ساعي "البريد الميت" وتفاصيل جديدة عن عصابة الموساد بلبنان

20-06-2006

ساعي "البريد الميت" وتفاصيل جديدة عن عصابة الموساد بلبنان

في انتظار مبادرة عربية ما زالت مؤجلة على خط العلاقات اللبنانية السورية، واستئناف مؤتمر الحوار الوطني مناقشاته حول الاستراتيجية الدفاعية لحماية لبنان في التاسع والعشرين من الجاري، ظل الرأي العام اللبناني منشغلا بمتابعة ما هو متيسر من معلومات حول موضوع شبكة مفاجأة الفجر الإسرائيلية من جهة، والتجاذبات السياسية الداخلية على خلفية موضوع المشاركة الرئاسية في القمة الفرنكوفونية من جهة ثانية.
وقد أفادت مصادر سورية متابعة لملف شبكة الموساد الإسرائيلية التي تم اكتشافها قبل حوالى الأسبوعين، انه منذ اليوم الأول لصدور اسم عضو الشبكة المتواري عن الأنظار حسين خطّاب، اتخذت إجراءات لرصد كل الأماكن التي كان يتردد عليها في دمشق ولا سيما المخيمات والمقار القيادية الفلسطينية.
وأضافت المصادر انه تم استدعاء بعض الأشخاص ممن تربطهم صلة قرابة بخطاب للتحقيق معهم والتدقيق في تحركات خطاب وعلاقاته. كما شملت الإجراءات السورية التدقيق في موضوع سجلات الدخول إلى الأراضي السورية والخروج منها عبر نقطة جديدة يابوس، حيث أحصيت التواريخ التي دخل فيها كل من محمود رافع وحسين خطاب. وتحدثت عن توقيفات، رافضة الخوض في تفاصيلها قبل اكتمال نتائج التحقيقات المستمرة.
وفي بيروت، قالت مصادر لبنانية متابعة للتحقيق إن التحقيق مع محمود رافع قد اكتمل، وهناك روايات كاملة للأدوار التي لعبها في عمليات الاغتيال والتفجير التي حصلت وللأشخاص المتورطين معه وبينهم شخصان مجهولا الهوية هما جورج وفؤاد، المرجح أنهما قد غادرا لبنان بعد جريمة صيدا بجوازي سفر أردني وأوروبي.
كما أدلى رافع باعترافات حول موضوع البريد الميت الذي كان يتلقاه عبر البحر من الإسرائيليين، ويقوم بتوزيعه على نقاط محددة بصفة ساعي بريد. وأشارت إلى أن رافع اعترف في التحقيق بأن معظم الحقائب التي كان يتلقاها كانت تحتوي على أكثر من عبوة واحدة من الأنواع المتطورة جدا، نافيا علمه بوجهة استخدامها.
وأشارت المصادر إلى أن عدد الموقوفين بات يقتصر حاليا على اثنين هما محمود وس. ق. (صاحب سيارة الفان التي استخدمت في رصد الأخوين محمود ونضال المجذوب في صيدا).
وأوضحت المصادر أن حسين خطاب نجح في اختراق البنى الأمنية والسياسية الفلسطينية،
وكان ممن يدركون أدق تفاصيل أنفاق القيادة العامة في الناعمة، كما تبين انه على صلة بعملية تفجير عبوة جسر الناعمة في آب ,1999 التي لم تسفر عن وقوع إصابات.
وقالت مصادر فلسطينية إن تلك العبوة كانت تستهدف جهاد جبريل الذي كان قد دعا إلى عقد اجتماع للكادر الأمني والعسكري في الأنفاق، وقد بوغت بوصول القيادي في الجبهة طلال ناجي من دمشق إلى بيروت، فطلب تأجيل اجتماع الناعمة وبعد مضي ساعتين على الموعد المقرر لوصوله يبدو أن خطاب قد أعطى الإشارة للإسرائيليين بتفجير العبوة عن طريق الجو ولم تؤد آنذاك إلى وقوع أي إصابات.
في الجانب الإسرائيلي، استمر السجال على خط شبكة مفاجأة الفجر، وتطرق عضو الكنيست ران كوهين (ميرتس)، أثناء قيامه وأعضاء لجنة الدفاع والأمن في الكنيست الإسرائيلي بجولة في مقر القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية، إلى الكشف عن خلية التجسس التي تعمل في لبنان من قبل إسرائيل، وقال إن الصراعات الداخلية في لبنان تحاول جر إسرائيل إلى الدخول في معركة عسكرية تؤدي إلى سفك دماء كثيرة من الطرفين، لذلك فإن الحفاظ على الهدوء من قبل قيادة الشمال هو الأمر الأصح في هذا الوقت.
واستمع أعضاء لجنة الخارجية والأمن اثناء الجولة إلى شرح من نائب رئيس هيئة أركان الجيش، موشي كابلينسكي والقائد العسكري لمنطقة الشمال أودي آدم، حول ما اسماه الوضع الأمني للجيش الإسرائيلي مقابل لبنان وسوريا، وفعاليات حزب الله وما يسمى التهديد المتواصل بخطف جنود أو مواطنين إسرائيليين على طول الحدود.
وقالت المصادر الإسرائيلية إن الجولة شملت معاينة العمق اللبناني والسوري، بعد الاطلاع عما أسمته المصادر المهمات والتحديات التي تقف أمام الجيش الإسرائيلي.
وأثار عضو الكنيست آفي إيتام (المفدال) خطورة العلاقة بين حزب الله وسوريا وإيران، وقال ان حزب الله يتلقى الكثير من الأموال والسلاح (من إيران) عن طريق سوريا، ما يشير إلى دور إيراني عميق.
وقال الجنرال الاسرائيلي الون فريدمن من موقعه في مقر القيادة العسكرية للمنطقة الشمالية ثمة مزيد من الجواسيس الايرانيين، والعسكريين وعناصر من اجهزة الاستخبارات قرب الحدود الاسرائيلية مضيفا ان هؤلاء الجواسيس باتوا يقومون بجولات تفقدية ودوريات ويعطون توجيهات الى مقاتلي حزب الله.
استنفار ماروني متصاعد
إلى ذلك، تصاعد الاستنفار الماروني في مواجهة الخطوة الرومانية المتمثلة بحصر الدعوة لتمثيل لبنان في القمة الفرنكوفونية في بوخارست في السادس والعشرين من أيلول المقبل، برئيس الحكومة فؤاد السنيورة وتجاهل رئيس الجمهورية اميل لحود.
وبعد مواقف صدرت عن بكركي والقوات اللبنانية وبعض أركان قرنة شهوان سابقا، أعلن كل من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون والرئيس أمين الجميل والرابطة المارونية رفضهم أي تجاوز أو تغييب أو تهميش لموقع الرئاسة الأولى.
وبالتزامن مع الضجة الداخلية، وصل إلى بيروت، أمس، نائب وزير الخارجية الروماني تيودور باكونشي واجتمع بعدد من المسؤولين الرسميين والسياسيين، مستثنيا رئيس الجمهورية. وفهم عدد ممن التقوه أن هناك اعتبارات ضاغطة على الموقف الروماني متصلة بانضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي في العام ,2007 وبالتالي اضطرارها إلى مسايرة السياسة الخارجية للأوروبيين وخاصة الفرنسيين المعروف موقفهم من الرئيس لحود.
وأوحت الاتصالات الرومانية في بيروت أن من شأن اتصالات لبنان الدبلوماسية مساعدة الرومانيين في إعادة تصحيح الأمور ووضعها في نصابها عبر استدراك ما حصل، وبالتالي توجيه الدعوة إلى لحود.
ولهذه الغاية، اتصل سفير لبنان في رومانيا بالجهات الرومانية المختصة محتجا، فيما كلفت وزارة الخارجية مندوبة لبنان في الاونيسكو مقابلة الأمين العام للفرنكوفونية عبدو ضيوف واستيضاح الأمر منه، خاصة ان الفرنسيين حاولوا رمي الأمر في ملعبه. كما أجرى وزير العدل شارل رزق المتابع لملف الفرنكوفونية منذ سنوات طويلة، اتصالا بعبدو ضيوف مشددا على ضرورة تصحيح الخطأ البروتوكولي والسياسي الحاصل. وتردد أن ضيوف رد بأن الأمر بأيدي الرومانيين وحدهم ولا شريك لهم باتخاذ قرار كهذا.
وحذر مصدر وزاري لبناني من افتعال أزمة سياسية على خلفية موضوع لا يملك اللبنانيون قرار الحل والربط فيه، داعيا إلى عمل دبلوماسي بعيد عن الأضواء باتجاه العواصم المعنية.
وفيما ظلت أوساط رئيس الحكومة تؤكد انه لم يحسم أمره في موضوع تلبية الدعوة أو عدمها، أشارت مصادر رسمية إلى بوادر مخرج اقترحه الرومانيون وأنهم أعطوا وعودا في هذا الاتجاه لم يعرف ما إذا كان من بينها اختيار من يمثل لبنان من خارج دائرة رئيسي الجمهورية والحكومة.
وقالت أوساط الرئيس لحود إن المطلوب من الرومانيين تصحيح خطأ جسيم والتراجع عن سابقة خطيرة، وفي حال عدم حصول ذلك هناك أفكار عدة يتم تدارسها للرد على الموقف الروماني.
وقال النائب ميشال عون إن خطأ جسيماً ارتكبته رومانيا في حق لبنان لأن الدعوة وجهت إلى رئيس الوزراء بدلاً من رئيس الجمهورية. ونعتبر أنه على رئيس الوزراء رد الدعوة والاعتذار ولفت نظر الدولة الداعية إلى أن المرجع لتلقي هذه الدعوة هو رئيس الجمهورية لا أن يترك الموقف مبهماً. فموضوع الرئاسة حُسم وهناك رئيس للجمهورية أحببناه أم لم نحبه ويجب المحافظة على الموقع بالشكل وبالأساس.
أما الرابطة المارونية فقد أصدرت بيانا حذرت فيه من تجاوز رئاسة الجمهورية واستبعادها عن تمثيل لبنان في مؤتمر الفرنكوفونية، واعتبرت ذلك تجاوزا للدستور ليس من أحد في لبنان بوارد القبول به، وطالبت الجهات اللبنانية المعنية بتوضيح هذه المسألة بكامل أبعادها للدولة المضيفة.
وأكد الرئيس أمين الجميل انه من غير المقبول، لا بل من المستهجن، تغييب رئاسة الجمهورية عن مثل هذه القمة العالمية، ولا يسعنا في حال كهذه إلا أن نعلن التضامن مع موقع رئاسة الجمهورية ورفض كل ما يمس هيبتها وموقعها بين اللبنانيين وبين مثيلاتنا من دول العالم.
تأجيل البت بملف النفايات
إلى ذلك، أرجأ مجلس الوزراء في جلسته أمس البت بالخطة المقترحة لطمر النفايات من مجلس الإنماء والاعمار ووزارة البيئة لمدة عشرة أيام.
وبرر مصدر وزاري ذلك بالقول إن الوزراء اهتموا بالمواقع، من زاوية انتخابية، كون كل واحد منهم يمثل منطقة معينة في النهاية، وعليه أن يصطدم مع أهالي المنطقة إذا ما تم اختيارها لطمر النفايات. وهذا ما يفسر عدم اعتراض بعض الوزراء على الخطة، في مواقع معينة، وافقت عليها بلديات المناطق.
وتردد أن العقدة الرئيسية، هي في نفايات بيروت وجبل لبنان، التي تنتج أكثر من ألفي طن يوميا، وفي المواقع المقترحة للمطامر في الجية والمنصف.
وأعلن وزيرا اللقاء الديموقراطي غازي العريضي ومروان حمادة عن رفض موقع الجية (في الشوف) لطمر ومعالجة نفايات بيروت وجبل لبنان.

 

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...