فرانسوا رباط (مدينة بصيغة المفرد)

16-10-2008

فرانسوا رباط (مدينة بصيغة المفرد)

ارميناالجمل- أيهم ديب: يدخل ثلاثة رجال يضعون منصة خشبية و حامل لنوتة موسيقية و يخرجون. بعد قليل يدخل فرانسوا رباط, يصفق الجمهور , يمعن فرانسوا رباط النظر في الغياب حتى تشعل الأضواء في كامل القاعة. إنه عرض يحضر فيه الجميع. يلقي الرجل التحية على جمهوره  بخليط لغوي يبث الفرح في القلب و يسلب مفاتيحه بخفة هوديني.
يبدأ العزف على آلته - double bass- فتحضرني فوراً أوبرا زنوبيا التي صادف عرضها منذ فترة قريبة. في أوبرا زنوبيا كانت الفرقة الموسيقية صغيرة جداً -لتقديم عمل أوبرالي-   انعكس هذا على الإشباع و الزخم الموسيقي - إن جاز التعبير- فخمسة كمانات لا يمكن ان تشبه 20 كمان.  هذا يشبه الفرق بين سير رتل جنود و مسير فرقة من العسكريين. أو الفرق بين أزيز النحلة و صوت خلية النحل.
فرانسوا رباط فعل العكس تماماً: كان كمن يخيط الفضاء , فبينما يتحرك اللحن إلى الأمام تتحرك الوحدات الصوتية -المكونة له -على طول الرحلة بتواتر يملأ القلب موسيقا قبل أن يملأ الأذن لحناً.
في إحدى مقطوعاته يتذكر رحلة في أرمينيا إلى البحيرة الوردية. هذا  يبهجني . فالبحيرة الوردية ليست وردية  : تعليق قرأته على إحدى الصور التي صدف أني شاهدتها الأسبوع الماضي لفتاة أرمينية تهوى تصوير الطبيعة. كانت الصورة لبحيرة  خضراء من فعل طحلب الماء و انعكاس شمس الظهيرة. مقدمة فرانسوا رباط هذه ذكرتني بسمير ذكرى -المخرج- فكلاهما حلبي و كلاهما يستطيع ان يعيد إنتاج ذكريات عن بلد أعرفه جيداً . سمير ذكرى يقودنا إلى زياد الرحباني الذي ألف له موسيقا فيلمه /وقائع العام المقبل /  و  سمير ذكرى هو من عرفني إلى نوري اسكندر فهو من وضع له موسيقا فيلمه/ علاقات عامة/. الفيلم الذي كانت ليلة افتتاحه مناسبة للمشكلة العويصة التي تطورت بين دار الأوبرا و مجموعة واسعة من شخصيات المشهد الثقافي السوري. بالمصادفة كان السيد نبيل اللو يجلس في المقعد الأمامي و كنت أراه من مقعدي في الطرف الآخر من الصالة ,و لكن لم أتذكر قصة الخلاف إلا في هذه اللحظة . فالطقس الذي كان مزعجاً هذا الصباح قد استقر و أصبح أكثر برودة و الهواء أصبح منعشاً. و فرانسوا كان ألطف من المساء و كل شيء أليف. تبدو المدينة صغيرة و جميلة و أقرب للقصة . في الصباح شاهدت مجموعة صور لنوري اسكندر و ميساك باغبوديان من حفلة الأمس و اليوم في طريقي إلى الدار كان ميساك يقود سيارته . السيد الرئيس و زوجته كانا في أمسية نوري اسكندر و اليوم كانت صورة السيدة الأولى على الصفحة الأولى لجريدة بلدنا لكن من مدينة السويداء . في المكان  حيث أجلس أمكنني رؤية الشاعرة رشا عمران و ابنتها الجميلة  و عازف العود كنان أدناوي و مصورة الدار جيفارا.
  في بهو دار الأوبرا أثناء خروجي توجهت إلى شاب وسيم يعرض مجموعة من السيديات سألته إن كان بينها واحد لفرانسوا رباط ,  فنفى. لم يذكرني هذا بشيء و لم أفكر, شكرت الشاب و ذهبت.

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...