شهر العسل التركي ـ الخليجي

03-02-2012

شهر العسل التركي ـ الخليجي

ترجمت زيارة الرئيس التركي عبد الله غول الى الامارات العربية المتحدة برفقة عدد كبير من رجال الأعمال، المرحلة الجديدة من سياسات تركيا الجديدة التي انعكست تباعدا عن محور الدول المجاورة لها «التي تقاوم التغيير» ومزيدا من التقارب مع الدول التي لا تحتاج للتغيير ولتركيا معها علاقات جيدة مثل دول مجلس التعاون الخليجي، وفقا لتصنيف وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو.
وقد سبق زيارة غول الإمارات الاجتماع الرابع المشترك لتركيا ومجلس التعاون الخليجي في اسطنبول نهاية الأسبوع الماضي.
وتتسارع الخطوات والمؤشرات على توثيق التعاون المالي والسياسي بين تركيا ودول الخليج العربية.
ففي اليوم الذي بدأ فيه غول زيارته الى دبي كانت الصحف التركية تحفل في عناوينها الرئيسية بخبر طلب امارة قطر شراء حصة «اوجيه سعودي» في شركة الاتصالات التركية «تورك تيليكوم» والبالغة 55 في المئة من مجموع الأسهم مع استعداد قطر لدفع مبلغ 8،6 مليارات دولار مقابل هذه الحصة. كما ان قطر ايضا تريد شراء مصرف «دينيز بنك» مقابل ستة مليارات دولار. كما تريد قطر شراء 52 في المئة من مؤسسة «توركواز ميديا» التركية الاعلامية التي تشمل تلفزيون «أ تي في» وصحيفة «صباح» المعروفة.
زيارة غول هي الأولى لرئيس تركي الى الامارات منذ 15 عاما علما انه زارها في العام 2005 كوزير للخارجية.
مركز الدراسات التركية للشرق الأوسط في انقرة تناول هذه الزيارة في تقرير سياسي واصفا اياها بأنها دعم مكشوف لسياسات الدول الخليجية من الوضع في سوريا.
وقال التقرير إن الهدف من الزيارة هو تطوير العلاقات الثنائية الاقتصادية اساسا وإنتاج سياسات مشتركة تجاه القضايا الاقليمية.
في الشق الأول تريد تركيا ان يكون لها حصة كبيرة في مشروع تطوير الامارات ودبي خاصة والبالغ حوالى ثلاثمئة مليار دولار من الآن وحتى العام 2030. وخلف هذا التطلع التركي للتعاون الاقتصادي توجد ارادة سياسية تدعم هذا التعاون.
وتبلغ قيمة الاستثمارات التركية الآن في قطاع البناء فقط في الامارات حوالى سبعة مليارات دولار. وتصدر تركيا سنويا الى الامارات البالغ عدد سكانها ستة ملايين ونصف مليون نسمة ما مقداره 3،3 مليارات دولار. ويمكن فهم اهمية هذا الرقم اذا تذكرنا ان صادرات تركيا الى ايران البالغ تعداد نفوسها 75 مليونا هي ثلاثة مليارات دولار فقط.
البعد الثاني من زيارة غول انها تأتي في سياق المشهد الاقليمي المتوتر وهي تشكل وفقا للتقرير رسالة دعم قوية الى دول الخليج.
ويقول التقرير ان تصريحات غول في الامارات مثيرة للانتباه حيث عبّر عن يأسه من الوضع في سوريا بقوله «ان كل شيء يمكن ان يقوم به النظام السوري بات متأخرا».
وتدعم تركيا بوضوح توجه الدول العربية الى الأمم المتحدة للتدخل في الأزمة السورية بل تدعم الطروحات الأمنية لهذه الدول في ما خص سوريا ومضيق هرمز.
ويقول التقرير ان الاجتماع المشترك لتركيا مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون قبل ايام عكس دعم تركيا لخطط نقل الموضوع السوري الى الأمم المتحدة ومقترحات الجامعة العربية لنقل السلطة في سوريا وشكر هذه الدول لموقف تركيا من استضافة اللاجئين السوريين على اراضيها.
ومن مجمل مواقف الطرفين ينتهي التقرير الى ان تركيا والدول الخليجية في تطابق كامل للمواقف من القضايا الإقليمية.

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...