سيناريو أمريكي لثورة روسية ملونة لإسقاط السلطة

الجمل:  أصدرت إحدى الهيئات المختصة بمجلس الدوما (البرلمان) الروسي في موسكو، تقريراً حول السيناريو الذي تقوم بإعداده وتنفيذه أمريكا، لمواجهة روسيا في الفترة القادمة والتي تمتد من عام 2006م وحتى عام 2008م.
التقرير تم إعداده بوساطة اثنين من أبرز الخبراء الروس في الصراعات الدولية، والأداء السلوكي في المجالات النظامية- البينية، للدول الغربية الرأسمالية، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية، والخبراء هم: فالنتين فالين (سفير الاتحاد السوفييتي السابق في ألمانيا)، الجنرال غينادي بيفيستافييف (ضابط متقاعد من الخدمة في جهاز المخابرات الخارجية الروسي).
وقد كان مضمون التقرير يدور حول أن النتائج المتوقعة الحدوث في التوجهات الأمريكية إزاء روسيا، سوف تكون خلال العامين القادمين (2006- 2008)، على النحو الآتي:
• لن يتغير الأداء السلوكي الأمريكي إزاء روسيا، سواء ظل الحزب الجمهوري في السلطة أم لا، لأنه حتى الحزب الديمقراطي وغيره يتبنون نفس التوجهات إزاء روسيا، والتي يجمع كل الأمريكيين على أنها تمثل الخطر والمنافس الأول لهيمنة أمريكا على العالم.
• الإدارة الأمريكية، أياً كان من يسيطر عليها، سوف تعمل باستمرار من أجل عزل القيادة الروسية.
• سوف تحاول الإدارة الأمريكية تطبيق خطة تنفيذ سيناريو (ثورة ملونة) داخل روسيا، تؤدي إلى إسقاط الحكومة الروسية القائمة، والاستيلاء على السلطة بوساطة الـ(بروكسي) السياسي الروسي، المتمثل في القوى السياسية الروسية الحليفة لأمريكا، والتي أصبحت أكثر نشاطاً في نقد النظام الروسي الحالي من الداخل.
• سوف تستمر الإدارة الأمريكية في العمل من أجل تقويض سيادة روسيا على مواردها النفطية، وسوف تركز أكثر فأكثر على تفكيك شبكة المصالح النفطية التي تربط روسيا ببلدان منطقة بحر قزوين، وآسيا الوسطى، وإيران، ومنطقة شبه القارة الهندية.
• سوف تسعى الإدارة الأمريكية من أجل تفكيك وتقويض تكامل بلدان كومونولث جمهوريات الاتحاد الروسي.
• سوف تسعى أمريكا لضم بعض بلدان الاتحاد السوفييتي السابق إلى حلف الناتو، وبالذات: جورجيا، وأوكرانيا.
• سوف تسعى الإدارة الأمريكية إلى تنفيذ مخطط سري يهدف إلى تغيير النخبة السياسية والاقتصادية الموجودة حالياً في روسيا، وذلك عن طريق تمويل وتعزيز بعض عناصر القطاع الخاص في روسيا (وبالذات اليهود الروس) بما يعطيهم وزناً مالياً واقتصادياً داخل روسيان كذلك سوف تسعى أمريكا أيضاً من أجل تأهيل المزيد من عناصر النخبة الفكرية والعملية، الموالية والمؤيدة للنموذج الأمريكي، وذلك من أجل بناء نخبة سياسية تتصدى لاحداث التغيير وفق النموذج الذي تريده أمريكا.
السيناريوهات الرئيسة للثورة الملونة التي تريد  أمريكا القيام بها وإحداثها في روسيا، تتضمن السيناريوهات الفرعية الآتية:
- فرض حالة العزلة الدولية على روسيا.
- العمل بشكل غير معلن من أجل إقصاء الزعماء السياسيين والعسكريين ورجال الأعمال الروس عن المشاركة في المجالات العالمية.
- توجيه المزيد من الاتهامات المستمرة لروسيا بانتهاك حقوق الإنسان واضطهاد الأقليات، بوساطة المنظمات والهيئات الدولية التي أصبحت مخترقة أمريكياً.
- التشكيك المستمر في مصداقية كل من الانتخابات الروسية البرلمانية، والانتخابات الروسية الرئاسية.
- التفاوض مع رجال الأعمال الروس، وإغراءهم بالمال من وراء ظهر السلطات الروسية، ودفعهم من أجل تشديد ضغوطهم الداخلية الهادفة إلى معارضة أو تحييد الحكومة الروسية.
- شن هجوم إعلامي مكثف عن طريق أجهزة الإعلام الغربية على النحو الذي يشوه صورة الكرملين والحكومة الروسية في العالم وفي جمهوريات الاتحاد الروسي على السواء.
- التعاون مع بريطانيا وفرنسا وبقية الحلفاء الغربيين في دعم عملية تطبيق سيناريو الثورة الملونة داخل روسيا.
وعموماً يمكن القول: إن التقرير قد شدد في تحذير الحكومة الروسية من مغبة التمادي في التعامل مع الإدارة الأمريكية، وركّز على ضرورة أن تحمل حكومة بوتين الأمور محمل الجد في تعاملها مع الخطر الأمريكي.

الجمل: قسم الترجمة