للحصول على كميات من الوقود وبعدها اندلع الحريق.

- إلى ذلك دُفن العقيد الليبي معمر القذافي في مكان أبقته السلطات الليبية الجديدة سرياً، وذلك بعد خمسة أيام على مقتله في ظروف لا تزال غامضة، في وقت طلب المجلس الوطني الانتقالي من حلف شمال الأطلسي تمديد مهمته في ليبيا لمدة شهر إضافي، ما يثير تساؤلات حول تعهدات الحلف بإنهاء العمليات العسكرية بحلول نهاية الشهر الحالي، برغم التأكيدات أن الخطر الذي يمثله نظام معمر القذافي قد تلاشى، وإن كان ابنه سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي لا يزالان فارين، وسط معلومات بأنهما في طريقهما إلى دولة النيجر المجاورة.
وقال مسؤول في المجلس العسكري لمدينة مصراتة، التابع للمجلس الوطني الانتقالي، إن جثمان معمّر القذافي الذي كان معروضا منذ يوم الجمعة الماضي في احد برادات المدينة، قد دفن ليل أمس الأول في «مكان سري» بعدما أقيمت عليه الصلاة.
وأوضح أن جثمان القذافي، وجثماني ابنه المعتصم ووزير دفاعه أبي بكر يونس، اللذين عرضا مع جثمانه في احد برادات مصراتة، دفنت جميعها في ذات «المكان السري»، مشيراً إلى أن ثلاثة رجال دين من أنصار القذافي أقاموا صلاة الغائب قبل دفن الجثامين.
وبحسب مقاتلين كانوا يتولون الحراسة في سوق مصراتة حيث كانت الجثامين الثلاثة معروضة، فقد نقل موكب من أربع أو خمس سيارات عسكرية الجثامين في وقت متأخر من ليل أمس الأول إلى مكان مجهول.
من جهته، قال المسؤول في المجلس الانتقالي الليبي عبد المجيد مليقطة إن القذافي دفن في الصحراء مع ابنه. وأضاف ان خالد تنتوش، رجل الدين المقرب من القذافي، والذي اعتقل معه، أدى صلاة الجنازة على جثتي القذافي وابنه قبل نقلهما من مصراتة.
وبحسب مليقطة فقد حضر صلاة الجنازة ابنا عم للقذافي هما منصور ضو إبراهيم، الذي كان زعيما للحرس الشعبي، وأحمد إبراهيم، وهما اعتقلا مع القذافي في سرت.
وفي انتقاد غير مباشر لعرض جثة القذافي، اعتبرت مشيخة الأزهر، في بيان، أنه ينبغي احترام الموتى ودفن جثثهم. ولم يتضمن بيان الأزهر ذكرا لاسم القذافي، لكنه أشار إليه بوضوح، إذ ذكرت المشيخة أن هذا البيان صدر ردا على «أسئلة كثيرة بخصوص ما حدث ويحدث في دائرة العنف الذي مارسته وتمارسه بعض الأنظمة المستبدة إزاء الشعوب العربية التي انتفضت سلميا... وما حدث ويحدث من إجهاز على الجرحى واهانة الجثث والقتلى».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...