عشاق زياد الرحباني من الشباب السوري يتكاثرون

16-12-2006

عشاق زياد الرحباني من الشباب السوري يتكاثرون

الجمل ـ  يامن حسين:  لم يعد زياد الرحباني حالة فنية او مجرد مدرسة موسيقية او تجربة مسرحية رائدة او نزعة يسارية نحو التجدد الماركسي، بل اصبح من الخبز اليومي لشريحة واسعة من الشباب السوريين المثقفين والعاديين طلاب جامعات أو طلاب مدارس عاديين مهندسين عمال ..الخ
تتجلى هذه الحالة في متابعات الشعب السوري والشباب خاصةً لأعماله واقتنائها على أنها كنز حقيقي، فعندما يدور حديث ما حول السياسة أو حول الحياة العادية كثر يستحضرون مسرحيات زياد و برامجه الإذاعية وعباراته مثل " دعوس يبا وخود نتيجة" ..."بالبرغل في طائفية " وينبغي إذا ماتكلموا حول السياسة وما يحصل الآن بلبنان يستحضر هذا الشباب كلام زياد مثلاً عن وليد جنبلاط "اشتراكي الاقطاع القديم" أو الشهيد الحي مروان حمادة " قحباء يا مروان؟"  أو عندما تذكر نائلة معوض يتذكر المتحاورون كلمات لزياد مثل "نائلة عالغصون" و "عوانس رئاسة الجمهورية" أو "رايس معوض"  ...
إن انشغال الشعب السوري بقضية لبنان وتفاعله معها كونها تمسه بشكل مباشر، وكون زياد أنصف الشعب السوري وقدم مادة صريحة و"فجة وواقعية" عن حالة لبنان تجعل السوريين جد متحمسين لسماعه ولاستخدام مفرداته وحتى طريقته بالكلام، وربما مرد ذلك أن السياسيين السوريين لا يمتلكون قدرة زياد على رد سباب الطبقة اللبنانية المعارضة لسوريا أوأنهم محكومون باللياقة في الحديث .
كثير من السوريين يسعون لاقتناء أعمال زياد وتداولها فبعض الشباب في جامعة البعث قالوا لنا أنهم ذهبوا إلى دمشق لشراء سيديات زياد "الاعلانات 2,3,4" و"نص الألف خمسمية" وقاموا بتداولها بالجامعة وتوزيعها على الأصدقاء . بعض الذين التقيناهم في حلب قالوا أنهم يشترون أعمال زياد من لبنان مثل "قولوا الله بعدنا طيبين" رغم انه أنتج في عام 1975 وأنهم على تواصل مع أصدقاء لهم في دمشق أمّنوا لهم مسرحيات مصورة ولقاء حوار العمر وحفلات له مصورة والغير مصورة وأخبرونا أنهم يتابعون كتاباته بشكل دائم في الصحف..
في جامعة البعث يقوم شباب بتوزيع مقالات زياد على الموبايلات بواسطة الـ Bluetooth وهم كل فترة يجلسون في كفتيريا  كلية الهندسة المدنية والعمارة ويرسلوها إلى الموجودين إضافة إلى وجود مقاطع مصورة من مسرحيات زياد على أجهزة الموبايل والبعض منهم حول مقاطع مسرحية أو غنائية إلى نغمات إضافة إلى صور زياد وتحديداً صورته أمام ملصق كبير للثائر الأممي غيفارا
هناك من يعلق صور زياد في الغرف أو يلصقها على الدفاتر  لتغطي صور الحسناوات كبيرات الصدر اللواتي تنشر صورهن مطابع القرطاسية على دفاتر الطلبة.
وإذا ما تابعنا صفحات النت السورية من مواقع ومنتديات سنلاحظ أن مكاناً بارزاً فيها لزياد  فينقل ما يكتبه مع كم هائل من التعليقات، عدا عن استخدام أن عناوين أعمال زياد  كأسماء مستعارة في المنتديات.
أحمد طالب ميكانيك سنة ثالثة ومعرفه على Bluetooth .."شي فاشل" عندما سألناه لما سمى معرفه باسم مسرحية لزياد قال لنا:" شو بدكن سميه شبيه وائل كفوري أو أحب الشقراوات؟؟!!" سألناه ولما زياد؟ قال : لأنه يطرح همومنا التي لانستطيع طرحها مثله  ومعرفي في الـ  Bluetooth "شي فاشل" لأن كلما حاولت ان أغير شيئا استنتج أنه شي فاشل ببساطة في هذا البلد .
لين طالبة أداب اسم معرفها بأحد المنتديات "فيلم أمريكي طويل" قالت لنا : إن كل مايجري الآن وفي الماضي  في منطقتنا هو عبارة عن فيلم امريكي طويل ووقح ، أمجد طالب فيزياء يضع صورة كبيرة لزياد ولديه أعماله المسرحية والموسيقية الكاملة يقول:هل تريدون أن  أضع صورة نانسي عجرم أو عمرو خالد؟! أو اسمع لمطرب الغم والعلاقات الفاشلة هاني شاكر؟؟!! ندى طالبة ثاني ثانوي غرفتها مليئة بصور زياد وتمتلك كم جيد من أعماله ردت: " زياد بيحكي اللي بدنا نقولوا عن الفقر والسياسة والعلمانية وبهالزمن قلال الفنانين يلي ما بيعتبروا الجمهور مجرد مشتري للسلعة يلي صارت جسد وغناء موتور عن الحبيب اللي بخعها وراح"....
وبالتالي أصبح زياد الرحباني يعبر عن رفض الشباب السوري لتعبيرات المجتمع الاستهلاكي وللفن السائد حالياً  ويجسد تذمره  من واقع سياسي وثقافي متعثر.

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...