كيف تفوق حزب الله في الحرب الاستخبارية مع إسرائيل

15-10-2006

كيف تفوق حزب الله في الحرب الاستخبارية مع إسرائيل

الجمل:  نشر الخبير العسكري الأمريكي أنطوني كوديسمان تحليلاً للصراع الإسرائيلي مع حزب الله، حمل عنوان: الدروس الأولية لحرب إسرائيل- حزب الله.. وقد لقي تحليله اهتماماً
كبيراً في البنتاغون ومراكز الدراسات والبحوث الأمريكية والغربية. كذلك أبدى كبار جنرالات هيئات أركان الجيوش الأمريكية اهتماماً شديداً بتداول التحليل، هذا وقد تضمن تحليل كورديسمان على المفاصل الآتية:
• الحرب الاستخبارية بين حزب الله وإسرائيل:
يقول المحلل انطوني كورديسمان، إنه برغم تصريح السيد حسن نصر الله بأنه لم يتوقع أن تقوم إسرائيل بشن الحرب، إلا أنه من الواضح في نظر المحلل كورديسمان أن عملية أسر الجنديين الإسرائيليين كان جزءاً من خطة حزب الله لاستدراج إسرائيل لمسرح المواجهة.. وطالما أن إسرائيل كانت منهمكة في مواجهة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، ولم تكن تسعى في تلك اللحظة إلى فتح جبهة جديدة، برغم نواياها المسبقة بالاعتداء على لبنان، فقد نجح حزب الله في استدراج إسرائيل إلى مواجهة في المكان غير المناسب لإسرائيل، وأيضاً في الزمان غير المناسب.
كذلك اعترفت إسرائيل بعد الحرب، بفشل أجهزة مخابراتها في تجميع المعلومات الدقيقة عن قدرات حزب الله، الأمر الذي ترتب عليه نقصان المعلومات، والذي أدى إلى سوء التقدير والأداء العسكري الإسرائيلي في التعامل ميدانياً مع حزب الله.
كما تبين أن حزب الله كن قادراً على الحصول على المعلومات الفائقة الدقة عن القدرات العسكرية الإسرائيلية، الأمر الذي مكنه من تحقيق أكثر من مفاجأة عسكرية في القتال، على النحو الذي ألحق خسائراً فادحة بالقوات الإسرائيلية وأعاق تقدمها وأدى إلى كسر الروح المعنوية لعناصر القوات الإسرائيلية.. وبالاستناد إلى هذه الوقائع والمعطيات أكد كورديسمان أن حزب الله قد كسب الحرب الاستخبارية في مواجهة إسرائيل.
• الحرب البرية بين حزب الله وإسرائيل:
يرى كورديسمان أن قرار إسرائيل بشن الحرب البرية، كان من أجل إكمال ما فشلت قواتها الجوية في القيام به، وقد بدا واضحاً وبالذات خلال الأسبوع الثاني من الحرب البرية، مدى التردد واللايقين المتفشي بين قادة الجيش الإسرائيلي، وعجزهم عن اتخاذ القرارات الميدانية الحاسمة، مثل: متى، وأين، وإلى إي حدّ، ويكف يتم نشر القوات البرية الإسرائيلية، وما هي محاور التقدم المناسبة التي يجب تركيز المجهود القتالي الرئيس ضمنها.
انعكس فشل العمليات البرية الإسرائيلية بوضوح في تصريحات القادة العسكريين الإسرائيليين، فقالوا أولاً بأن أسبوعين يكفيان، ثم عادوا وقالوا ثلاثة أسابيع، ثم قالوا خمسة، الأمر الذي يؤكد عدم قدرة القيادة العسكرية الإسرائيلية على وضع تقديرات الموقف الميداني الصحيحة..
وقد أدى الارتباك العسكري الميداني الإسرائيلي، الى ارتباك سياسي إسرائيلي، بحيث أصبحت تصريحات الرئيس الإسرائيلي أولمرت ووزير دفاعه غير متماسكة، وعرضه للتراجع والمراجعة، وبالتالي مثلما فقدت القيادة العسكرية الإسرائيلية مصداقيتها الميدانية فقد فقدت القيادة السياسة الإسرائيلية مصداقيتها السياسية، خاصة وأنها للتغطية على ذلك اضطرت إلى استغلال حالة الاسترخاء التي حدثت عشية إصدار مجلس الأمن الدولي لقرار وقف إطلاق النار ونشر القوة الدولية، فعمدت إلى إرسال أربعة فرق عسكرية بكاملة دفعة واحدة الى داخل جنوب لبنان، وذلك حتى تصدر نفسها للرأي العام الإسرائيلي والدولي بأنها قد نجحت في تحقيق أهدافها، وأيضاً كي ترفع من مصداقيتها أمام جنودها الذين كسرت روحهم المعنوية مقاومة حزب الله الضارية.
• الحرب السياسية:
استناداً إلى أن الحرب تمثل صراعاً بين الإرادات السياسية، يقول المحلل العسكري كورديسمان: بأن حزب الله استطاع أن يحقق الاهداف السياسية الآتية:
- ان الأسلحة العالية التقنية والتطور يمكن القضاء على فعاليتها من خلال المواجهة الميدانية المفتوحة، وهو ما فعله مقاتلو حزب الله بالأسلحة الإسرائيلية الفائقة التطور.
- القضاء على أطروحة الانقسام العربي والإسلامي في مواجهة إسرائيل، وذلك على النحو الآتي:
- الجماعات السنية المسلحة أبدت تأييدها الواضح لحزب الله واستعدادها في القتال إلى جانبه.
- الحكومة السنية الموالية لأمريكا، وجدت نفسها في مواجهة اضطرابات شعبية، تهدد بسقوطها إذا استمرت الحرب.
- الحكومة اللبنانية (حكومة تيار المستقبل) أصبحت في موقف ضعيف أمام الرأي العام اللبناني والدولي، وبرغم أنها تمثل حكومة الأغلبية، إلا أن الأغلبية في الشارع اللبناني قد تخلت عنها وأصبح معظم الشعب اللبناني يؤيد حزب الله.
- مقاومة حزب الله أضعفت الحكومة الإسرائيلية داخل إسرائيل وأصبح أيهود أولمرت ووزراءه في مواجهة أزمة سياسية أوشكت أن تطيح بهم.
تحول الرأي العام الدولي إلى تأييد اللبنانيين بعد أن كان في البداية يتعاطف مع إسرائيل حول حقها في استرداد جنودها المأسورين، إضافة إلى انكشاف جرائم إسرائيل ضد المدنيين اللبنانيين في هذه الحرب على النحو الذي دفع العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية الى المطالبة بمحاكمة القادة الإسرائيليين.
وفي الختام، يشير كورديسمان إلى ضرورة أن يعي درس حزب الله، المسؤولون الأمريكيون المؤيدون لإسرائيل، وأيضاً الزعماء المتحالفين مع أمريكا في القاهرة، عمان، الرياض، رام الله، بيروت، وغيرها.

الجمل: قسم الترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...