قوة أميركية في تكريت وداعش يفجر مقام «الأربعين صحابي» ويفخخ أقدم كنيسة في الشرق

26-09-2014

قوة أميركية في تكريت وداعش يفجر مقام «الأربعين صحابي» ويفخخ أقدم كنيسة في الشرق

لا يزال الموقف الرسمي العراقي، بشأن «دعم العراق في مواجهة الإرهاب» يتكرر بشكل شبه يومي تقريبا، على الرغم من حجم الحشد الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ضمن إطار ما تسميه «التحالف الدولي» لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش»، في وقت واصلت الطائرات الحربية الأميركية غاراتها، أمس، كما قامت بإلقاء مناشير تدعو الأهالي إلى مغادرة منازلهم في قضاء الحويجة قرب كركوك، بينما انتشر أكثر من 250 جندي أميركي في قاعدة «سبايكر» التابعة للجيش العراقي في مدينة تكريت، كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن 500 جندي من وحدة القيادة التابعة لـ«الجيش الأول» ستبدأ بالوصول إلى العراق لإقامة غرف عمليات.عناصر من الوحدات الخاصة العراقية في دورية خلال اشتباكات مع مسلحي "داعش" في منطقة المقدادية، في محافظة ديالى، أمس الأول (رويترز)
في غضون ذلك تتواصل العمليات العسكرية التي يقودها الجيش العراقي وقوات «البشمركة» إلى جانب قوات العشائر، في ظل جدل حول إقالة المزيد من المسؤولين الأمنيين العراقيين، بينما يستمر «داعش» في محو معالم الحضارة العراقية، حيث فجر، أمس، مقام «الأربعين صحابي» في تكريت، وقام بتفخيخ أقدم كنيسة في الشرق، داخل المدينة يعود تاريخها الى العام مئة ميلادي.
وكرر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، خلال كلمته أمام الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي، الدعوة إلى دعم العراق في «مواجهة الإرهاب»، معتبراً أن تنظيم «داعش» ليس منظمة محلية وإنما هو «عابر للحدود»، في وقت أكد أن بلاده تلقت معلومات استخبارية «ذات مصداقية»، عن أن «داعش» خطط لتنفيذ هجمات على شبكات المترو في باريس والولايات المتحدة.
وشدد العبادي على أن «العراق يمثل حجر الزاوية في هزيمة داعش»، وطالب بالعمل على «إيقاف تسرب الإرهابيين إلى داخل العراق، وحرمان داعش من استخدام التكنولوجيا ومنها شبكات الإنترنت والبث والترويج لبياناتها المرعبة على وسائل الإعلام».
وعلى الرغم من ضخامة الحملة السياسية والعسكرية التي تشنها الولايات المتحدة، دعا العبادي مجددا مجلس الأمن الدولي، إلى «حشد إقليمي ودولي لمواجهة التنظيم»، معتبراً أن مواجهته «مسؤولية دولية ويجب دعم للعراق في مواجهة الإرهاب»، مشددا على ضرورة «استغلال جميع السبل للقضاء على هذا التنظيم، وألا تقتصر على الأراضي العراقية».
وأكد شهود عيان أن حوالي 250 جندياً أميركياً تمركزوا في معسكر «سبايكر»، شمال مدينة تكريت. وذكر أحد الشهود من أهالي سامراء، أن الجنود الأميركيين انتشروا في المدينة أيضاً، مطلع الأسبوع الحالي، مشيراً إلى أنهم يرافقون المستشارين الأميركيين إضافة إلى حراس الأمن الذين معهم، وقد اتخذوا مقرا لهم فندق سامراء السياحي عند مدخل المدينة، وقدّر عددهم بحوالي الستين، بينما كشف عن انتشار 250 جندياً أميركيا في قاعدة «سبايكر».
وفي سياق توسع العمل العسكري الأميركي، أيضا، ذكر مصدر أمني كردي، أن طائرات حربية رجح أنها أميركية شنت غارات على مواقع «داعش» في قضاء مخمور جنوب أربيل، كما نفذت طائرات حربية فرنسية، غارات جديدة على مواقع لـ«داعش».
وفي سياق متصل، لفت قائد غرفة عمليات جنوبي كركوك وستا رسول، إلى أن طائرات فرنسية وأميركية ألقت منشورات على قضاء الحويجة غرب المدينة، تدعو فيها الأهالي إلى المغادرة.
وفي هذه الأثناء أحال العبادي قائد عمليات محافظة صلاح الدين، الفريق الركن علي الفريجي، على التقاعد في خطوة هي الثالثة من نوعها شملت ثلاثة من كبار الضباط في الجيش عقب الأحداث الأمنية التي تمر بها البلاد منذ حزيران الماضي.
ولكن جدلا ساد بين مختلف الكتل السياسية العراقية حول صوابية هذه القرارت، حيث اتهم النائب عن «دولة القانون» كاظم الصيادي، رئيس الوزراء بـ«الرضوخ» للضغوط الأميركية في قراراته الأمنية الأخيرة، متهما الولايات المتحدة «بالتدخل» في قرارت مجلس الوزراء، ومشيراً إلى أن قرار العبادي، بإغلاق مكتب القائد العام للقوات المسلحة، وإحالة عدد من كبار الضباط على التقاعد «غير صحيح» وتم نتيجة لـ«ضغط» أميركي.
في حين وصف النائب عن «التحالف الكردستاني» سيروان عبد الله إسماعيل، تلك القرارات بانها «إيجابية»، وأكد النائب عن «اتحاد القوى الوطنية» عبد الرحمن اللويزي أن هذه القرارات جاءت استجابة لمطالب العديد من القوى السياسية، منتقداً إحالة عدد من كبار الضباط على التقاعد قبل «محاكمتهم عسكرياً لتحديد مصيرهم».
إلى ذلك فجر تنظيم «داعش» مزار «الأربعين صحابي» وسط مدينة تكريت التي يسيطر عليها، وقام بتفخيخ كنيسة أثرية. وقال ضابط في الشرطة إن «داعش قام بتفجير مزار مقبرة الأربعين صحابي» وسط المدينة، كما أكد الشيخ يحيى البطاوي وهو إمام مسجد تكريت تفجير المزار. ويضم المزار قبر 40 صحابيا قتلوا خلال الفتوحات الإسلامية التي جرت في السنة الحادية عشرة للهجرة في زمن خلافة عمر بن الخطاب، وأقيمت فوق قبورهم آنذاك مدرسة دينية ومسجد وعدد من القباب، ومن أبرز المدفونين في المزار الصحابي عبد الله بن المعتم.
كذلك ذكر شهود عيان أن «التنظيم أقدم على تفخيخ الكنيسة الخضراء، وهي إحدى أقدم الكنائس في التاريخ حيث يعود تاريخ بنائها إلى سنة مئة بعد ميلاد المسيح».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...