سوريا بين تبييت الملك والعناية الإلهية

20-06-2019

سوريا بين تبييت الملك والعناية الإلهية

كتب الدكتور في العلوم العسكرية قسطنطين سيفكوف، في “كوريير” للصناعات العسكرية، حول مصالح بعض اللاعبين الخارجيين في إطالة الصراع في سوريا.


وجاء في المقال: مصلحة أمريكا في سوريا، الاحتفاظ على الأقل بموطئ قدم استراتيجي شرقي الفرات. فالسيطرة على هذه المناطق، مهمة للولايات المتحدة جيوسياسياً، أكثر مما اقتصادياً. ويعني انسحابها من سوريا فشلا كليا للاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي بدأت مع غزو أفغانستان وبلغت ذروتها في الربيع العربي. فسيحل محل نفوذ الولايات المتحدة في هذه المنطقة نفوذ منافسين أكثر نجاحا، روسيا والصين وإيران، وهو أمر غير مقبول بالنسبة لإسرائيل في سوريا.

 لا يسمح توازن القوى الحالي ببقاء طويل الأجل للولايات المتحدة هنا، ولا لمشاركة واشنطن في البنية السياسية للمجتمع السوري بعد الحرب. وهذا يعني أن الولايات المتحدة ستؤجل بكل طريقة ممكنة تسوية الصراع، في انتظار فرصة لتشكيل وضع اجتماعي سياسي في البلد يعود بالنفع عليها.


ولدى تركيا موقف يشبه إلى حد ما الموقف الأمريكي. فتصفية منطقة خفض التصعيد في إدلب ستعني تراجع تأثير أنقرة في سوريا ​​بشكل كبير. لذلك، تعمل على إطالة النزاع على أمل إنشاء هياكل تخدمها.


ولإيران في سوريا وجود على الأرض غير مسجل رسميا. فبعد حل النزاع، سيتعين على التشكيلات المسلحة التابعة لإيران مغادرة أراضي سوريا أو التخلي عن السلاح، والتحول إلى أحزاب سياسية.


يُنظر إلى روسيا في هذه المرحلة بوصفها منتصرة بلا منازع. ومع ذلك، إذا فشل إحلال السلام قريبا في سوريا، فقد يتغير الوضع في الاتجاه المعاكس. وسوف يتم تقويض موقع روسيا في المنطقة إلى حد كبير إذا نجح الأمريكيون في إنشاء شبه دولة تحت سيطرتهم وراء الفرات. استمرار الحرب، يترك أثرا سلبيا في الرأي العام. ولذلك، فروسيا بحاجة إلى إنهاء النزاع بأسرع ما يمكن مع سيطرة الحكومة الشرعية على كامل أراضي سوريا.


يستنتج من التحليل السابق أن الرهانات في الصراع السوري كبيرة للغاية. لذلك، فإن استعداد الولايات المتحدة وروسيا وتركيا للتحول إلى استخدام القوة العسكرية حتى ضد بعضها البعض قائم، وبالدرجة الأولى من الأمريكيين ضد قواتنا. هذا يفرض على جميع اللاعبين الخارجيين الرئيسيين التصرف بلباقة، والاقتصار على المواجهة الإعلامية، واشتباكات بسيطة محدودة القيمة حتى من الناحية التكتيكية.


روسيا، اللاعب الأجنبي الوحيد صاحب المصلحة موضوعيا في حل النزاع بأقرب وقت ممكن. وهذا يعني أنه سيتعين علينا البحث عن طرق تحقيق ذلك.

 


المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة

 


RT

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...