ريما سلمون في الآرت هاوس...تجربة فنية معاصرة

26-02-2009

ريما سلمون في الآرت هاوس...تجربة فنية معاصرة

من لون الأرض ومن طعمها الترابي الخاص برزت الفنانة ريما سلمون لتضيف إلى الخريطة التشكيلية السورية المعاصرة نكهة أنثوية مميزة، فقد استمدت من روح الوطن ومن روح المرأة مادة بصرية نقلتها إلى عالمها الفني وعكستها تلقائياً على جسد أعمالها الفنية، وهي لا تزال إلى اليوم تعشق الفن وترسم بشغف الطفولة الأولى لوحاتها التي تحكي قصة الإنسان من خلال الرجل والمرأة... 
 وقد شاركت ريما قبل ذلك بالكثير من المعارض التي أثبتت حضورها فيها من خلال لوحاتها التي عكست شعور المرأة وحاجتها للرجل من خلال أسلوبها وتقنيتها الفنية التي لفتت انتباه الكثيرين، وتعود اليوم مرة أخرى إلى لغتها التعبيرية بعد ما أقامت معرضها الفردي الأول في صالة يوروبيا في باريس عام 2006 لتقدم ما يقارب ثلاثين لوحة في صالة الآرت هاوس بمعرضها الفردي الثاني الذي عكس مجموعة من الحالات الإنسانية.. حيث لجأت سلمون في معرضها هذا إلى البورتريهات والشخوص التي نقلت حياتنا بشكل أو بآخر من خلال عيونها ومن خلال رؤية فنية معاصرة، وصوّرت أيضاً مشاعر خاصة دفينة في ذاتها استطاعت أن تعكسها كالمرآة بروحها الأنثوية على معظم أعمالها الفنية، كاللوحة التي رسمت فيها مجموعة من الإناث الجالسات على الأرض ومتقوقعات على ذواتهن، لكنهن في الوقت ذاته يرفعن رؤوسهن إلى الأعلى ويسندنه على الحائط بنظرات تحمل الكثير من الحزن والألم وكأن حالها هو حال بقية النساء أو جزء منهن، من جهة أخرى قامت بعرض مجموعة من اللوحات التي رسمت فيها فقط مجموعة من وجوه الإناث اللواتي أغمضن أعينهن في حين جعلتهن دامعات وقلقات في لوحات أخرى..
وربما أجمل ما عرض بمعرض سلمون، اللوحات التي قيدت بها الأرجل بمجموعة من الخطوط السريعة والتلقائية ناقلة إياها من الجمود إلى الفعل الحركي التعبيري، لكنها لم تعرض كامل الجسد في هذه اللوحات وإنما عرضت فقط الأقدام وهذا ما منحها قيمة أكثر من حيث القيمة الفنية والفكرية أيضا، لأنها لم تغرق في تفاصيل الأجزاء وإنما قدمت أعمالها بأسلوب بسيط ومختزل اختصرت فيه كل ما قد يبعد نظر المتلقي عن الفكرة الأساسية التي تريد تقديمها وهي حوارية العلاقة بين الجسد والأرض، وفي الوقت ذاته لم تهمل ريما سلمون الناحية الجمالية وإنما أضافت على أعمالها لمساتها الأنثوية التي بدت ظاهرة على لوحاتها من خلال الخطوط والأشكال والمفردات التشكيلية المستخدمة والألوان التي مالت إلى البنيات والتي لم تصل فيها إلى اللون الأسود، فقد استطاعت بواسطة لغتها اللونية القوية أن تستخدم لعبة التضادات اللونية في الكثير من لوحاتها، حيث تركت اللون البني يميل إلى لون البيج إلى أن يأخذ لونه الفاتح بشكل طبيعي دون إقحام اللون الأبيض لخلق تضاد لوني، وبذلك استطاعت أن تريح عين المتلقي بالنظر إلى لوحاتها وأن يستمتع بالجمال عبر النظر إلى مجموعة من أعمالها الفنية، ومن جهة أخرى قامت سلمون برسم الرجل إلى جانب المرأة معلنة عن التكامل الذي يحققه كل من الاثنين معا، وبذلك استطاعت ريما أن تمنح للوحاتها حالة من التقديس للمكانة العالية التي احتلت فيها النسوة أعمالها، فبلغة اللون والشكل نقلت سلمون قصصا إنسانية جعلت فيها الأنثى بطلتها الأولى...
الفنانة ريما سلمون ولدت في دمشق، سورية 1963 وتخرجت في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم العمارة الداخلية 1987 وهي متفرغة للعمل الفني بالإضافة إلى أنها عضو نقابة الفنون الجميلة بسورية وقد شاركت سلمون في الكثير من المعارض في الأردن وسورية وباريس وألمانيا, كما أن أعمالها مقتناة ضمن مجموعات خاصة.

رامان آل رشي

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...